مقالات

مسميات التقسيم الجديدة وخطورة بثها : عبده يوسف

28-Sep-2012

المركز

النظام الارتري سعى بجد واجتهاد أن ينسف قاعدة التعايش السلمي الذي حفظ البلاد ردحا من الزمن و استند عليه الشعب في كل عهود النضال التي جاءت على خلفية أحداث الخمسينات بين شد الانفصال والوحدة وما أعقبها من تشنج نفسي وإرباك في منظومة قيم التواصل والتعايش وقد سلمت بوعي القيادات الوطنية بأعلى درجات الصبر والمثابرة فسلم الوطن من فتنة ما الله بها عليم ، ومن بعده جاء سبتمبر رتق النسيج الاجتماعي والسياسي في ملحمة الكفاح الأولى أعادت لحمة التعايش بين مكونات الشعب أكثر شهدت هذه السنوات مواقف بطولية نادرة اصطف الشعب بكل قبائله ومرجعياته الثقافية والإثنية في تبني خيار التحرير في تمازج وتناغم قل نظيره .

عند انتصار الوطن في ملاحم الكرامة 1991م ودخوله أسمرا وكرن ومصوع وكل تراب الوطن كانت تطلعات وآمال كل ارتري إنشاء نظام يحقق العدالة والمساواة لكل الارتريين أن يعيش سعيدا لا يشغله هم ، ولا يخشى نائبات الأيام وأن يرمم ما علق من ممارسات سالبة مرحلة النضال الطويلة ويبني على الإيجابيات -وما أكثرها- في مجتمعنا المسالم الودود.في الآونة الأخيرة بدأ يتكرر على لسان بعض المثقفين والكتاب مصطلح (المنخفضات والمرتفعات) لا اعتراض على ذكر المناطق -هكذا- مجردة من أي دلالات ثقافية أو جهوية تصنف على أساسه المنطقتين ،لا لتجريم جهة فيما آت إليه الأمور ،ولا إعطاء جهة فضل السيادة والريادة في مسرح نضالنا الوطني ولا تسليم مصير النضال الوطني إلى أي جهة (مرتفعات أو منخفضات) ضد النظام الارتري في المستقبل ، ضمان التعايش في وحدة النسيج الاجتماعي الارتري لكل المكونات الموجودة على ارض الوطن . إن بروز مصطلح المنخفضات والمرتفعات بصورة صارخة وعلو نبرة بعض الكتاب والمثقفين أمر محير في خضم ضياع حقوق الشعب واستئثار النظام بالسلطة وغياب المعارضة على الفعل السياسي . تقسيم الوطن وتمزيقه بين (منخفضات ومرتفعات ) يخدم منظومة القيم الشاذة التي يدعوا لها النظام وعامل من عوامل إضعاف ستجرنا إلى الهاوية وإشكال يصعب تصور مآلاته في المستقبل. هناك مشكلات لابد من الاعتراف بها وهي إن الشعب الارتري شعب قبلي تنتشر الأمية في أوساطه لم يرى الاستقرار ولم تتاح له فرصة معرفة هذا التشكيل القبلي والاثني إلا في أجواء النضال المتشنج الطارد الذي بالضرورة لا يعبر عن حقيقة الفرص في التواصل والتعيش بصورة جيدة . مصطلح (المنخفضات والمرتفعات ) بروزه ربما ينظر في إطار صراع قيادات التنظيمات لكلا الطرفيين بعضهم يحمل خلفية لصراع قديم يجتره يحاول أن يكرس به (سلطته المدعاة ) في المشهد السياسي والبحث عن موطئ قدم ومساحة جديدة في قلوب الجماهير واستمالة خياراتها في المرحلة المقبلة واصطفاف جهوي مناطقي جديد لتقسيم البلاد بين (مرتفعات ومنخفضات ) وبين مسيحي ومسلم وبين لهجة وأخرى، وهكذا ينقسم الوطن الواحد وتكون مثل هذه العبارات متداولة بين أفراد الشعب بعد ان كانت بين بعض الكتاب والمثقفين عندها تكون قد غذيت نبرة أبناء (المنخفضات والمرتفعات) لتغيب قضايا الوطن الكبرى : الحريات حقوق الإنسان كرامة الإنسان. حرى بالمثقفين والكتاب الذين يروجون لمثل هذه الأفكار أن يغرسوا في كتاباتهم وأفكارهم عوامل الوحدة والتعايش بين المكونات الثقافية والنضال لاسترداد حقوق الشعب كل الشعب دون تمييز ، والنظام الارتري سرق البلاد وحولها إلى ضياع تخص فئة قليلة تمسك بتلابيب السلطة وتعتقل تاريخنا وآمالنا فلما نداءات التقسيم الآن ؟!بقلم / عبده يوسفayae1969@yahoo.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى