تقارير

لجنة حماية الصحفيين : الهجمات على الصحافة في عام 2007: إريتريا

9-Feb-2008

المركز

ترجمة: مركز سويرا لحقوق الإنسان
أصدرت لجنة حماية الصحفيين التي تتخذ من نيويورك مقراً لها وتهتم بحماية الصحفيين في العالم تقريراً عن الهجمات التي تعرضت لها الصحافة خلال عام 2007 . فيما يلي ترجمة للجزء الخاص بإريتريا.

إريتريا: بقيت إريتريا السجان الأول للصحفيين في أفريقيا؛ حيث يُحتجز فيها 14 كاتبا وصحافياً احتجازاً انفراديا وفي مواقع سرية. وقد توفي صحفيا واحداً على الأقل في سجن حكومي كما أبلغت مصادر لجنة حماية الصحفيين في فبراير. وإريتريا هي الدولة الوحيدة في جنوب الصحراء التي ليس بها وسيلة خبرية مستقلة واحدة، وهي تُخضع الصحفيين العاملين في الإعلام المملوك للدولة لمراقبة الحكومة ومضايقتها. وقد توفي صحفي في يونيو بينما كان هاربا من سنوات عديدة من الاضطهاد إلى السودان.واصل الرئيس أسياس أفورقي سياسات القمع الوحشية التي بدأت بعد أسبوع من 11 سبتمبر 2001 عندما أغلقت الحكومة الصحافة المستقلة واعتقلت صحفييها الأكثر شهرة. وقد جاءات الهجمة بعد قليل من تغطية الصحافة للانشقاق في الحزب الحاكم، موفرة منتدىً للنقاش حول حكم أفورقي. رفضت الحكومة المهيمن عليها من قبل جبهة أسياس أفورقي الشعبية للديمقراطية والعدالة الكشف عن أماكن هؤلاء الصحفيين، وضعهم القانوني وظروفهم الصحية. توفي فسهاي (جوشوا) يوهنس، ناشر ورئيس تحرير اسبوعية ( سيتيت) والحاصل على جائزة لجنة حماية الصحفيين لحرية الصحافة الدولية، في السجن وفقا للعديد من المصادر في المهجر الإريتري. يوهنس والذي هو أيضا شاعر وكاتب مسرحي، قاتل بجانب أسياس أفورقي كعضو في حركة الثورة التي سعت من أجل الاستقلال. وبينما قالت العديد من المصادر أن يوهنس توفي في 11 يناير بعد مرض طويل في سجن سري خارج أسمرا، قال مصدر آخر أن الصحفي قد يكون توفي في وقت أبكر في سجن في ( أمباتكلا) على بعد 21 ميلا( 35 كيلوميتر) شمال شرق أسمرا. وقال وزير الإعلام علي عبده للجنة حماية الصحفيين في يونيو إنه ليس لديه ما يقوله عن يوهنس : ( لا أعرف) ( هذا شان إريتري؛ أتركوه لنا).جعل؛ احتكار الحكومة للإعلام، خوف أُسر السجناء من الانتقام والقيود المفروضة على تحركات الأجانب من الصعب جداً التأكد من صحة المعلومات غير الرسمية. وقد ادعى تقرير له أهمية، نشر في العديد من مواقع الإنترنت واعتبرته مصادر لجنة حماية الصحفيين موثوقاً، أن ثلاثة صحفيين آخرين توفوا أيضا في السجن. وقال عبده أنه ليس لديه معلومات حول مصائر: سعيد عبد القادر، مدهني هيلي، ويوسف محمد علي. وقد استمرت لجنة حماية الصحفيين في إدراجهم في إحصائها السنوي للسجناء بعد أن تقصت عن حالاتهم.أكدت الحكومة وفاة باولوس كيداني المذيع الرياضي في التلفزيون الحكومي والصحفي في وسائل إعلام حكومية أخرى. وقد أبلغت عدة مصادر لجنة حماية الصحفيين عند إعدادها تقريراً خاصا في أكتوبر أن كيداني؛ مرعوبا من تهديد مخدمه، انضم لمجموعة تتكون من سبعة طالبي لجوء بدأوا رحلة على الأرجل لعبور الحدود إلى السودان. وقد اضطر رفاقه لتركه في رعاية قرويين في شمال غرب إريتريا عندما سقط بسبب السير لمدة سبعة أيام في جو بلغت درجة حرارته أكثر من 100 ، وفقا لمرأة كانت تسافر مع كيداني. ويعتقد أن القرية التي ترك فيها كانت مليئة بمخبري الحكومة.كان كيداني من بين تسعة صحفيين احتجزوا لعدة أسابيع في أواخر 2006، بينهم خمسة من مراسلي التلفزيون الإريتري، ثلاثة صحافيين في إذاعة صوت الجماهير ومراسل لوكالة الأنباء المملوكة للدولة.بدت الاعتقالات التي تلت احتجاز صحفيي الدولة المتطوعين، كتخويف محض. فقد قبض على كيداني والآخرون للشك في بقائهم على اتصال بالمنشقين أو في تخطيطهم للهروب من البلاد.وهرب من إريتريا 19 صحافيا منذ 2002 بسبب التهديد، المضايقات والسجن – فيه العدد الأكبر في العالم حسب تقرير خاص للجنة حماية الصحفيين صدر في يونيو الماضي. وقد صار الهروب الخيار الأخير، حسب صحفيين محليين، منذ أن تعرضت أسر الصحفيين المنفيين لانتقام الحكومة. استمرت الحكومة في إشهار شبح عدوان إثيوبي لتبرير سيطرتها المطلقة على الإعلام. وقال الناطق الرئاسي يماني قبرمسقل في مقابلة نشرت في يوليو على موقع ( shaebia ( التابع للحكومة أنه لم يكن في نية الحكومة منع الصحافة الحرة من الصدور، وقال أيضا ” لكن ما هو معيار الممارسة في زمن الحرب؟ لا اعتقد أن هناك حرية صحافة دون انتقاص في كل الأوقات، في كل مكان، في زمن الحرب والنزاع.” وأخبر صحافيون لجنة حماية الصحفيين أن الحياة المهنية في أسمرا يخيم عليها اشتداد التوتر حول حدود البلاد مع إثيوبيا. فبعد نزاع( 2000- 1998) الذي أودى بحياة ما يقدر بـ 80.000 شخصاً بقيت البلاد في حالة استعداد للحرب حيث يخدم شخص واحد من بين كل 20 إريتريا في قواتها المسلحة وفقا لأرقام الأمم المتحدة. وقد أسهم الانقسام الشديد بين الغرب في فقر مناخ الصحافة. وبالرغم من أن الرئيس بيل كلينتون أثنى على أفورقي باعتباره (قائدا من طراز جديد)، فإن مساعدة وزيرة الخارجية جينداي فرايزر قالت في سبتمبر إن إريتريا قد تكون دولة مارقة. ومن جانبه جادل أفورقي بأن سياسة الولايات المتحدة الخارجية غذت النزاع في القرن الإفريقي مشيراً إلى مساندة الولايات المتحدة للتدخل الإثيوبي في الصومال في 2006.فقط خمس وسائل إعلام دولية كان لها مراسلون في أسمرا في 2007: وكالة الصحافة الفرنسية، رويترز، هيئة الإذاعة البريطانية، ،الإذاعة الألمانية والإذاعة الممولة من الحكومة الأمريكية، صوت أمريكا. وقد أعاقت إدارة أفورقي، في بعض الأوقات، إرسال المحطات الخاصة التي تعمل في الخارج واُعتقد إنها سعت لإيصال بثها إلى داخل البلاد. المشاعر المعادية للغرب غالبا ما تكون مصحوبة بأعمال قمع. فقد أدعى الناطق الرئاسي يماني قبر مسقل إن الصحافة الحرة التي كانت مزدهرة في إريتريا إنما كانت إلى درجة كبيرة ممولة من الدول الغربية وكانت ألعوبة سهلة ” لخدمة أهداف خفية”.وذهب أفورقي أبعد عندما وصف في مقابلة مع ( لوس أنجلس تايمز) المعتقلين من المعارضين السياسيين والصحافيين أنهم” أدوات أُشتريت. لقد عرضوا أنفسهم لخدمة شيء مضاد للمصلحة الوطنية لهذا البلد. إنهم منحطون. أنا لا أخذ ( الاعتقال) كأمر مهم.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى