مقالات

السفير علي محمد صالح يودع سويرا

21-Dec-2016

عدوليس ـ ملبورن

في 19 نوفمبر 2016 انتقل الى مثواه الاخير الفقيد المناضل أحمد اسماعيل أحمد دين المعروف بكنيته ( سويرا) وهو احد رواد الحركة الوطنية الارترية ، ويعتبر فقدانه خسارة كبيرة . التحق المناضل سويرا بالعمل السياسي منذ ريعان شبابه وقد كان عضوا نشطا في الرابطة الاسلامية وقد كانت له مساهماته الكبيرة في تأطير الشباب مما عرضه للملاحقة من قبل السلطات الاستعمارية في ذلك الوقت، وقد تمكن من الافلات من قبضتهم واستقر به المقام في مدينة تسني ليواصل نشاطة وتمكن من تاسيس خلايا

هناك ولكن سرعان ما انكشف امره مرة ثانية مما اضطره للعبور الى السودان الشقيق ومع بعض زملائه اسسوا تنظيم حركة تحرير ارتريا وكان مسؤلا للشئون التنظيمية ، واصل الفقيد نشاطه السياسي باقتدار الى ان التحق بجبهة التحرير الاريترية والتي عمل ضمن مكتبها في الخرطوم.
لعب المناضل الراحل دورا كبيرا في نشر القضية الاريترية في اوساط الشعب السوداني خاصة قواه السياسية مما مكنه من توثيق علاقة الثورة الاريترية بمختلف النقابات كنقابة عمال السودان ، نقابة المحامين و نقابة الصحفيين ، وكان يحظى باحترام الجميع رحمه الله.
تمتع الفقيد بوعى سياسي قلما وجد في اقرانه من ذلك الجيل فهو المحاضر اللبق والمحاور الجيد بشهادة الجميع .
الفقيد من القلائل الذين ثقفوا نفسهم بنفسهم من خلال الاطلاع المستمر والمتابعة والمداومة اليومية لقراءة الجرائد والتي لم تفارقه حتى رحل عن هذه الدنيا الفانية.
اشتهر سويرا بمقارعته الشديدة لمخططات السفارة الاثيوبية في السودان في جميع المنتديات التي كان حضورا متقدا فيها مبينا عدالة القضية الاريترية للرأى العام السوداني مخاطبا عقولهم بالحجة والمنطق السليم. ومن جانب اخر كان الراحل زاهدا في الحياة لايملك من متاع الدنيا الا جلابيتين وحذائه الوحيد، يقضي مشاويره اليومية مشيا على الاقدام غير متضجر، قانعا بحياته، بيده جريدة او كتاب .
كان ضد التعصب القبلي والاقليمي ممارسا نكران الذات ‘ في احدى المرات حضر الى مكتبه في الخرطوم احد اقاربه وتحدث معه بلغة “الساهو” فما كان من المناضل سويرا ان قال له انت في مكتب الجبهة عليك التحدث بلغة البرنامج، ويقصد احدى اللغتين الرسميتين اللتين اقرهما البرنامج السياسي للتنظيم.
هذا قليل من كثير عن مناقب الفقيد تقبله الله بواسع رحمته وان القلم ليعجز ان يعبر كما ينبغي .انتهز هذه الفرصة كي اعبر عن تقديرى وشكري للاخوة الذين وقفوا الى جانب سويرا بعدما لزم الفراش واخص بالشكر الاستاذ يسن محمد عبدالله الذي كان الى جانب الفقيد باستمرار واكراما للفقيد قد اطلق على مركز حقوق الانسان الذي يديره اسم (سويرا)، وكذلك السيد محمود نور محمد في استراليا الذي لم يألو جهدا في التواصل مع الفقيد بشكل دائم واخرين ، هؤلاءالاخوة الكرام كانوا اوفياء لرفقة النضال فلهم منا كل التقدير والاحترام ، والشكر موصول للمناضل صالح حيوتي وزملائه الذين يقدمون يد العون للمناضلين من الرعيل الاول وادعو ان يحزو الجميع حزو هؤلاء الاخوة، كما علينا تكريم رموزنا وهم احياء .
انا لله وانا اليه راجعون.
على محمد صالح شوم
18/12/2016م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى