أخبار

تجدد القتال في إقليم تيغراي.. لماذا انهارت الهدنة وأين تتجه الأزمة؟

بواسطة / الجزيرة نت

ابراهيم صالح/ أديس أبابا

 تواصلت المواجهات العسكرية بين القوات الحكومية الإثيوبية وجبهة تحرير تيغراي، لليوم الرابع على التوالي، لتنهي هدنة استمرت 5 أشهر وتفتح فصلا جديدا من الصراع.

وتجددت المعارك بين الطرفين في شمال إثيوبيا مع تكثف الغارات الجوية وكر وفر على الجبهات البرية، و”لا مبالاة” بالدعوات الأممية المطالبة بـ”الوقف الفوري للأعمال العدائية”.

وجدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الخميس دعوته للحكومة الإثيوبية وجبهة تحرير تيغراي إلى الوقف الفوري للمعارك وتهيئة الظروف لاستئناف حوار سياسي فعال.

وفي هذا الشأن، أرجع الباحث والمختص في الشأن الأفريقي عبد القادر محمد علي، أسباب تجدد المعارك إلى انسداد الأفق التفاوضي مرجعا ذلك إلى ما وصفه بعجز الوساطة الأفريقية.

وفسر أوجه ذلك العجز بما اعتبره ضعفا أفريقيا “في تسليط ضغوط متوازية ومتوازنة على الطرفين مع انعدام الثقة العميقة بينهم، وهو ما يحول دون تشكيل أرضية للبناء عليها، إلى جانب التباعد الكبير في المطالب”.

وأوضح محمد علي في حديثه للجزيرة نت، أن جبهة تيغراي تطالب باستعادة غرب الإقليم، في حين تتخوف الحكومة من هذا المطلب خشية فتح قناة إمداد لوجستي للجبهة من السودان.

صراع معقد

وتأتي المواجهات الجديدة في وقت كان يترقب فيه الشارع الإثيوبي والمجتمع الدولي جولة من المفاوضات بين طرفي الصراع ضمن جهود مبعوث الاتحاد الأفريقي، لكن تفاجأ الجميع باندلاع الحرب من جديد.

وفي السياق، أكد الباحث السوداني في الشؤون الأفريقية عباس محمد صالح أن تجدد المواجهات سببه غياب الثقة بين الأطراف وتآكلها، مما عجل بانهيار الهدنة التي رعاها الوسيط الأفريقي.

وأضاف صالح للجزيرة نت أن انهيار الهدنة يعود أيضا لتباعد المواقف وأجندة الأطراف حول العديد من القضايا وتمسك كل طرف بشروط مسبقة.

واعتبر عباس أن الصراع معقد وتتشابك فيه ديناميكيات محلية وإقليمية أكثر تعقيدا، وبالتالي يتطلب آلية وساطة قوية وفعالة قادرة على ممارسة نفوذها مع فهم يواكب حساسية مواقف كافة الأطراف في كل مرحلة، وهو ما افتقر إليه فريق الوساطة الأفريقية، وفق قوله.

التطورات الميدانية

ميدانيا، اتسع نطاق المعارك إلى إقليم عفر في منطقة يالو شمال البلاد، واستخدمت فيها الأسلحة الثقيلة، وأسفرت عن مقتل عائلة من 7 أشخاص وعشرات الجرحى، حسب مصادر أكدت أيضا أن جبهة تيغراي توغلت في بعض المناطق في إقليم أمهرة وفي بعض المناطق الجبلية.

وقالت جبهة تيغراي إن غارات شُنّت على منطقة سكنية أوقعت قتلى وجرحى مدنيين بينهم أطفال، وندّد متحدث باسم الجبهة بتلك الغارات، وطالب المجتمع الدولي “بالتدخل لرفع الحصار، والضغط على أديس أبابا للتوصل إلى مفاوضات تنهي الحرب”.

وتعد الغارات الجوية هي الأولى منذ تجدد المواجهات، ومنذ إعلان الحكومة الإثيوبية وقف إطلاق النار من جانب واحد، وإعلان الهدنة الإنسانية في مارس/آذار الماضي.

السيناريوهات المتوقعة

وبشأن سيناريوهات المواجهات الجديدة بين أديس أبابا وجبهة تيغراي، قال محمد علي إن الوضع مفتوح على عدة احتمالات بحسب الهدف الأساسي من الاشتباكات.

واعتبر أن تجدد القتال قد يكون مجرد محاولة لجذب انتباه المجتمع الدولي المنصب على الحرب الأوكرانية، أو قد يكون مناورة من أحد الطرفين للدفع إلى تخفيض سقف التفاوض.

وتوقع الباحث تزايد حدة التصعيد وفق مجموعة مؤشرات، أولها استمرار المعارك 3 أيام دون وجود أي بادرة تصالحية، إلى جانب بيان الحكومة التي أعلنت فيه أنها ستقصف المنشآت العسكرية وتستخدم سلاح الطيران، وأيضا استيلاء جبهة تيغراي على 600 ألف لتر من الوقود في مخازن منظمة الغذاء العالمي، وهو هو أيضا مؤشر إلى إمكانية استخدامها في تحريك آلياتها الحربية.

وأمس الجمعة، اتهمت الحكومة الجبهة بخرق وقف إطلاق النار والهدنة الإنسانية المعلنة، وقالت إنها ستتخذ إجراءات ضد أهداف عسكرية في تيغراي، ودعا مكتب الاتصال الحكومي الإثيوبي المجتمع الدولي “لإدانة جبهة تيغراي، وممارسة ضغوط عليها لتبنّي خيار السلام”.

ولم يستبعد محمد علي أن ينتقل الصراع الجديد إلى مواجهة شاملة، خاصة في ظل ما أسماه الصمت المطبق للمجتمع الدولي.

وأضاف أن هذه المواجهة الشاملة إن وقعت فستكون أكثر عنفا ودموية من الجولات السابقة، وذلك لسببين رئيسين، هما فشل الحل التفاوضي والحشد العسكري المستمر من قبل طرفي الصراع خلال الأشهر الماضية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى