أخبار

رئيس حزب الشعب الديمقراطي الإرتري :ما يطرحه الحزب هو البديل الناجع لسياسات النظام المتسلط في البلاد

19-Aug-2012

المركز

تقديم :
كان مخططا لهذا الحوار منذ فترة من الزمن ، ولكن مشغوليات الاستاذ حامد ضرار ، وكذا (تهكير ) موقع عدوليس وتوقفه عن العمل لمدة قاربت عن الشهر تقريبا أخر إجراءه .يأتي الحوار الذي تم من على البعد لتسليط الأضواء على بعض المشكلات التي تكنف عمل الحزب وحركته الداخلية وكذا ما يطرحه من آراء وهي مثيرة وجديرة بالحوار . تناول الاستاذ ضرار أكثر من موضوع وأجابة مشكورا على كل الأسئلة التي حملها له بريدنا الإلكتروني دون ضيق أو أعتراض .

عادة مانحب ان انترك القاريء مع مادة الحوار دون إي مقدمات يلجأ إليها رجال الصحافة لإضفاء مزيد من الاضواء والإبهار حتى يدفعوا القاريء للتعاطي مع الحوار.ونترككم مع الحوار وكل سنة والجميع بخير . إدارة موقع عدوليس في البداية شكراً لكم لتلبيتكم طلبي لإجراء هذا الحوارحامد ضرار: الشكر لك ولموقع عدوليس لاتاحتكم لي هذه السانحة لأطل على قراء هذا الموقع المناضل. وبداية ولتزامن هذا الحوار مع عيد الفطر المبارك أقول كل عام وأنتم بخير أعاده الله على شعبنا باليمن والخير والبركات.1- في مستهل هذا الحوار حدثنا عن أوضاع الحزب الداخلية ، هل هي بخير ؟ وما مدى صحة المعلومات المتداولة على نطاق ضيق حول تململ بعض القيادات التشريعية النافذه ؟ وما هو تقيمكم لعملية لتجربة الاندماج التي تكونمنها الحزب ؟ .*دعني ابدأ من الأخير لأقول أن ميلاد حزب الشعب الديمقراطي الإرتري الذي اضحى حقيقة وواقع، لم يكن أمر الوصول إليه بالسهل، حيث جرت نقاشات عميقة لمختلف القضايا وبتفاصيلها المملة والمرهقة، فلم يكن ميلاد هذا الحزب وبشكله الحالي نبتاً شيطانيا حدث هكذا دون مقدمات. فالأمر استغرق زهاء الستة أعوام اقتنعنا بعدها بترك التفاصيل الجزئية لتلك المكونات وراءنا والانطلاق نحو مواجهة الواقع السياسي الإرتري عبر هذا الحزب، لقناعتنا بأنه الأفضل،[ بمقارنته بأوضاعنا السابقة كأحزاب مكونة له]. لكن مسألة إعلان حزب ليس نهاية المسيرة، بل هي بداية الطريق، فمشوار بناء مؤسساته وطرح رؤاه وبرامجه وفلسفته للإتيان بالحلول للإشكالات القائمة وتسويق ما يحمله من قناعات داخلياً للشعب الإرتري وخارجياً لكافة القوى الصديقة والحادبة على إحداث انتقال سلمي في إرتريا، وبالتالي كسب الجميع وحملهم على أن ما يطرحه الحزب هو البديل الناجع لسياسات النظام المتسلط في البلاد تتطلب وقتاً أطول وتحتاج إلى مزيد من النضالات. بهذا الفهم عملية بناء هذا الحزب كانت ناجحة وراضون عنها تمام الرضا.وكما قلت بما أن النقاشات البناءة لاستكمال مهمة بناء حزب قوي غايته بناء نظام دستوري تعددي وبمشاركة شعبية تتطلب مواجهة سياسات الاقصاء السياسي التي استمرأها النظام الديكتاتوري وبدأت بعض قيادات المعارضة تقليدها، كل ذلك يتطلب المزيد من الحوارات قد تكون ساخنة وتصل إلى تعالي الأصوات وتسربها أو تسريبها بشكل أو آخر أو قد تظهر بعض المظاهر السالبة التي لا يمكن أن تخلي عنها أرقى النظم الديمقراطية..مهما يكن من أمر، نحن نؤمن بأن ممارسة العملية الديمقراطية تتم ضمن أطرها التشريعية، فهناك مؤتمرات وهيئات تشريعية وتنفيذية، فضلاً عن وجود ضوابط وتشريعات تكبح وتردع كل من يحاول الخروج عن المؤسساتية كائن من كان.ولا اعتقد بأني أفشي سراً إذا قلت أن هناك بعض أعضاء في الهيئة التشريعية طرحوا تساؤلات وقضايا تنظيمية تصدت لها ذات الهيئة التشريعية بتكوين أكثر من لجنة لمعالجتها، وبالفعل اصدرت تلكم اللجان مقترحاتها وتوصياتها ومن المتوقع أن يتصدى لها ضمن موضوعات أخرى إجتماع المجلس المركزي (الهئية التشريعية) في إجتماعها المحدد في غضون أيام.ومن تجربتنا السابقة، أقول أن ما نخوضه هو أشبه بمركب كبير، يواصل شق عباب البحر لينزل البعض ويصعد على متنه بعض آخر لتستمر المسيرة حتى يصل المركب مرفأه مبتغاه الاخير.2- تشهد الساحة الإريترية حراكا لم تتضح ملامحة من ملتقى الحوار لمؤتمر (أواسا ) حتى اللقاء الطلابي الذي عقد في إثيوبيا مؤخرا مرورا بمؤتمر (دبرزيت) الذي تمخض عنه جسم شبابي .. الخ كيف تقرءون كل تلك الأحداث ؟ *لأننا تحدثنا عن إشكالات مؤتمر الحوار والمؤتمر الوطني مرات عديدة، لا أود العودة إليهما الآن. بالتالي أقول هناك حالة إرباك تعيشه المعارضة الإرترية.الخلل يبدأ من المعارضة السياسية، فهي بالأساس [ أو هكذا يفترض أن تكون] المعول عليها في مواجهة النظام بطرحها برنامج سياسي بديل لبرنامجه الذي فشل في الخروج بالبلاد من أزمتها الخانقة… فبهذا المعنى يفترض أن تقود القوى السياسية العملية النضالية وأن تكون في المقدمة وليس أن تكون تابعة كما يحدث الآن.دور منظمات المجتمع المدني هو بالأساس رقابي وفي ظل وضع مستقر أي وجود قانون واحد يحتكم إليه الجميع ويكون المرجع الأول والأخير. هل يعقل أن تجمع منظمات مجتمع مدني إرترية تحتكم إلى مرجعية القوانين الأمريكية والأوروبية وتلك الموجودة في الشرق الأوسط أو القرن الإفريقي وغيرها في وعاء واحد حتى لتمارس دورها الرقابي؟الأدهى والأمر، أن تتبوأ قيادات من المجتمع المدني قيادة العمل السياسي، كما نرى ونسمع في ساحة المعارضة الإرترية… في اعتقادي الصورة عندنا مقلوبة وتتطلب إلى تعديل.نقول من حق أي قوة أن تمارس العمل السياسي ولكن شريطة أن يكون لها برنامج سياسي معلن… وإلا فالمسألة هي محاولة تدليس وركوب الموجة في حالة من الضبابية ليس لمصلحة الشعب، بل لإرواء طموحات شخصية.لا يختلف الأمر في المسميات الأخرى من شباب أو غيره. فمن حيث المبدأ من حق أي جهة أن تطرح برامج سياسية بديلة لما هو قائم، وأن تتم المسألة بشفافية. فما نراه يفتقر إلى مباديء أساسية من حيث أغراض التأسيس ومن يقف وراء الفكرة وغيرها من الاسئلة التي تتطلب الإجابات.أقول أن هذه المؤتمرات وبهذه الكيفية التي تتم بها احدثت الكثير من الإرباك لدى الشارع الإرتري، الشيء الذي دفع ويدفع ذلك الشارع للتساؤل فيما إذا كانت مسألة عقدها تجيء لحاجات ومنطلقات إرترية داخلية أم تقف وراءها دوائر غير معنية بجلب التغيير المطلوب. 3- البعض يقول انكم كحزب خرجتم خارج دائرة الفعل بإبتعادكم عن كل هذا الحراك ، ؟ كما وانكم متهمون بإستعلائية النخبة ، بماذا تعلق ؟ *ما يقال كثير وليس من المجدي الركون إليه لأنه سيخرجنا عن المسارات التي وضعناها لأنفسنا. مع ذلك دعني وبمنتهى الإيجاز اطرح لك بعض ملامح رؤيتنا التي اعتمدها البعض لاتهامنا بالاستعلاء. قلنا:-· نحن كمعارضة علينا أن نبدأ بإزالة كل ما من شأنه أن ٍيضعف الثقة البينية، لذا قلنا ياجماعة دعونا نبدأ بإعادة الثقة المفقودة، عبر الحوار الثنائي والثلاثي والجماعي على مستوى المظلة الواحدة وهي في ذلك الوقت التحالف. قلنا لا يعقل أن ندخل في مؤتمرات حوار أو مؤتمر وطني وغيرها… ونحن نتهم بعضنا البعض بتبني أدوار هدامة أو نصف هذا الحزب أو ذاك بأنه مرسل من النظام لتقويض المعارضة. وهنا يمكن تذكر ما قيل حول مؤتمر بروكسل وما ردده بعض قيادات التحالف عبر غرف البالتوك عن حزبنا… هذاورده فقط كمثال: مع العلم إن حالة فقدان الثقة موجودة بين قائمة عريضة من فصائل المعارضة.1. قلنا تعالوا نتحاور قبل دخول قاعة المؤتمرات نحن كقوى سياسية لنضع خارطة طريق تضمن لنا انجاح تلكم المؤتمرات، وذلك عبر وضع أولويات مرحلية تمكننا من كسب شعبنا وحتى القوى الملتفة حول النظام لتتخلى عنه، وقبل هذا وذاك تؤهلنا من تجاوز أي منقص قد يحدث داخل قاعات المؤتمرات،2. وكنتيجة للأجواء الإيجابية التي كنا نتوقعها مما تقدم ومنها وضع الشعب ثقته علينا كمعارضة ناضجة والتفاف القطاعات المجمدة من الإرتريين في الخارج والتي اضطرت لعدم الالتحاق بالعمل المعارض، بإلتفاف تلك القطاعات الواسعة والمتواجدة في المهجر حول تنظيماتنا وإمكانية مساهمتها السخية لتحمل أعباء النضال كنا نرى في ذلك عاملا مهما لجهة تأكيد استقلاليتنا إلى حد كبير كمعارضة وطنية عن الجهات الداعمة والتي ستتأكد من أننا نمتلك بدائل دعم وطنية تؤهلنا عمليا على رفض أي إملاء.3. قلنا لابد من وضع معايير واضحة لضمان إشراك الشعب الإرتري في المهجر فكل ما نعقده من مؤتمرات وعدم الركون لمعايير غير موضوعية… ورفضنا قبول مبدأ “كثر كومك”.4. قلنا أيضاً: أن الوسائل السلمية هي الأضمن والانجع، لأنها هي الوحيدة التي تضمن اشتراك كل الشعب في إطارها، لكونها الأقل تكلفة وهي بالمقارنة بوسائل العنف الأخرى، الأقل إغراء لتدخلات خارجية في الشأن الداخلي؛5. وأخيراً: أكدنا أننا مستعدون للعمل مع كل القوى المعارضة ابتداء من التنسيق والاسهام في كل ما من شأنه إزالة النظام والمساهمة في الجهد الشعبي والخارجي لتعزيز النضال بالعمل ضمن برنامج حد أدنى وحتى الاندماج والتوحد مع القوى التي تحمل برامج ورؤى متطابقة لما نحمل…عليه أقول أننا كحزب موجودون في قلب الحدث وما نقوله ونطرحه يصل إلى الشعب الإرتري ويوم بعد يوم نرى حتى من كان يتحفظ عليه، بدأ يتفهم مبررات طرحه بموضوعية.أما لجهة اطلاق نعت الاستعلاء علينا، فهي محاولة يائسة لقطع الطريق على من لا يقرأ ويتابع بنفسه مجريات الأمور لاثنائه عن التعرف على حزب الشعب الديمقراطي الإرتري.. وكلي ثقة من أن الشعب الإرتري واع ومطلع على أمور المعارضة ولاتفوت عليه محاولات الاقصاء ووأد الآخر التي تعود عليها البعض. 4- في كلمتكم أمام مهرجان الحزب الأخير في مهرجان إريتريا 2012م في فرانكفورت تحدثتم عن اعمال مقاومة تحدث في إريتريا سوف يؤدي لعملية تغيير داخل البلاد ، السؤال حدثنا عن وقائع هذه المقاومة ؟ *نعم في الكلمة التي القيتها في مهرجان إرتريا 2012 في مدينة فرانكفورت أذكر إنني قلت:”إن تصاعد أعمال المقاومة وتزايدها الآن لهو مرآة حقيقية وإيجابية تبشر بأن الانتقال إلى مرحلة التغيير المنشود على وشك الحدوث في البلاد. وأردفت قائلاً: بيد أن قوى التغيير والمقاومة الحالية لم تتمكن بعد من تبني الديناميات التي تعجل من الوصول إلى ذلك الهدف”.ففي ذهني مظاهر العصيان التي بدأت تواجه النظام، فالأمر لم يتوقف على المسيرات السلمية التي يقودها الشباب في مختلف مدن العالم، بل هناك مظاهر رفض بدأت تتصاعد سواء داخل الشعب وطلاب الخدمة العسكرية وحتى في أوساط الجيش الذي يشهد بين فترة وأخرى حملات اعتقالات. كما أن أفواج الهاربين إلى دول الجوار في تصاعد، كل ذلك يوحي بأن عصيان الشعب آت لا محالة. المطلوب هو نضجنا نحن كمعارضة سياسية وضرورة تبنينا كل ما من شأنه تحفيز الناس وإعطائها الأمل بأن المعارضة هي البديل الديمقراطي وليس الانتقامي.5- الرئيس الإريتري مريض حسب ما تردد أخيرا وكذا رئيس الوزراء الإثيوبي ملس زيناوي كما طلبت السيد كلنتون وزيرة خارجية امريكا من الرئيس موسيفيني للإعداد لعملية إنتقال للسلطة .. الخ من اوضاع المنطقة كيفتقرأون أوضاع المنطقة عموما ؟ . *قراءتنا لما يحدث في المنطقة هو أنها تتأثر بما يجري في كل منها وهي بحاجة إلى انتهاج سياسات تعاون في جميع المجالات وان تنأى حكوماتها من التدخل في الشؤون الداخلية لكل منها. وتكون الديمقراطية واختيار تلك الشعوب لممثليها هو المدخل الأول والأخير لاستقرار هذه الدول وتطورها. ونؤمن من أن الأشخاص عابرون والشعوب والدول هي الباقية، لذا يكون من الأهمية الابتعاد عن شخصنة الأمور والبحث عن حلول مستدامة لمشاكل المنطقة ودولها.6- نعود لأوضاع المعارضة الإريترية .. الجميع يقر بفشل المعارضة كلها في تلبية إستحقاقات الشعب الإريتري ومطلوباته ، ماهي تصوراتكم النظرية والعملية للنهوض بالمعارضة ؟. *القول المعارضة فشلت، أمر مبالغ فيه ويحتمل في طياته الكثير من المخاطر. فبهذا المعنى هذه دعوة للاستسلام لمشاريع أخرى لا تنتمي إلى ما تراكم من نضال سياسي إرتري معارض. صحيح أن فصائل المعارضة السياسية لم تنجح في مواجهة النظام عبر كسب الشعب إلى جانبها، لأسباب معروفة. مع ذلك فليس الأمر مدعاة لتحميلها بكل الفشل. فالمسألة تتعلق بفشلنا جميعاً، حتى المتفرجين الذين أدمنوا إصدار الأحكام من أبراجهم معنيون بالفشل. وإطلاق هذا الحكم هو لتبرير حدوث ما نراه من ميلاد أشكال بديلة مرة باسم الشباب ومرات بمسميات أخرى، مع العلم أن من يقف وراءهم هم أصحاب طموحات شخصية تريد ركب الموجة عسى ولعل تصل إلى ما عجزت عليه ضمن المعارضة وبالتالي ارتياد اقصر الطرق بالصعود على مركبات الغير.البديل هو أن تراجع المعارضة الساسية التجربة الماضية وأن تستفيد منها عبر التأكد من أن عليها أن تتبنى كل ما من شأنه من أن يوصلها إلى شعبها مباشرة وليس مداورة . 7- المعارضة تتذمر وبصوت عال من تناول الإعلام الإرتري المستقل للمشكلات التي تمر بها وترى ان ذلم يصب في مصلحة النظام وإشاعة روح الياس ما مدى صحة ذلك ؟ . *نعتقد أن للأمر وجهان:الأول يتمثل في أن بعض المواقع “المستقلة” بالتجربة نجدها غير مستقلة وتمثل مواقع إضافية لبعض التنظيمات، فقد رأيناها تقف مع مجموعة في المعارضة لتشويه مجموعة أخرى. كان المنتظر منها أن تلعب دوراً بناء للتقريب بين الجميع وأن تختار مسافة واحدة من الكل.الوجه الآخر يكمن في اعتماد بعض المواقع على تلفيق واختلاق الأخبار، الأمر الذي ابعد عنها مع الوقت الناس لافتضاح كذبها.مع ذلك هناك ثمة مواقع احترمت عقل القاريء فحافظ الناس على ارتيادها واعتبارها مصادر معلومات موثوقة. 8- ترفضون بشدة استخدام العنف لاسقاط النظام اشرح لنا وجهة نظركم حول ذلك ؟. *في الفترة الأخيرة تناولت هذه القضية بالتفصيل وفي مرات عدة، بالتالي أقول هنا ودون اسهاب:الوسيلة السلمية يقوم بها الشعب في الداخل عبر عمليات العصيان بشكله العام الذي يأخذ اشكال عدة من أهمها عدم الانصياع للسلطة الديكتاتورية وتجفيفها ماديا وبشريا، وفضحها عبر التعبير على عكس ما هو مطلوب القيام به. الوسائل السلمية تعني قول لا، عمليا للنظام. تعني مواجهة أدوات قمعه عبر التحام كل الشعب في كل المدن والقرى دون استثناء ضمن عباءة وطنية شاملة.عليه أن الوسيلة أو الوسائل السلمية هي وعلى عكس الوسائل العنفية مفتوحة للجميع ويتفق عليها كل الناس لأنها مبدأ وثقافة تدعو لحل المشاكل بمشاركة كل الشعب. أما الوسائل العسكرية فهي تعني إدماء الخصم وسفك الدماء وبالتالي خلق حلقة مفرغة من العنف و الثأر الذي لايسهم إلا في فتح الأبواب على تدخلات خارجية لا يحمد عقباها.تبني الوسائل السلمية لا يعني من أن متبنيه يركن إليه لعدم كفاءته لاستخدام العنف، بل القضية هي قضية مبدأ. فضلاً عن ذلك نحن لا نرى أن مسألة الحرب الطويلة في تحرير الأرض شبراً شبراً هنا محلها. وفي الواقع ولأن الشعب الإرتري ضد تبني الوسائل العنفية، حتى لمن يتبنون ذلك الاسلوب فإن مسألة استئصال جيش النظام في مواجهات أشبه بحرب التحرير مسألة غير عقلانية لعدم التفاف الشعب حول الفكرة، وبالتالي المسألة متعذرة عملياً تحقيقها لعدم تكافؤ وحدات المعارضة المسلحة وقوات الدفاع الإرترية التي ما زالت تحت إمرة النظام. عليه العمل مطلوب من المعارضة الإرترية لجذب الشعب الإرتري وقوات الدفاع الإرترية إلى النضال المخاض عبر دعوتهم للتمرد وعصيان النظام بعد اقناعهم بأن برامج المعارضة هو البديل الأفضل لإرتريا وشعبها وليس بالتهديد بالاستئصال من الجذور. 9. في معظم تجارب فصائلنا المعارضة، تعودنا على استمرار الرؤساء في مناصبهم أو اختفائهم عن ساحة العمل أو تكوينهم أحزاب جديدة، بيد أننا شاهدنا لونا مختلفافي تجربتكم القصيرة الماضية في هذا الحزب حيث تنازل السيد ولديسوس عمار وقبله السيد مسفن حقوس عن رئاسة الحزب الديمقراطي حيث قبل كلاهما بالعمل كأعضاء عاديين في المكتب التنفيذي. هل نتوقع السير في ذات الاتجاه في المستقبل؟ *المسألة تتعلق بالتكليف، فليس المرء من يقول أن سأقودكم بل اتفاق الناس على أن يتم قيادتهم بمن يرون فيه الكفاءة. واعتقد ليس هناك من يصر على أن يظل في منصبه على عكس رغبة الحزب. وكما قلت المسألة تتعلق بتكليف وليس احتكار، ومادام الأمر كذلك يمكن إعادة توزيع مهام أو تغيير قيادات بأخرى، فالحزب هو الذي يقرر ذلك وما على العضو إلا الانصياع لرغبة الحزب. والمسألة بهذا الفهم لاتفهم وكأن قبول العضو بالعمل في مكتب تنفيذي دون آخر وكأنه تهميش أو تبخيس من مكانة ذلك الرئيس أو ذلك العضو. فالمسألة ليست توزيع وظائف ومنح امتيازات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى