مقالات

في الذكرى الـ ( 17 ) لرحيل سيد الأصدقاء عبد الحكيم محمود الشيخ 1964ــ 1998م

7-Feb-2015

عدوليس ـ ملبورن ـ

” فتفتحي يا زهرةَ الإسفلت ها بعض النساء ينَمْن جُلَ نهارهن وذا المُسمى ما يزالُ هو النساء، أنا ابتدرتُ، نكايةً في الضدِ، مرثيةً لجليلٍ مقبلٍ من مرضعاتِ الوهنِ، يا امرأةً بدت كالمقبلِ المأمولِ لا صخراً فقدتِ …ولا حكيمَ، لك الكلامُ وكل ما اتفق الرواةُ عليه من حبقِ السلام.شئ من حكمت والمرثية العرجاء .وتفتحي

فالموتُ أقربُ من صباحِ النورِ أو تُصبح على خيرٍ، وأسرعُ من لُهاثِ قُبلتِنا الأخيرةِ في ممرِ البابِ، أطربُ من لقاءٍ عابرٍ عند الإشارةِ، أشتهي أن التقي الموتَ المناورَ كيْ يَفرَّ إلى الأمام.
يا زهرة الإسفلت فلتتفتحي..أنا السماء، أنا هناءُ يومٍ قادمٍ، هزي إليك بجذع ذي الأنا ? لا ينوهُ شاعرٌ بالموتِ ? إلا والحياةُ هنا/هناك مدي زهرةَ الإسفلت إصبعنا إلى عين الإمام.
يا زهرةَ الإسفلت هل ذا خيزرانٌ آخرٌ ي القلب؟ هل مرتْ حكايتنا على درب الفطام؟ أم انتمينا للذين نحبُ؟ هل جاوزتِ أغنيةَ النحيلِ الأسمر الكحلي؟ يا امرأةَ العذابِ الحلو هذا البيدرُ الممتد بيدرنا وحقلُ الآخرين هو الختام “.
ــ محمد مدني ــ
بينما قال فتحي عثمان :
” كان بيننا طويل القامة ….ناصع الابتسامة
كان يشبه (صخر) الذي رثته الخنساء:
أعيني جودا ولا تجمدا.
ألا تبكيان لصخر الندي
ألا تبكيان الجرئ الجميل
ألا تبكيان الفتى السيدا
طويل النجاد ..رفيع العماد
ساد عشيرته امردا
بينه وبين صخر ملامح القبيلة والحرب التي تعفر الجباه
كان صخر فارس القبيلة …وحكمت فارس القصيدة
القصيدة التي ما اكتملت.
ذات تراشق أحبة قال لنا: ” اصبروا …والله لأرثينكم جميعاً”
وعد لم يف لأنه يمل الانتظار.
وانت إذ يسربلك بياض الرحيل. ..يلفني سواد الفجيعة
تسيل مهجتي …. ولا ينطلق لساني.
لا رثاء. …. أي يبنئوم لا رثاء. ”
“الخامس من فبراير ١٩٩٨. رحل حكيم محمود الشيخ (المبدع) صديقنا الحبيب .
رحل على غفلة منا جميعا . شابا ،جميلا ونضرا ..رحل وهو يلوح بالحلم ،تماماً كما كان يلوح شامخا ،باسما بيده لا صدقاءه.
خلف هذه الصورة كتب حكيم إهداءه والذي يقول :
يوما ما ، سيغني أطفال العالم لحنا واحدا.
حكيم ، في الذكرى السابعه عشر لرحيلك ، وكما امنياتك ،كما شبابك وحلمك وضحكتك ستظل أبدا نضرا في القلب وفي الذاكرة ” .
التوقيع : أمال علي .
والصادق الرضي
“بيني وبين حكيم أنس لا ينتهي وحكايات لا يجهضها انخسار الليل عن فجر لم يروادنا فيه النوم مطلقا وتلك شجون ومناقشات حول ما هو الأدب ، ما هو الفن، ماهي الآيدلوجيا، ماهي الديمقراطية، وكيف نخلص للفن، وكيف نخلص للإنسان، ونحن نكتب ونقرأ ونجوع يوميا في شوارع المدينة، دون أن يكون لأحدنا مقعد في جامعة أو معهد، أو وظيفة ومصدر دخل في مكان ما، بل ونمضي ليلاتنا بعيدا عن البيوت، في داخليات معهد الموسيقى والمسرح أو داخليات كلية الفنون الجميلة أو في بيوت ما تيسر من أصدقاء.فجأة وبدون سابق إنذار، كان يغيب عني حكيم لعدة أشهر حسوما، وحين أسأل أصدقائي الإرتريين عنه يقولون لي إنه في كسلا وسيعود، وبالفعل يعود حكيم بطوله الباسق الوسيم، وبصحبته حكايات وقصائد جديدة، وحين أسأله عن كسلا، يضحك بعمق، ويقول لي هامسا: أنا كنت في “الجبهة”.
بقدر ما كان حكيم ثائرا ومتحمساً، بقدر ما كان زاهدا أقرب لكونه صوفي في زيِّ حديث، وبقدر ما كان يدعوني للجرأة والإقتحام في كل شيء بقدر ما كان يحتفظ في داخله بمساحة شك ما، دائمة؛ بقدر جنونه واندفاعه وحبه للحياة والأفكار والرؤى الجديدة، كانت له “حكمته” الخاصة ” .
وكتب إبراهيم إدريس :
“كان يكتب قصائده و مقالاته في قُصاصات ويحُشرها في الأمكنة وعند الصباح تقراءه وكأنك أمام – النابغة- وتسكُنك الحيرة : متى نام ، ومتى إستيقظ ، ومتى إستحم. لانه بعدها يجول فينا في اصقاع المدينة كالطائر الخفاق. وتقول : هل رأيتم حكبم..فتجده خلفك ضاحكاَ و منتشي لأن الصحيفة العربية بين الباعة مفقوده بسبب الصفحة الثقافية الأسبوعية. فيخرج من بنطاله كالسحره تلك الصفحِة المعشوقة.
هكذا هو حكيم “.
وحكي مولانا عبد الله خيار :
” لم يهدا لنا بالا ونحن نتابع تلك المعارك الضارية ونحن في الساحل ولا سبيل لمعرفة اخبار تلك الفرقة التي كانت تنتقل من معركة لاخرى بسرعة كبيرة وتصدوا خلال تلك الفترة لاثنتي عشر هجمة من القوات الاثيوبية وهم يواصلون تقدمهم بثبات نحو عصب ,وظلت اخبار حكيم وابوبكر مقطوعة ولا نعرف شيئا عن مصيرهما وانتقلنا نحن من الساحل الي اسمرا ونسال كل شخص قادم من تلك الجبهة ..كانت لحظات خوف ورهبة عشنا تفاصيلهما المُرة حتي فاجانا ذات صباح حكيم باتصال هاتفي من مدينة مصوع بانهم قادمون الي اسمرا عدا وانهما بخير ,ذهبنا انا واخي خالد محمد طه لمعسكرهما بالقرب من اسمرا .والتقينا هناك ,كانت لحظات للدهشة والفرح الذي احتوانا في ذلك اليوم كان اكبر من حاجتنا ” .
ذاتية رسمية لا تفي حقه : “عمل في مكتب الإعلام الخارجي بالخرطوم معدّا لنشرة (رسالة إرتريا)، مع مهام نضالية أخرى ذات طابع دبلوماسي، بجانب اسهامه أدبياً وفنيّاً، عمل بـ (المكتب المركزي للإتحاد الوطني للشبيبة والطلّاب)، تمَّ توجيهه للعمل في الميدان ضمن وحدة القوات الخاصة (كماندوز)، خاض معارك السنوات الأخيرة في جبهة (عصب)، بين الساحل والصحراء، عمل بمكتب الشئون الثقافية ووزارة الإعلام صحافياً- مديراً لـملحق الآداب والفنون بصحيفة ـ(إرتريا الحديثة) ومعدِّاً للبرامج ومذيعاً ومشرفاً على القسم الفنِّي والثقافي بـ (إذاعة صوت الجماهير الإرترية)، أسهم في كل الفعاليات الثقافية والأدبية منذ التحاقه بالثورة حتى عشية وفاته”.
وصمتُ خشوعا .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى