أخبار

تهريب البشر طريق قد ياخذك للموت

10-Apr-2009

المركز

كسلا :عبد المنعم ابوادريس
تقول احصاءات المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة ان اعداد الارتريين الذين يعبرون الحدود السودانية الارترية في تزايد ووفق لتقرير العمليات لشهر مارس 2009 فان خمسة الف فردا ارتريا عبروا الحدود السودانية الارترية

ووصلوا لريفي كسلا يوم السادس والعشرين من مارس وارسلت المفوضية فريقا للتعامل معهم وهذا العدد الكبير ليس هو الاستثناءبناء على ارقام حكومية سودانية فمنذ عام 2006 وفق لاحصاءات رسمية فان اعداد العابرين للحدود بصورة قانونية تترواح ما بين 100 الى 150 شخص يوميا وقريبة من هذه الارقام الاعداد التى يتم ادخالها لمعسكر استقبال اللاجئين في منطقة الشجراب خمسة عشر كيلو مترا جنوب مدينة خشم القربة ما بين مائة شخص الى مائة وعشرين يوميا .وتشير تصنيفات مفوضية اللاجئين السودانية الى ان هذه الاعداد مقسمة الى الفئات التالية 26 % من هولاء مجندي خدمة وطنية و 8% منهم جنود في الخدمة العسكرية اضافة 15 % طلاب والنساء عددهن 6% كما أن أعمار القادمين تتراوح ما بين الثامنة عشرة والخامسة والثلاثين ويكثر من بينهم الأطفال ،إضافة لعدد من الجنود الاثيوبين كانوا يعملون في الصومال وهربوا من الحرب .وبعد ان يصلوا الى معسكر الاستقبال عليهم الانتظار لمقابلة لجان الفحص القانوني التى تمنحهم صفة اللجوء وبطاقته وترراوح فترة الانتظار الى مدى قد يصل الى اربعة اشهر فيها عليهم على معونات قليلة تقدمها ادارة المعسكر عبارة عن فاصوليا وبسله ودقيق كما انها تمنح الاسر خيمة صغيرة لا يزيد حجمها عن مترين في متر ونصف اما الافراد فيعيشون في رواكيب صنعت من مواد محلية وغطيت بمشمعات ولكن مع الاحصاءات التى تشير الى الارقام العالية للواصلين فان اعداد الموجودين في المعسكر لا يتناسب مع حجم العابرين للحدود بصورة قانونية ولعل سابقة معسكر حلفا الجديدة 26 والذي دخله عدد يقترب من ثلاثين الف طالب لجوء خلال ثلاثة سنوات ولكن الموجودين فعليا لا يزيدون عن الف وخمسمائة فرد .مما يجعل التساؤل عن اين يذهب هولاء ؟الدكتور مبروك مبارك سليم رئيس حزب الاسود الحرة وابن منطقة كسلا يقول في حوار مع الاحداث التهريب في الشرق بشر وسلاح .اذن البشر يهربون ولكن الى اين ومن يقوم بذلك قال لي حميد احمد حميد احد الذين كانوا يقودون سيارة ضمن السيارات التسعة عشر التى قصفت نهاية يناير الماضي قرب الحدود السودانية المصرية ونجا مع ثلاثة اخرين (كنا نحما معنا في السيارات ركابا بعضهم سودانيون وهولاء يعودون معا بعد ان نحمل البضاعة من شلاتين والاخرين ارنتريين وهولاء لا يعودون بل ينزلون في شلاتين كما احدهم في يوم ضربنا اعطى احد اصحاب السيارات مائة دولار لاجراء محادثة عبر هاتفه الثريا قبل ثلاثة ساعات من القصف ).والاسماء التى نشرتها مواقع ارترية معارضة لاسماء ارتريين قالت انهم قتلوا من جراء القصف وهم طقاي تسفاسلاسي / من منطقة أكلوجزاي / دستا بيني / من منطقة أكلوجزاي / برهاني أدحنوم / من منطقة أكلوجزاي / فرويني فساهي / من منطقة أكلوجزاي / دسبلي محرت آب / من منطقة أكلوجزاي / أفورقي محاري / من منطقة أكلوجزاي / قلتآب قشي محاري / من منطقة أكلوجزاي / توت طهاي / من منطقة أكلوجزاي / عبلل عنداي / من منطقة أكلوجيزاي / حشوش قشي / من منطقة أكلوجزاي / يوناس كستي / من منطقة أكلوجزاي / سمري قيتوم / من منطقة أكلوجزاي / يوهنس محرت آب / من منطقة أكلوجزاي / إلسا تخلي / من منطقة أكلوجزاي / برهاني برهان / من منطقة أكلوجزاي / هبتوم ودي أخران / من منطقة أكلوجزاي / حلافوم حديش / من منطقة أكلوجزاي / قبري مسقل ودي قري / من منطقة أكلوجزاي / هبتوم قشي حديش / من منطقة أكلوجزاي .وهذه ليست المرة الاولى فاعادت مصر مطلع هذا العام الف ارتري دخلوا لاراضيها بطريقة غير شرعية في عملية وصفت بانها الاكبر وتشير احاديث عدد من الذين يعملون في طريق كسلا شلاتين بان السيارة البوكس تحمل حوالي عشرة اشخاص يدفع كل منهم الف جنيه مقابل رحلة تمتد ليومين فحميد احمد قال لي بان الرحلة من كسلا الى شلاتين تستغرق يومين ذهابا .ولكن ليس حدود السودان الشمالية وحدها هي مقصد الارتريين فامس الاول في الخرطوم التقيت برهاني يوهانس الارتري الجنسية فيقول بأنه خرج من أسمرا وتنقل ما بين المدن الارترية وبعد أن اقترب من الحدود السودانية سار على أقدامه لمسافة قدّرها بحوالي مائة كيلو متر وسط الجوع ورعب من أن يقبض عليه بواسطة السلطات الارترية فيكون نصيبه الإعدام ،بل إن الرعب لم يغادر مخيلة اللاجئيين الارترين ظناً منهم أن السلطات الارترية تستطيع ملاحقتهم وهم داخل السودان أو أن يدفع ثمناً لذلك أُسرهم ولذا ظلوا يفرون من أمام الكاميرا ويخفون وجوههم.. حنى إن وافق أحدهم على ان يتحدث لك .و يضيف برهاني أن الرحلة غير الجوع والخوف من السلطات الارترية فانها مليئة بسماسرة الابتزاز والذين يستغلون هولاء الفارين ، وبرهاني من هذه الرحلة القاسية يقول بان اصحاب السيارات الذين ادخلوه الخرطوم اخذوا منه خمسمائة جنيه سوداني وكان معه في السيارة خمسة عشر اخرين واستغرقت الرحلة من نهر عطبرة حتى الخرطوم حوالي عشرة ساعات قضوها في رعب في ان تضبطهم السلطات او ان يخدعهم من يحملهم في السيارة بعد ان سمعوا ان رفقاء لهم انزلوا في منطقة بشرق الجزيرة واعادتم السلطات للمعسكر وانه حضر للخرطوم كمحطة فقط فمقصده الى يصل ليبيا ومنها عبر البحر لاوروبا .وكان برهاني يشير لحوالي اربعين ارتري وارترية انزلتهم سيارات في مدينة تمبول بمحلية البطانة بولاية الجزيرة مساء الخامس عشر من فبراير الماضي ومن ثم احتجزتهم السلطات واعادتهم للمعسكر .واحد الذين يعملون في مجال تامين اللاجئين على مدى خمسة عشر عاما يقطع كل الشك باليقين بقوله ان عصابات صغيرة تستخدم سيارات تايوتا جديدة وسريعة وتعتمد في اتصالاتها على الهواتف التى تعمل بالاقمار الصناعية تعمل في مجال الاتجار بالبشر عبر تهريبهم للعاصمة او الى حدود السودان الشمالية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى