مقالات

وقفات : مفارقة بين مشهدين وتحية للشيخ تركي ….. جمال همد

26-Nov-2005

المركز

( 1)
كان البون شاسعاً بين مشهدين في ساحة المعارضة الإرترية .. مشهد ما يقارب الستين شاباً وكهلاً ، يناقشون بهمة مشتركة … ينقبون ويمحصون ويقترحون بهمة وحميمية .. يختلفون بروح الرفاق ، ويستمعون لبعضهم بإنصات وإهتمام وإحترام ،

في قاعة صغيرة وعلى مقاعد بلاستيكية غير مريحة ولعشر ساعات تخللتها أقل من ساعة لصلاة الجمعة وتناول الغداء ، تمازجوا وتلاوموا خلالها . وبين حملة فصل تصفوية لقائد حزب لم يهب ولم يدب بعد ، فقد عمم السيد حروي تدلابايروا بياناً يحمل فصل أكثر من عضو تنفيذي ( لحزبه ) والمفصولون هم قادة تنظيمات دخلت طوعاً في وحدة مشتركة قبل أقل من عام وكونت جسماً جديداً حسب زعمها إلا أنها تشققت بعد عدة أيام من( توحدها ) وشغلت الساحة المعارضة لحين من الزمن إلى أن وضعت القيادة المركزية للتحالف حداً لذلك بأن استبعدت الكيانات السبعة من التحالف بعد جهد وزمن كان يفترض أن يكرس لقضايا أهم وأمهلت ( الحزب ) حتى ديسمبر الجاري لحل مشكلاته ليأتي التطور الجديد ليؤكد رؤية القائلين بضرورة التعامل بحزم مع مثل هذه الكيانات المرهقة للتحالف وحركته ، ومن بين هذه الكيانات هنالك تنظيم أرهق التجمع ثم التحالف الوطني وأخيراً التحالف الديمقراطي طوال السنوات الماضية حيث كانت مشكلاته تتصدر أجندة الإجتماعات التنفيذية والتشريعية .المطلوب الآن :1/ أن يؤكد التحالف حزمه والإجتماع الدوري للجهاز التنفيذي على الأبواب 2/ أن ترفع التنظيمات دعمها السري والعلني عن هذه الكيانات ، وتغادر اسلوب التكتيكات الصغيرة وجمع الأصوات .3/ وحتى لا نظلم البعض من هذه الكيانات نقول على من يمتلك الرؤية والوضوح والبرنامج أن يرتب نفسه لصالح برنامجه ورؤاه فقط ليس لأجل إكتساب عضوية التحالف الديمقراطي الإرتري .4/ إن ( الإستهبالات ) والأحابيل الصغيرة لهذه الكيانات أصبحت تنعكس في علاقة الشارع الإرتري العام بالمعارضة لذا فإن تصحيح هذه العلاقة أصبحت ضرورية وهامة أكثر من أي وقت مضى .أخيراً ما ارتكب من خطأ في الإجتماع التأسيسي لتجمع القوى الوطنية عام 1999م واعترضنا عليه آنذاك نحن في ( جماعة مبادره الإرترية ) لا زالت ذيوله تتجرجر وترهق قطار المعارضة الإرترية فهل آن الآوان للتخلص منه الآن !! (2) الشيخ تركي وتجدد رؤى وآراء ارتجل يوم أمس الجمعة الشيخ حامد صالح تركي المسؤول المالي في المكتب التنفيذي للتحالف الديمقراطي الإرتري محاضرة عن الميثاق الإرتري بمدخل تاريخي نفض فيه الغبار عن سنوات الخمسينيات وبداية الستينيات ، فقد قدم الشيخ قراءة جديدة لما جرى أثناء فترة تقرير المصير .. رؤية بعيدة عن تحكم الأفكار المسبقة والأيدلوجية لقضايا تاريخية وهي غالباً ما تكسر أعناق الحقائق لصالح الفكر .. تطمس الفكرة ووضوحها لصالح الإعتقاد .الشيخ حامد وضع كل ذلك جانباً وتحدث بروح المفكر والباحث لصالح الحقيقة ، ورغم طول محاضرته إلا أنها أسرت الألباب وفتحت الأذهان . بروحه المرحة وقدرته السمحة .. تحية لك أيها الشيخ الجليل وأنت الذي شاركت في بداية النضال من أجل طرد الإستعمار.. والآن من أجل الحريات والتداول السلمي للسلطة .. والسلام للجميع .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى