حوار صحيفة الأهرام مع الرئيس الإرتري اسياس افورقي
15-Jan-2007
المركز
أجرى الحوار في القاهرة من أسماء الحسينى حمل الرئيس الأريترى أسياس أفورقى بشدة على السياسة الأمريكية فى المنطقة وانتقد تدخلها فى كل من الصومال والسودان فضلا عن عرقلتها لتنفيذ قرار التحكيم الخاص ببلاده،وقال إن الإستراتيجية الأمريكية تخلق المشكلات و الإضطراب فى المنطقة وتزعزع الأوضاع فى القرن الأفريقى.
وأكد أفورقى فى حوار تنشره الصحافة متزامنا مع جريدة الاهرام أن الأسباب والأجندات الخارجية فى السودان هى سبب التعقيدات التى تحول دون حل مشكلة دارفور وتحاول الإبقاء عليها حتى تكون هناك ذريعة للتدخلات وأضاف أنه إذا ما أخرجت القوى الخارجية أياديها فإن السودانيين سيكونون قادرين على حل أزماتهمساعدت إريتريا السودان فى حل مشكلة الشرق ….هل تسعون للمساهمة فى حل مشكلة دارفور؟أعتقد أننا شركاء فى المساعدة على استقرار أمن السودان ،فالاتفاق الذى تم فى نيفاشا بين المؤتمر الوطنى والحركة الشعبية يعتبر إنجازا ولكنه ليس كاملا وإن كان يعتبر خطوة باتجاه حل مشكلات السودان كله ،وهذا التحرك الإريترى تجاه السودان مبنى على المصالح المشتركة وأمن واستقرار السودان ،ومردوده عائد على شعوب المنطقة ومنها إريتريا وقد ساهمنا من هذا المنطلق فى مساعدة الاخوة فى السودان لإيجاد حل لقضية شرق السودان. وهل ترى إمكانية التوصل إلى حل قريب فى دارفور؟أعتقد أن التعقيدات باقية فى مشكلة دارفور ليس لأسباب محلية وإنما لأسباب خارجية وتدخلات لها أجندات خفية فى السودان تحاول الإبقاء على المشكلات كماهى عليه حتى تكون هناك ذريعة لتدخلاتها فى السودان،وأنا لاأدعى أن لنا دورا ولكن أؤكد أنه إذا ماأخرجت القوى الخارجية أياديها مما يحدث فى دارفور فالسودانيون قادرون على إيجاد حل لأزماتهم ،وهذا لايعنى أن هناك معجزة رغم أن اتفاق نيفاشا يواجه صعوبات.هل تقصد الاتهامات المتبادلة بين الرئيس البشير ونائبه الأول سلفاكير فى احتفالات الذكرى الثانية لاتفاقية السلام؟هذا يأتى فى إطار البيت الواحد ،وإذا كان الخيار هو إفساد هذه الإتفاقية فبالتأكيد إن النتيجة ستكون مضرة للسودان والمنطقة ،وعلى الإخوة فى السودان أن يوجدوا حلا بأنفسهم سواء كان ذلك فى الجنوب أو الشرق أو لأى مكان بالسودان ،وعلى السودانيين عدم انتظار حلول جاهزة أوحلول تأتيهم من الخارج.هل تلمح إلى الولايات المتحدة باتهاماتك؟لاتوجد أشباح وإنما توجد قوى تعمل فى المنطقة لعدم استقرارها مثلما شاهدنا فى الصومال ….من يقصف المناطق الصومالية غير الطائرات الأمريكية؟ ومن يحتل العراق سوى الأمريكيين الذين يدفعون الآن باتجاه فرض شىء معين على السودان….إنهم هم الأمريكيون الذين يحاولون زعزعةاستقرار المنطقة ويحاولون الانفراد بها ،وعلى السودانيين حل مشاكلهم بأنفسهم وعدم الإستعانة بالدول المجاورة وعدم انتظار الحلول الخارجية وسط تعقيدات أسبابها معروفة للجميع.وماهو الجديد فى أمر الوساطة الإريترية بشأن دارفور؟نحن لاندعى أننا نقوم بوساطة ونسعى لنتأكد أولا من توفير أرضية ومناخ يهيئ لأن يكون هناك حوار يشارك فيه السودانيون وأطراف أخرى سواء اريتريا أوغيرها.وماهى أهداف ونتائج زيارتكم الأخيرة لمصر؟ تبادلت مع الرئيس مبارك وجهات النظر حول القضايا الثنائية والإقليمية وكانت الزيارة فرصة للبحث مع الرئيس مبارك في الأحداث الأخيرة فى الصومال.وماهى حقيقة وجود دور اريترى فى أزمة الصومال؟لايوجد دور خاص بإريتريا،فالعملية الأهم هى عملية دولية ،ونرى بأن الصوماليين لم يكونوا محتاجين لغزو من دولة مجاورة أو قصف جوى.لكن واشنطن وأديس أبابا تسوقان العديد من المبررات فى هذا الشأن.نرفض هذا التدخل ونراه غير مبرر ،فالصوماليون يحتاجون اليوم الدعم والمؤازرة لحل مشكلاتهم وليس العدوان على بلادهم.ومحاربة الإرهاب؟هى قضايا ليست لها صلة مباشرة بما يجرى فى الصومال ،فالفراغ الذى كان موجودا بالبلد كان يجب أن يعالج سياسيا وليس من خلال التدخلات الخارجية بأجندات تختلف عن مصالح الشعب الصومالى.وهل يمكن لدول المنطقة أن تلعب الآن دورا ايجابيا لإنقاذ الوضع المتدهور؟ يجب الآن أن تتحرك هذه الدول لإنهاء الأزمة فما يجرى فى الصومال من غزو إثيوبى وقصف أمريكى لايمكن لأى إنسان أن يقتنع بمبرراته.وكيف ترى الموقف الدولى؟أحب أن أشير إلى إدانة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبى للقصف الأمريكى للصومال وأيضا هناك استطلاع أمريكى أثبت أن 67% من الأمريكيين يرفضون السياسة الخارجية للإدارة الأمريكية الحالية ،ونحن هنا لانتحدث عن شعوب أخرى وإنما عن الأمريكيين أنفسهم. ،وهل يعقل أن تقصف دولة عظمى موقعا ليس به أسلحة دمار شامل ولا أشخاص خطرون وبالاعتماد على مزاعم،فالإدارة الأمريكية تواصل بث الادعاءات والأكاذيب مثل أسلحة الدمار الشامل فى العراق لتبرر تدخلها فى الصومال. وماهى الدوافع الأمريكية من وجهة نظرك للتدخل فى الصومال؟إنها تأتى لتغطية اخفاقات الإدارة الأمريكية الحاليةعبر إحراز نجاح باهر بقصف جوى للمواقع الصومالية.وإلى أى شىء تطمح إثيوبيا بتدخلها؟هدفها عدم الاستقرار فى الصومال والاستمرار فى القتال والتمزق بعد أن بدأت الأمور تتحسن فى الصومال،والسؤال الذى يجب طرحه الآن هو لماذا تدخلت إثيوبيا فى هذه اللحظة؟.وإلى أين تتجه الأوضاع ؟الخطورة أن عدم الاستقرار فى منطقة القرن الأفريقى يؤثر على كل دول المنطقة بما فيها مصر والسودان والبحر الأحمر وحتى دول الخليج لذا يجب التحرك بقوة لوقفه وعدم الإكتفاء بالوقوف كمتفرجين.وإلى أين تتجه الأزمة بينكم وبين إثيوبيا؟القضية بالنسبة لنا تم حسمها بعد البت فى النزاع قانونيا عام 2000،ويبقى تنفيذ قرار المحكمة الذى تقف أمريكا بالمرصاد أمام تطبيقه.ولماذا التوتر فى علاقتكم مع أمريكا؟لايوجد توتر فى العلاقات بدون أسباب وتدخلات أمريكا وعرقلتها لتنفيذ قرار المحكمة وتعقيدها للأمور الأمنية فى المنطقة تعد اسبابا للتوتر فى العلاقة بيننا وبين أمريكا التى ترى فى حكومات ضعيفة أداة لتنفيذ استراتيجيتها فى المنطقة وخلق المشكلات ،والمشكلة ليست فى العلاقات بين أمريكا وإريتريا، بل هى أوسع من ذلك ،فإستراتيجية أمريكا فى المنطقة واعتمادها على إثيوبيا لتنفيذ تلك الاستراتيجية يؤدىان لزعزعة الأوضاع فى الصومال وإريتريا والقرن الأفريقى، وهو أمر مرفوض تماما .