السفير الاثيوبي بالخرطوم:علاقتنا المتميزة بالسودان لن تتأثر بالتقارب مع اريتريا
18-Nov-2006
المركز
حوار : أنور عوض – مالك طهالأحلاف السياسية في القرن الإفريقي تتميز بقابليتها الغريبة للإنهيار في أية لحظة وتتعداه الى قدرتها على التشكل من جديد وفق خارطة تناقض سابقتها تماماً. الحروب وعدم الاستقرار كانت وراء هذه الخاصية التي استأثر بها القرن الافريقي. وكانت المعارك التي تجري في الصومال إشارة تحذير وبالون اختبار لتلك الأحلاف.
وفجأة تحدثت الصحف عن انقلاب اثيوبي تجاه السودان بسبب معارك الصومال والتقارب مع اريتريا.. السفارة الاثيوبية نفت وقوع هذا «الانقلاب».. ولكن كانت المناسبة فرصة حتى نقف على ثبات التحالف السوداني – الاثيوبي، ومدى قدرته على الوقوف أمام الاحاديث السياسية والإعلامية التي توميء وتلمح الى وجود ما يزعزعه. «الرأي العام» تحدثت حول هذه المواضيع للسيد علي عبده السفير الاثيوبي بالخرطوم. ——————————————————————————–اثيوبيا والأزمة الصومالية * كيف تنظرون الى المشكلة الصومالية؟ ومدى تأثيرها على المنطقة؟ – المشكلة الصومالية اذا نظرنا تجاهها لكونها حقيقية أو غير حقيقية فإنها تؤثر بصورة كبيرة على اثيوبيا وذلك نتيجة للحدود الممتدة بين البلدين. * في تقديركم هل ترون المشكلة حقيقية أم لا؟ – المشكلة الصومالية قديمة عمرها خمسة عشر عاماً.. وطوال هذه السنوات تجري الدول مشاوراتها لتحقيق استقرار بالصومال. واثيوبيا لعبت وتلعب دوراً لتحقيق الاستقرار على أراضيها وأخيراً وكما تعلمون سيطرت المحاكم الاسلامية على بعض مناطق الصومال ومعلوم لديكم ايضاً ان المحاكم التي تضم إسلاميين متشددين قد أعلنت الجهاد ضد اثيوبيا وهذا تصرف لا ينفع مع اثيوبيا والدول المجاورة إذ ان المجتمع الدولي قبل بحكومة الصومال والحكومة الاثيوبية نفسها تدعم ذلك الاتجاه بهدف تحقيق الاستقرار في الصومال. * هنالك حديث عن دعمكم للحكومة الصومالية بينما السودان يدعم المحاكم الاسلامية.. ألا يؤثر ذلك على العلاقات المشتركة؟ – ما أعلمه حتى الآن ان الحكومتين السودانية والاثيوبية تدعمان الحكومة الشرعية في الصومال. * المحاكم الاسلامية اتهمت اثيوبيا باحتلال أراضٍ صومالية.. بماذا تعلق؟ – دعني أرد لك السؤال.. كيف تعتبر ان اثيوبيا احتلت.. كيف تؤكد ذلك؟.. ان الذي تشيعه المحاكم الاسلامية بعيد عن الحقيقة.. فالحكومة الاثيوبية تحافظ على حدودها ولم تحتل لأية أراض صومالية. علاقتنا بالسودان أكبر من البيانات * هناك تقرير دولي نشرته الصحف يتحدث عن عدة دول تدعم وتمول المحاكم الاسلامية.. ومن بينها السودان.. ماذا يمثل لكم هذا الأمر؟ – اثيوبيا تربطها علاقات متينة بالسودان وهي في تطور مستمر وعلى هذه الخلفية فإن الحكومة الاثيوبية لن تتأثر بأي بيانات أو تقارير إن صدرت.. وهذه التقارير لن تلتفت اليها الحكومة الاثيوبية طالما أنها لم تصدر عن الحكومة السودانية. دعني أصحح هنا.. فما أعلمه ان الحكومة السودانية لم تتحرك البتة لدعم المحاكم الاسلامية وإنما تتحرك في إتجاه عقد مصالحة بين الفصائل الصومالية.. أشير لذلك لأنني شعرت من خلال الاسئلة ان الحكومة السودانية تميل الى المحاكم الاسلامية.. وهذا غير صحيح. والحكومة الاثيوبية تؤكد دعمها للسودان لعقد مصالحة بين الصوماليين. * الى أي مدى يمكن أن يؤثر تحسن العلاقات السودانية – الاريترية على العلاقات السودانية الاثيوبية؟ – اثيوبيا والسودان واريتريا ثلاث دول لكل واحدة منها سيادتها واستقلاليتها.. فالعلاقة بين الحكومتين الاثيوبية والسودانية في طريقها لتكون نموذجية.. بينما الحكومة الاثيوبية والاريترية على عكس ذلك، وفي الجانب الثالث فإن علاقات السودان باريتريا تحسنت بعد العداء في السابق. ومن جهة الحكومة الاثيوبية فإنها تدعم التقارب السوداني الاريتري وتشجع تطوير العلاقة بين البلدين.. وما يهمنا هنا ان العلاقات الاثيوبية السودانية ثابتة ومتطورة. * أديس أبابا لم تطرح أية مبادرة أو وساطة لحل الأزمة السودانية رغم خصوصية العلاقة.. كيف تفسر ذلك؟ – اثيوبيا أسهمت في حلحلة بعض مشاكل السودان وكان لها دورها من داخل المؤسسات الإقليمية «إيقاد» وكذلك الأمم المتحدة.. وما تم في «نيفاشا» كان لاثيوبيا دور فيه.. وفي كافة المحافل تقف وتطرح ما يحقق ويعزز الاستقرار في السودان.. وأدلل لكم بموقف الحكومة الاثيوبية تجاه قرار مجلس الأمن «1706» حيث رفضت اثيوبيا دخول قوات أممية إلا بموافقة الحكومة السودانية. * وماذا عن ما نُشر حول انعقاد مؤتمر العدل والمساواة باثيوبيا؟ – هذه شائعات لا أساس لها من الصحة.. لا توجد أية إشارة في هذا الاتجاه ولا أي تحركات. * ولكن من وراء هذه الشائعات؟ – هناك علاقات واتفاقيات بين اثيوبيا والسودان ولكن هناك دولاً لا يفرحها رسوخ هذه العلاقة المتميزة ولذلك فإن الجهة التي دفعت بالشائعة قد تكون داخلية أو خارجية، داخلية أعني بها المعارضة في البلدين، أما خارجياً فيمكن ان تصدر الشائعة عن الدول المجاورة أو ما بعدها.. * يتردد أن المعارضة الاريترية في طريقها لاثيوبيا على خلفية تحسن علاقات السودان باريتريا.. فهل للمجموعات المعارضة تأثير على العلاقات بين البلدين؟ – المعارضة الاريترية كانت موجودة باثيوبيا ولا يزال بعضها موجود بالسودان، كما ان المعارضة الاثيوبية موجودة باريتريا.. ولم نلحظ أي نشاط كبير يؤثر على علاقات الحكومتين. لن يتدخل طرف ثالث بيننا * العلاقات السودانية – الاثيوبية تنتظرها عقبة ترسيم الحدود.. فماذا يجري بشأنها؟ – اثيوبيا والسودان تربطهما حدود مشتركة طويلة، والحكومتان ومنذ قديم الزمان لم يتدخل بينهما الأجانب كطرف ثالث.. ولذلك فإن مسألة ترسيم الحدود لن تؤثر على العلاقة طالما ان الحكومتين وعلى قمتهما يجددان الحرص على الاستقرار، وكماتعلمون الآن هنالك لجان تعمل في ترسيم الحدود وهي كفيلة بحل هذه المسألة.. وننتظر الاجتماع الحدودي الذي يجمع حكومات الأقاليم الاثيوبية والولايات السودانية التي لها حدود مشتركة الذي سيعقد في القضارف.. ومن المؤكد ان هذا الاجتماع سيناقش ما تم تنفيذه من عمل. * كان للحركة الشعبية خلال العمل المسلح وجود في اثيوبيا، والآن الحركة جزء من الحكومة، هل لكم أية علاقة خاصة معها؟ – ليست لدينا علاقة خاصة مع الحركة الشعبية.. نحن نتعامل بصورة رسمية مع حكومة الوحدة الوطنية ككتلة واحدة بغض النظر عن مكوناتها.