مقالات

حتى لا تبدل اثيوبيا اولوياتنا…: صلاح أبوراي – لندن

17-Aug-2011

المركز

غداً تلتقي التنظيمات السياسية الارترية المنضوية في التحالف ومن في خارجه بالاضافة الى المفوضية الارترية للتغيير في اديس ابابا في سيمنار دعت اليه الحكومة الاثيوبية يستغرق يومين (17/18 اغسطس) بالرغم من ان الداعي لم يذكر الغرض من الدعوة أو يحدد اجندة السيمنار في اجراء غير مألوف ولا متبع استسهلته الحكومة الاثيوبية تجاه المعارضة الارترية في خطوة تتسق مع تعاملها في “تشييء” المعارضة !.

وبصفة عامة يسهل التكهن بأن اثيوبيا لها رسالة للمعارضة الارترية كافة طالما دعت كل المعارضة السياسية من في التحالف ومن في خارجه بالاضافة الى المفوضية وأرجو ان تكون للقوى السياسية الوطنية ايضاً رسالة واضحة وجلية لاثيوبيا …لا شك ان بلادنا تواجه مخاطر كبيرة من جراء سياسات هذا النظام الشيطاني الذي لا تردعه اخلاق وطنية ولا قيم إنسانية ولا تسنده مشروعية دستورية ينتهك كل الحقوق الاساسية للفرد الارتري معتمداً مشروعية الجبر والالزام، يدمر البلد ويعرض سيادتها للانتهاكات والعقوبات الدولية ولاحقاً التدخلات الاقليمية الأمر الذي سوف يفاقم مشكلات الشعب الارتري. الداخل اصبح سجناً والجوار القريب مأوى لمئات الآلاف المهجرين والعالم الخارجي يتعرف على الارتريين من خلال تصدرهم لنشرات الاخبار العالمية عن هجر مئات الآلاف لوطنهم حيث الوفيات في البحار والمحيطات أو بقنصهم في الصحاري. وبالمختصر ان ارتريا في مأزق جد صعب وخطير.. واذا ما استمرت هذه الأزمة على هذا المنوال سوف تحل كارثة حقيقية بارتريا. المعارضة الوطنية الارترية تحمل هذه الهموم والمأسي والويلات التي تلحق بالشعب الارتري وتناضل من أجل ايجاد الحلول والدعم لرفع هذه المعاناة عن كاهل شعبها وفي سبيل ذلك تذهب الى اثيوبيا باحثة عن دعم ومساندة…اثيوبيا أما ان تقدم الدعم والسند للمعارضة الارترية من أجل الخلاص من مشكلاتها أو تستخدم هذه المشكلات والمآسي لتحقيق اهداف سياسية خاصة بها… وفي هذا السياق يمكن القول ان قياس ومعايرة الموقف الاثيوبي يتحدد فقط وفقط عن مدى استجابتها وتعاطيها وقبولها لمواقف المعارضة الوطنية الارترية التي تسعى الى ايجاد حلول شاملة وكلية للوطن وانقاذ ارتريا من المآزق التي تتعرض له جراء سياسات النظام الديكتاتوري في اسمرة. إن المخاوف من النوايا الاثيوبية ليست فرضية بل معلن عنها، ولقد اعلن عنها في اكثر من مناسبة رئيس وزرائها في رغبته لاسقاط النظام الارتري بكافة الوسائل واعلانه كذلك بأنه يسعى الى بسط النفوذ الاثيوبي في ارتريا…وكذلك يمكن قراءة الموقف الاثيوبي من دعمها التنظيمات المسلحة التي تسعى الى ايجاد حلول سياسية بوسائل عسكرية ودعمها كذلك رغبات التقسيم والانفصال بل اكثر من ذلك تقوم بتأسيس هذه التنظيمات الأمر الذي لا يحتمل اكثر من تفسير واحد وهو ضرب وحدة الشعب واضعاف كيانه الوطني…ان الأمور اصبحت من الوضوح الناصع بحيث تحتمل الجهر بها، ولا اعتقد بانني اجانب الحقيقية أو أحيد عن دمغها اذا ما زعمت بأن اكثر العناصر الارترية حماسةً للدور الاثيوبي واكثرهم قرباً منها هم الأكثر زهداً في وحدة ارتريا ارضاً وشعباً.. واذا ما قاربنا جزئية “الزاهدين” هذه فإننا نخلص الى ان نضالهم في ميزان المساءلة تجنباً لاستخدام “الانتفاء” على اساس ان العملية النضالية وحدة مترابطة ومتسقة في فكر وممارسة المجموعة من أجل تحقيق اهداف عليا تتمثل في حالتنا الارترية الى انقاذ بلد وصون كرامة شعب والحفاظ على وحدته وسلامته اراضيه. على اثيوبيا ان تسمع بوضوح بأن أولوياتنا في الوقت الحالي هو تغييرالنظام في ارتريا وانقاذ البلد من التفكك والانهيار وان عواقب سياساتها خطيرة على الشعب الارتري وتؤدي الى تبديل اولوياتنا النضالية من تغيير النظام الارتري الى حماية وحدة شعبنا وحماية سيادتنا منها!.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى