أخبار

كلمة إرتريا :التعبئة الإرترية باتجاه الحرب ما وراءها ؟!!*

15-Dec-2007

المركز

المتابع للفضائية الإرترية هذه الأيام لا يجد فيها غير السمنارات التي تعقدها الجبهة الشعبية في الداخل والخارج ، وتكاد تكون هذه السمنارات هي النشاط الوحيد الذي تم تفريغ كافة كادر الجبهة الشعبية من اجل تنفيذه

على مختلف درجات ومستويات القيادة في الجبهة الشعبية ، والسمنارات على تعدد مواقعها وشخصياتها تدور حول قضية واحدة ، وهي الغزو الإثيوبي المحتمل لإرتريا وكيفية مواجهته ، ويشرح المسئولون للجماهير كيف إن إثيوبيا والولايات المتحدة يتواطأن لسلب السيادة الإرترية وحرمانها من استقلالها إلي مهرته بدماء شبابها ، وكيف أن التاريخ يعيد نفسه مرة أخرى ، مذكرين بالمواقف الأمريكية من استقلال إرتريا عبر التاريخ .الوجه المكمل لذلك هو الأغاني التي أخرجتها الفضائية الإرترية من الأرشيف النضالي للجبهة الشعبية ، والتي كان لها دور كبير في التحاق الشباب بالميدان آنذاك ، مما يدل على حالة الاستنفار القصوى التي تعيشها إرتريا ، ومع تقديرنا لسعى الدولة للمحافظة على كيانها ، والاستفادة من أراء الجماهير وتعبئتهم بدلاً من القرارات الفوقية التي هي سمة من سمات الجبهة الشعبية ، لكن يبقى السؤال ، ما هي المعلومات التي تملكها الجبهة الشعبية عن ساعة الصفر للحرب ولا تريد أن تفصح بها ، علماً بأن تقاريرها الإستخباراتية التي نشرتها على الملأ في السابق حددت منتصف نوفمبر الماضي موعداً للحرب ولكن الحرب لم تقم ، لذا يبقى التشكيك في أهداف هذه الحملة التعبوية الكبيرة هو أمر غير طبيعي .أن الحديث عن إن النظام يحاول أن يغطي عجزه ومشكلاته الداخلية بافتعال أزمات خارجية ، ورغبته في لفت أنظار الشعب الإرتري عن إستحقاقته الدستورية والسياسية والاقتصادية إلى قضايا أخرى كلها استنتاجات صحيحة ، لكن هذا الأمر ظل سياسة ثابتة لدى الحكومة الإرترية ، لذا ومنذ نهاية الحرب في عام 2000م ظلت الـ ( وياني ) هي المعوق للدستور والتنمية الاقتصادية والعلاقات الخارجية وشح الأمطار وفق تحليلات الرئيس في كافة خطبه وحواراته على تعددها وكثرتها ، ولكن يبقى السؤال لماذا زادت وتيرة التعبئة هذه المرة ؟هنالك أكثر من سيناريو متداول قد يكون ما نورده اقرب إلى الحقيقة ، وهو رغبة أسياس افورقي في إشعال الحرب ، وبعد الرد الإثيوبي يقوم بالانسحاب الى الداخل الإرتري مستدرجاً القوات الإثيوبية إلى العمق ومن ثم يبدأ الحرب الإستنزافية التي يتوقع أن يطول أمدها ويلعب هو على خطط قطع خطوط الإمداد ، ويتوقع اسياس أن يؤدي ذلك إلى هزيمة إثيوبيا مرة أخرى في إرتريا ، ويخرج من هذه المعركة بطلاً جديداً ، يكتب لنظامه عمراً مديدا أيضا ، هذا السيناريو تدعمه عقلية أسياس الرافضة لأي تسوية مع نظام الوياني وفق تعبيره ، ويعتقد أن بإمكانه اللعب على متناقضات الساحة الإثيوبية لتحقيق نصر جديد .وسواء صدق هذا السيناريو أو لم يصدق فإن الخطاب الإرتري في التعاطي مع الراهن من الأحداث قد تجاوز المعقول مما يؤكد أن وراء الأكمة شيء جديد .* نشرت كافتتاحية لصفحة رسالة إرتريا التي يصدرها المركز ضمن صفحات جريدة الوطن السودانية -14/12/2007م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى