في أول حوار له بعد إنتخابه رئيساً لجبهة الإنقاذ ، عبدالله أدم : كلنا نتحمل ما حدث في المؤتمر الثاني للتحالف ، ويجب إن نتجاوز تلك المرحلة .
28-Sep-2007
المركز
أجرى الحوار في الخرطوم : عبدالرازق كرار الحوار مع السيد عبدالله أدم يكتسب أهمية من كون الرجل يتربع على أعلي منصب تنفيذي لجبهة الإنقاذ التي تعتبر تجربة حديثة وتستحق أن يحذو الأخريين حذوها ، هذا فضلاً عن الزيارة الناجحة التي قام بها للولايات المتحدة الأمريكية والتقي فيها فعاليات رسمية وأكاديمية وشعبية ، وفي زيارة خاطفة له للخرطوم التقيناه وكان هذا الحوار الذي أتسم بدرجة عالية من الوضوح والصراحة ، حول الكثير من القضايا الراهنة .
السيد/ عبدالله ادم كيف تقيمون وضع المعارضة الإرترية بعض ما حدث في المؤتمر الثاني للتحالف الديمقراطي الإرتري في فبراير ؟ المعارضة بشكل عام قبل المؤتمر المذكور كانت تواجه عقبات كثيرة بعض هذه العقبات مرتبط بقدرتها في التفاعل وسط الجماهير والبعض الآخر مرتبط بقدراتها المادية من جهة وعدم توحد الرؤية العامة التي تؤطر قدرات المعارضة في مواجهة النظام ، كل هذه العوائق ظلت أمام المعارضة وللأسف الشديد لم يكن هنالك عمل جاد لتجاوز هذه العقبات وحلحلة الكثير من المسائل العالقة ، وإن كانت النية موجودة دائماً سواء على مستوى الفصائل أو مستوى التحالف ، لذا فإن الأمنيات والرغبات الإيجابية وحدها في غياب الفكر لم يكن كافياً ، لذا يجد المراقب المعارضة في حالة ترنح مستمر ، وتبرز هذه التناقضات في خلاف حول فقرة في الميثاق أو خلافات تاريخية تتمظهر في انشقاق داخل التنظيم الواحد وتكرس من جديد لمزيد من التناقضات ،كل هذه المسائل كانت تعيق التقدم للأمام ، لكن بالرغم من كل ذلك الشيء الجميل والإيجابي والذي هو محل تقدير الجميع هو عمل المعارضة من خلال إطار واحد وهو التحالف الديمقراطي الإرتري وهو فكرة جديدة في الساحة الإرترية التي عرفت التنظيمات والفصائل ولكنها لم تعرف العمل الجبهوي العريض في إطار مظلة مشتركة ، أو برنامج حد أدني ، خاصة وأن برنامج الإقصاء يعتبر السمة الأبرز في الساحة الإرترية ، ولكن في الآونة الأخيرة خاصة بعد التحرير والاستقلال وظهور معارضة من أجل التغيير ومن أجل الديمقراطية ووجود مظلة من هذا النوع يعتبر تطوراً كبيراً على مستوى التعاطي السياسي الإرتري يحسب للمعارضة ، هذا التطور فتح سقف توقعات الجماهير إلى آفاق توحد آليات مواجهة النظام ومن هنا فإن المؤتمر الثاني للتحالف كان يتوقع منه أن يكون خطوة في هذا الاتجاه ، وللحقيقة فإن المؤتمر استطاع تجاوز الكثير من العقبات وكانت هنالك تنازلات كبيرة من أجل استمرار العمل الموحد ويعتبر هذا من الإيجابيات الكبيرة لهذا المؤتمر ، إلا أنه دخل في نفق جديد ربما لم يكن في الحسبان ولم يكن مخطط له البتة ، والمسألة ربما تبدو خلاف حول موقع قيادي في ظاهرة ، لكن الحقيقة هي خلافات سياسية برزت من خلال هذا الظرف ، وهو في تقديري ليس عيباً لأن الخلاف السياسي مشروع وموجود لكن أزمتنا تكمن في عدم قدرتنا على تجاوز الخلاف وإيجاد حل توفيقي لتجاوز الأزمة ، ولم يكن هنالك أي شيء يمنع تجاوزها ، ولكن يبدو حسب مشاهداتي وأنا كنت مشارك في تلك الفترة إن التشنج والتوتر كان سيد الموقف بين الجميع ، ولم نعطي أنفسنا فرصة التروي وهذا يكشف بوضوح أننا جميعاً نعاني من ضيق أفق ، ذلك أن قوة اى بلد أو مجتمع تكمن في قدرته على حل مشاكله الداخلية ، حتى يستطيع مواجهة التناقضات الخارجية ، ونحن كسياسيين في المعارضة مثلاً يجب أن نبتعد عن عقلية الاتفاق الكامل أو الاختلاف الكامل ، علينا أن نعمل في ما تم فيه الاتفاق وندع ما اختلفنا فيه لمرحلة قادمة .عموماً الإخفاق الذي حدث في مؤتمر التحالف الأخير كان بمثابة تراجع كبير ، وأدي إلى إحباط كبير في أوساط الجماهير واضر كثيرا بمسيرة المعارضة ، لكن الإيجابي فيه هو أن القواعد في التنظيمات كافة عبرت عن عدم رضاها عن النتيجة بشكل مسموع ، وهذا دليل عافية حيث أظهرت الجماهير نوع من التحرر من التفكير الضيق والارتباط بالتنظيم في كل شيء ، وهذه قد تكون بداية الممارسة الديمقراطية في أوساط التنظيمات ، وقد ساهمت الجماهير مساهمات إيجابية في تقريب وجهات النظر وفي ضوء لك نتوقع أن تجلس التنظيمات في القريب لتجاوز تلك الأزمة والانطلاق من جديد .كيف تعاطى اجتماع المجلس المركزي لجبهة الإنقاذ مع هذه التطورات ، على مستوى المعارضة بشكل عام وعلى مستوى جبهة الإنقاذ على وجه الخصوص ؟الاجتماع هو الاجتماع الدوري الثاني للتنظيم وقد تناول عدة موضوعات ، ومن بينها الوضع الداخلي للتنظيم ، وقد تناولنا الوضع بكل شفافية ووضوح وتمكنا من غربلة أوضاع التنظيم وقد استطعنا تجاوز الكثير من العقبات والأخطاء القيادية والقاعدية التي حدثت في المرحلة الماضية نتيجة لحداثة التجربة ، كما حاولنا بلورة رؤية سياسية تجاه القضايا الراهنة ، كما تعرض الاجتماع للانشقاق الذي حدث في التحالف الديمقراطي ، وقد تم تقييم الحدث ليس من موقع مع أو ضد ، أو صح وخطأ ، واعتبرنا أننا جزء من الخطأ الذي حدث ، والتنظيمات الأخرى أيضاً تتحمل جزء من الخطأ ومن هنا رأينا أن المسئولية لا تقع على تنظيم بعينه بل على كل التنظيمات المشاركة في التحالف ، ومن هنا على كافة التنظيمات إعادة النظر بطريقة موضوعية وعملية لتجاوز تلك الأخطاء ، نحن من جانبنا بادرنا وقررنا تشكيل لجنة الرسالة والهدف منها ه كسر الجمود والقطيعة الموجودة بيننا وبين التنظيمات السبعة ، بحيث يكون هنالك تواصل وحوار حول ما حدث حتى نستطيع تجاوزه والعمل في إطار مظلة مشتركة .أيضاً النظام في إرتريا والأوضاع الاقتصادية في إرتريا والتدهور الاقتصادي والاجتماعي ، وهروب الشباب وكافة الأوضاع التي تنذر بفداحة الوضع بشكل عام ، رأينا أننا عملنا لا يتناسب وهذا الوضع ، كما لا يتناسب وطموحات وتوقعات الجماهير التي تعول علينا كثيراً لتجاوز هذه المحنة ، ومن هنا فإن الارتقاء لمستوى الحدث وطموحات الجماهير سيكون عبر آليات عملية سيكون أولوياتنا في المرحلة المقبلة .الوضع الإقليمي ، خاصة أوضاع الصومال وتأثيراتها الممتدة على الوضع الإرتري أخذت حيزاً مقدراً من أجندة الاجتماع حيث برزت المنافسة الإرترية الإثيوبية واضحة في هذا الصراع ، ولكن فيما يعنينا رأينا أن التدخل الإرتري على حساب شعبنا وعلى حساب راحته وحريته واقتصاده وبالتالي سمعة إرتريا يعمق المعاناة لذا رأينا لا بد من مواجهة الموقف من خلال نشاطنا الدبلوماسي في مختلف المحافل الإقليمية والدولية .علاقاتنا كمعارضة وجبهة الإنقاذ على وجه الخصوص رأينا أنها بشكل عام لا بأس بها لكن ليست بالمستوى الذي يرضينا ، خاصة بعد اتفاق الشرق بين حكومة السودان وجبهة الشرق فإن مستوى التعاون بين السودان والمعارضة الإرترية انخفض ولكنه لم ينقطع بطبيعة الحال ، وبالتالي نستطيع أن نقول فقدان مساحة أو أرضية للعمل السياسي ، وكنا نتوقع من السودان أن يتعامل مع القضية من خلال قضية الديمقراطية في السودان وإرتريا ، وكما تسهم إرتريا في حلحلة مشاكل السودان مع المعارضة سواء في شرق السودان أو غربه ، كان المأمول أن يساهم السودان أيضا في ترتيب الوضع الإرتري الذي لا يخفي تدهوره على أحد ، ولكن المنظور حتى الآن هو غير ذلك . ومن هنا فإن إعادة التفكير في شكل هذا التعاطي بالنسبة للحكومة السودانية يصبح أمراً في غاية الأهمية ، أما على مستوى إثيوبيا فالعلاقات إيجابية لكنها لا ترقي لمستوى الطموح مع المعارضة الإرترية ولكن توجد أرضية جيده لإمكانية العمل وتطوير هذه العلاقة ليس لمساعدة المعارضة الإرترية ، بل لمستقبل العلاقات بين البلدين ، والعلاقات لا ترتقي ببيعتها إلا بزوال هذا النظام .قمت بزيارة للولايات المتحدة الأمريكية شملت مسئولين رسميين وأكاديميين ، إلى أي مدى يجد خطاب المعارضة التفهم من الجهات التي قمت بمقابلتها ، أيضا كيف وجدت الجالية الإرترية في الولايات المتحدة الأمريكية ومدى ارتباطها بالمعارضة الإرترية ؟بالنسبة للزيارة إلى أمريكا كانت ذات شقين ، الأول يتعلق الجالية الإرترية في أمريكا حيث أقمنا تسعة سمنارات تقريباً في أمريكا في المناطق التي يوجد فيها تواجد مقدر للإرتريين ، ولكن على إيجابية هذا العمل فإن الانشقاق الذي ضرب المعارضة كان له اثر سلبي كبير ، ولهذا فإن الجماهير عبرت عن عدم رضاها عن هذه النتيجة ، ولذا فإن دورنا كان هو توضيح الحقائق والأحداث ، وكذلك دعوة الجماهير للعب دور إيجابي في هذه الأزمة ، وليس انتظار القيادات دائماً لتقرر مستقبل الأحداث ، لأن الديمقراطية في جوهرها هي تعاطي متبادل بين القيادة القاعدة ، لذا على جماهيرنا أن لا تنظر دائما المسئولين ليقيموا السمنارات ثم يسألونهم وينتهي الأمر عند هذا المستوى ، ولكن يجب أن يتجاوز دور الجماهير إلى التأثير على صناعة الأحداث وتغيير نتائجها ، وكذلك المساهمة في النضال عبر الوسائل المختلفة دون انتظار القيادات ، خاصة وان الغالبية من شعبنا معارضة للنظام ولكنها ليس بالضرورة مؤطرة في تنظيمات محددة ، ومن هنا عليهم تفعيل دور الجالية الإرترية كإطار جامع للإرتريين تسهم في حل المشكلات الخاصة بالجالية من مثل العمل على ترابط أفراد الجالية وإنشاء المدارس وتعليم اللغات هذا من جهة ، وتسهم في تقرير مستقبل الوطن من جهة أخري ، وقد عبرنا للجماهير عن أسفنا لما حدث في مؤتمر التحالف ولكن رأينا أننا جميعاً يجب أن نتجاوز مرحلة الحزن والتباكي إلى مرحلة العمل والتجاوز لإفرازات هذه المرحلة .أما في الجانب الأمريكي كان التحرك في ثلاثة اتجاهات ، حيث بدأنا بوزارة الخارجية الأمريكية والتقينا فيها بمسئول في الدائرة الأفريقية وشرحنا له الأوضاع في إرتريا ، وقد أدركنا أنهم يعلمون تفاصيل ما يحدث من النظام ، ومنا كان تركيزنا على أن تتجاوز أمريكا مرحلة الصمت والمتابعة إلى الإسهام في تغيير الواقع لأن هذا الوضع ليس في مصلحة الشعب الإرتري ولا الولايات المتحدة الأمريكية ، من منطلق أن النظام يشكل أكبر عوامل عدم الاستقرار في المنطقة وهو في حالة نزاع مستمر مع دول الجوار ، بل تعدي ذلك إلى الذهاب إلى الكونغو ورواندا ، من هنا فإن الضغط على النظام من أجل الحوار مع المعارضة والعمل على التحول الديمقراطي يصبح من مهماً جداً في هذه المرحلة ، وفي هذا الصدد أخبرناهم أن الإجراءات الأخيرة مثل إغلاق القنصلية ، ودراسة وضع إرتريا في قائمة الدول الراعية للإرهاب تعتبر خطوة في الاتجاه الصحيح ولكنها في ذات الوقت غير كافية ، خاصة وأن سجل النظام في كافة المجالات غاية في السوء ، وإذا كان العالم يتحدث عن غوانتنامو فإن السجون الإرترية أسوأ حالاً من ذلك حيث يعلم الجميع أحوال المعتقلين هناك ، ولهم محامون موكلون عنهم ، ولكن المعتقلين في إرتريا حيث لا تعرف أماكن احتجازهم ولم توجه لهم تهمة محددة ، والأدهى من ذلك أن من بينهم أشخاص معروفون شغلوا مناصب دستورية في الدولة وكانت لهم علاقات مباشرة مع الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من الدول ، وهذا في حد ذاته أمر مخجل للولايات المتحدة الأمريكية وكل العالم الذي يتمسك بالديمقراطية وحقوق الإنسان .من خلال هذه المداخل كان حوارنا مع المسئولين الذين التقيناهم في أمريكا ، وبذات المستوى مع بعض المسئولين في الكونغرس ، والخلاصة في هذا الاتجاه هي أن هنالك تفهم لوجهة نظرنا ولكن تبقى المتابعة واتخاذ خطوات عملية تجاه هذا الأمر .بخصوص المؤسسات الأكاديمية اكتشفنا أنها تعتمد بدرجة كبيرة على وسائل الإعلام الرسمية وتصريحات المسئولين ، كما تستمد بعض المعلومات من إثيوبيا لكن هنالك غياب كامل لوجهة نظر المعارضة الإرترية ، وهذا في تقديرنا يعود إلى تقصيرنا في مد هذه المراكز والمؤسسات بما تحتاجه من بيانات ومعلومات تبني عليها في تحليلها ، ومن هنا كتنظيم في جبهة الإنقاذ اتخذنا قرارنا في التواصل مع المراكز خاصة المراكز التي استطعنا فتح قنوات اتصال معها ، وتأتي أهمية هذا الموضوع إذا علمنا أن الإدارة الأمريكية تبني في معظم قراراتها على دراسات هذه المراكز والمؤسسات الأكاديمية .وبالجملة نستطيع أن نقول أن الزيارة كانت ناجحة وإيجابية استطعنا أن نقف من خلالها على أمور كثيرة كما أدركنا أن هنالك إمكانية للعمل في المستقبل .كثير من المحللين يعتقدون أن قصور خطاب المعارضة في تلبية المتطلبات العالمية لبناء العلاقات هو السبب في ضمور علاقات المعارضة ، وعدم انتقال الموقف الأمريكي من خانة الإدانة والرصد إلى خانة الفعل إلى أي مدى هذه الكلام صحيح وهل لمستم ذلك في لقاءاتكم مع الأمريكان ؟هذا التحليل صحيح فخطاب المعارضة لا يزال ضعيفاً جداً ، ولم يتجاوز المحلية حتى الآن ، كما لم يتجاوز حتى الآن توصيف النظام بأنه ديكتاتوري ، وهي قضية لا تحتاج إلى كبير جهد وأضحت دكتاتورية النظام معروفة دولياً ، لكن ما ينقص خطاب المعارضة هو كيف تتعامل بلغة المصالح كما في عالمنا اليوم ، هنا يكمن القصور ذلك لأننا لم نطور رؤيتنا السياسية لواقعنا الحالي ، وبالتالي هذا أبرز أوجه قصورنا بدليل أن التغيير الديمقراطي في إرتريا ليس مشروعاً يستحق التسويق فهو شأن داخلي في عالم اليوم ، ولكن الآخرون يحتاجون إجابات عن مستقبل مصالحهم في المنطقة التي توجد فيها ، ومن هنا فإن الخطاب الناجح اليوم هو كيف تعكس المصلحة المشتركة بين تطلعاتك المشروعة ومصالحهم المشروعة أيضا ، ومن هنا فإن التركيز على المطلب الديمقراطي على أهميته داخلياً ، لكن يجب أن يرتبط برؤية المصالح لتلك الأطراف أفريقية كانت أو عربية أروبية أو أمريكية وغيرها … ، لكن ليست هذه كل المشكلة ففي عالم اليوم الدول الكبرى لديها رؤيتها في التعامل مع الكثير من القضايا ، وهي قد تغض الطرف عن مظالم معروفه ، وقد تتدخل أحياناً دون أن تطلب مساعدتها تقديراً لمصلحتها ، ولذا فإن الحديث عن تطوير الخطاب أمر مهم جداً ، لكن الإشكالية في إرتريا معروفة ومقنعة للأخريين بيد أن هذه الدول لها تقديراتها الخاصة بها خاصة في التوقيت المناسب للتغيير ، وكذلك في سلم الأولويات نجد أن إرتريا متأخرة قليلاً حيث توجد ملفات ساخنة ذات أولوية مثل دارفور وكذلك الصومال .هل سينعقد مؤتمر جبهة الإنقاذ في موعده المحدد أي في أواخر عام 2008م ؟ نعم المؤتمر سوف ينعقد في موعده وفي الاجتماع الثاني للمجلس المركزي لجبهة الإنقاذ تم تشكيل لجنة تحضيرية للإعداد للمؤتمر ،خاصة الأوراق التي يجب أن تطرح في المؤتمر القادم ، ولدينا رؤية بأن تكون الأوراق في هذا المؤتمر أوراق غير تقليدية تتجاوز النظام الأساسي ، والبرنامج السياسي ، وانتخاب القيادة ، لذا نأمل أن نقدم أوراق في هذه المؤتمر عبارة عن دراسات ورؤية التنظيم حول قضايا محددة ، مثل قضية الدين ، والديمقراطية ، الثقافة والهوية ، وآليات الحكم ، وبالتأكيد كثيرة هي القضايا التي تحتاج إلى دراسات علمية ومن هنا فإن المؤتمر سينعقد في موعده وقد يتأخر لظروف عملية شهر أو شهرين لكن القرار هو انعقاد المؤتمر في موعده المحدد .هنالك عدة مبادرات طرحت لتجاوز الخلاف داخل التحالف ، أيضاً عدة أشكال لتجاوز الخلاف مثل مؤتمر الحوار الوطني ، والمؤتمر الطارئ ، هل هنالك تصور محدد في نظركم يستطيع التحالف من خلاله تجاوز هذا الخلاف ؟بعد ما حدث الخلاف في التحالف في المؤتمر الأخير ، ربما لفترة قصيرة أصابت الجميع نوع من حالة الذهول والصدمة لكن الآن كل التنظيمات ، بدأت تفكر في كيفية إعادة صف المعارضة من جهة ومن جهة أخرى تطوير وتوسيع آليات المعارضة أيضاً وهذه الحوارات موجودة في الساحة ، لكن لا يوجد شكل محدد مطروح من قبلنا أو أي طرف آخر ، ونحن الآن بصدد دراسة رؤية للخروج من هذا المأزق ، وإيجاد صيغة تبعدنا عن هذه الإشكالية ، ثم تأتي من بعد ذلك قضايا الحوار في القضايا الأخرى من داخل التنظيمات وخارجها كما كان مطروحاً في ما عرف بمؤتمر التحول الديمقراطي ، ولكن حتى الآن لم تتضح الرؤية حول اى من الموضوعين وإن كان العمل موجود والرغبة متوفرة من الجميع .تم انتخابك الآن رئيساً للجهاز التنفيذي لجبهة الإنقاذ الوطني الإرترية ، ما هو البند الأول في أجندتك ؟ هنالك عدة مشاريع مترابطة منها على الصعيد الداخلي ، أنه إذا أردت أن تلعب دوراً فعالاً فلا بد من وحدة وتقوية التنظيم ، ولا أعني بتقوية التنظيم الانضباط التنظيمي بين القيادة والقاعدة وغن كان ذلك مهماً ، ولكن أعني تقويته من خلال توسيع أفق أعضاء التنظيم وتثقيف كوادره ، وهذا هو الذي يعطي التنظيم قوته ومكانته ، أما في الجانب الآخر فاهتمامي ينصب الآن حول خلق علاقات واسعة مع مختلف التنظيمات والقوى الإرترية وبفهم جديد ، من خلال إدارة حوار يتسم بالصراحة والشفافية بناء على قاعدة مهمة وهي أنه لا يمكن لأي تنظيم بمفرده مهما كانت قوته أن يحسم الصراع ويحقق الاستقرار في إرتريا ، ومن هنا فلابد من الانفتاح على بعضنا البعض ، وإزالة عوامل الشك وعدم الثقة بين هذه القوى رغم أن ذلك صعباً ، لكن يجب أن لا نجعل من هذه المفاهيم هي سيدة المواقف في صراعاتنا واختلافاتنا ، ومدخل مهم هو أن نتحاور باللغة التي نتكلمها ، أعني بذلك أن نحاكم الفرد أو التنظيم وفق ما يقول وليس وفق ما نعتقد نحن أو نظن ، أو نحمل كلامه ما لا يحتمل ، وتفسير خلف ما يقول وهو ما يقود إلى تفسيرات خاطئة ، إلا أن يتضح لك أن هذا الشخص يعمل عكس ما يقول ، وهذا مدخل مهم في بناء علاقات واضحة ومتينة في المستقبل ، وهذه العلاقات تصبح مهمة لبناء معارضة فاعلة خاصة إذا نظرنا إلى الوضع في إرتريا الذي بدأ يتدهور يوماً بعد يوم ، مع التأكيد أن الخلافات بين التنظيمات أمر حميد والمنافسة بينها من دواعي العمل السياسي الغير مرفوض ، ولكن يجب أن لا تكون هذه المنافسة وهذه الصراعات في غير زمانها ومكانها لأن ذلك يطيل في عمر النظام .