مقالات

جنرالات الدم (2) جنرالات الصدفة :الجنرال ابرهام عندوم الملقب ( بعفان ) .. بقلم : الطاهر أبو نورة – أسمرا

9-Oct-2005

المركز

بعد المفاصلة الاخيرة الى هزت اركان النظام فى ارتريا وبعد اعتقال عدد من الناشطين سياسيا فى يوم 18سبتمبر 2001م عهد افورقى أمر البلاد لخمسة من القادة العسكريين لا لشئ الا ليحرسوه وليسرقوا مقابل ذلك كل ماطالت ايديهم .

كان من نصيب اللواء قرزقهير وجو احد اغبى اغبياء العالم الادارة العسكرية لكامل اقليم عنسبا – كرن – والاقليم الاوسط أسمرا بالاضافة الى إدارة الشرطة التى هى موضوع مقالنا اليوم .أصبحت إدارة الشرطة فى هذا البلد المسكين تحت إمرة ذلك الجنرال المعتوه الذى ما انقطع عن تزويد ذاكرة الجبهة بنكتة جديدة تنتشر بعد حماقة من حماقاته اليومية ذلك الذى استغربت امه عندما علمت انه مسؤول كبير بل ” جنرال ” وكانت تقول ” ربما انهم لا يعرفون ولدى او انهم احمق منه ” المهم انه بالنيابة عن الجنرال وجو تولى العميد ابرهام عندوم وهو من الحماسيين منطقة ” كارنيشوم ” من قرية ” زاقر ” تولى إدارة الشرطة كثانى مدير لها بعد العميد / موسى رابعة الذى لم ينسى النظام له تعاطفه مع مجموعة الـ “15” وهو يتجول الان بلا مهام او تكليف .العميد / ابرهام عندوم الملقب بـ ” عفان ” وهى تعنى بالتجرينية الكاتم او الخانق او صاحب الاعمال الاكثر دموية تولى منصبه بعد هجوم شنه رئيس النظام على جهاز الشرطة عبر وسائل الاعلام وحدد مهام الادارة الجديدة فى النقاط التالية :1.تصفية جهاز الشرطة من كل الشخصيات التى تتسبب فى إعاقة العمل .2.إعادة التوازن الأثنى داخل الشرطة .3.تطوير الأداء الشرطى وتفعيله كبناء مؤسس .4.التسريع بالنظر للقضايا العالقة وإحالتها الى القضاء .5.توفير الضبط والربط بين أفراد وضباط الشرطة .6.تحديث أداء شرطة المرور والتخلص من العديد من الظواهر الغير حميدة .ستة صفعات على وجه الوطن :-وإذا بالعميد الهمام (عفان) يقوم بتنفيذ المهام الموكلة إليه على طريقة (قارقوش) فهو أولاً قام بتصفية قوات الشرطة من كل الضباط والأفراد الذين ينتمون الى الإقليم الجنوبى حسب التقسيم الإدارى الجديد .. بالذات ممن كانوا يعرفون بأبناء (أكلى قوزاى) حسب القديم .. أى أن سيادته جاء لتصفية الشرطة من أبناء منطقة بعينها ولم يخفى ذلك بل صرّح بأن ذلك جاء فى إطار تنقية جهاز الشرطة من الشخصيات التى تتسبب فى إعاقة العمل وتحمل أفكار مناطقية وإقليمية ضيقة .. وعليه فهى شخصيات غير مرغوب فيها ولا يمكن أن تنفذ برنامج وطنى .ثانياً : قام العميد (عفان) ابن الإقليم الأوسط (حديثاً) إقليم (حماسين) حسب التقسيم الإدارى والتقسيم الذهنى دائماً ولإستعادة (التوازن الأثنى) داخل قوات الشرطة شرع فى إحلال الضباط المنتمين الى إقليمهم الإدارى محل سلفهم من الضباط من كافة الأقاليم الأخرى بعضهم بالإزاحة الكاملة والبعض الآخر عبر تقليص الصلاحيات .. هكذا تمت السيطرة أو التوازن كما يقول العميد .ثالثاً : وبدلاً من تطوير الأداء الشرطى فى البلد المغلوب على أمرها إنقلب الأمر الى فوضى غير مسبوقة فى أقسام الشرطة التى فضل ضباطها وجنودها الجلوس والتفرج على إبداعات (عفان وجنده) والتى كانت نتائجها إستشراء الجريمة بكل أنواعها فى كل المدن وإكتظت السجون بالأبرياء من كل الأنواع فى كل المدن .. والقوات الجديدة أصبح لها هموم أخرى غير مكافحة الجريمة هموم على شاكلة (إستخدام السلطات لتمكين أبناء إقليمهم وتصفية حسابات خاصة بل وإستلام الرشاوى والهدايا المشروطة وحملات التجنيد الاجبارى لاتدعيم الجيش بل للمتاجرة بالاعفاءات التى صارت تجارة رابحة واصبح افراد وضباط تلك القوات المستعارة من الجيش فتوات يجمعون الاتاوات بل الحزبة من كل الفئات التجار – داعرات – هاربين – فشلة الخ .فعلا طور العميد ” عفان ” الجريمة لتصبح جريمة محمية وهكذا ليس لدينا اى مخاوف من عصابات الجريمة المسلحة !! هذا انجاز آخر لسيادة العميد .رابعا : لتسريع النظر فىالقضايا العالقة قام سيادة العميد بتكوين ” جسم مريض ” ليقوم بمهام قسم التحقيقات الجنائية يترأسه عقيد يدعى ” ود بخيت ” وقبله كان هناك عقيد آخر اسمه ” قرى شيبو ” وثالث يدعى ” اعرج ” وكلها القاب لاعلاقة لها بالاسماء الحقيقية للعقداء الثلاثة والذين هم من الجوار الادارى للعميد ” حماسين ” ركز قسم التحقيقات الفطن جل جهده على القضايا المالية لا لارجاع ما تبدد من مال عام بل لممارسة ما يمكن تسميته ” ابتزاز السلطة ” ضد مواطنيها بينما عجز تماما عن حل الغاز جرائم القتل والسرقات المسلحة والكسر والتزوير والسلاح والحشيش التى اصبحت ” الدولة الهاملة ” معبر مهم له فى منطقة القرن الافريقي والبحر الاحمر كما شملت ابداعات العميد عفان تجاوزه لسلطاته القضائية عبر التعامل المباشر ما عرف ” بالمحكمة الخاصة ” وهى جسم عسكرى او بالاحرى مكونة من ثلاثة قضاة من العسكريين يمثل امامهم المدنيين دون هئية دفاع ولاتعليق اكثر .وابتدع شكلا اخر من اشكال التجاوز وهو انشاء سجون لا تعرف عنها وزارة العدل او ديوان النائب العام أى شئ فغير سجون مراكزالبوليس السبعة فى العاصمة اسمرا وحدها توجد سجون فى ” تراف A و Bو C ” وهى معسكرات تابعة للجيش ” الفرقة 32″ التابعة لمنطقة العمليات الخامسة التى يقودها اللواء قبرزهير وجو بالاضافة الى سجن ماى تمناى وبيت قرقيش وعدى ابيتو وعدى نفاس وماى سروة والسجن الخاص الملحق بمركز البوليس رقر” 2″ والذى يشرف عليه العقيد ود قجأ هذا طبعا الى جانب السجن الضخم المعروف بأسم كارشليى ” اى الحوش ” وهو تابع لقسم التحقيقات فى ادارة الشرطة وفيه وسائل مدقعة فى القذارة لنزع الاعترافات من النزلاء بقى القول ان آخر ما تفتقت به قريحة العميد عفان وهو اجاز اسلوب التهديد مع النزلاء فاذا اراد الله لك الخروج من ذلك القبر يقوم المحققون بتزويدك بنصيحة غالية ثمنها الحياة حياة النزيل يقولون ” لا تحاول ان تثير هذا الموضوع فى الخارج او اللجوء للقضاء فنحن نستطيع ان نقول انك مطلوب فى قضية اخرى وستجد نفسك بين ايدينا مرة اخرى !! .سادسا : لتفشى المحسوبية ” المناطقية ” وللفساد والافساد الذى يمارسه العميد عفان وزمرته انفرط ” الضبط والربط ” واستشرت حالات الازدراء المتبادل بين افراد الشرطة وبدأت علاقات ومعاملات على اسس جديدة عمدت الحكومة على تسميتها علاقات مبنيه على مشاعر ” دون وطنية ” لكنها واقعية اسهم فى بروزها سيادة العميد والنظام الذى يسمح له لامثاله باقامة محميات ومناطق نفوذ خاصة داخل مراكز القوة العسكرية الخمسة .قامت قوات تابعة للمنطقة العسكرية الخامسة وهى قوات مهمتها تأمين العاصمة اسمرا ويقودها الجنرال قرزهير وجو وبجهد جماعى كبير فى زراعة محصول ” القات “فى منطقة شمال البحر الاحمر ” فلفل – سلمونا ” وذلك لاغراض تجارية والمعلوم ان استعمال نبتة القات محرم فى عموم ارتريا منذ عام 1993م باستثناء مدينة عصب لاسباب ثقافية – ويستغرب الناس فى اسمرا لهذا العمل الغريب بينما لا يستبعد البعض ان تتاجر هذه القيادات حتى فى زراعة المخدرات .سادسا واخيرا : كان الاداء فى شرطة المرور لا يختلف عن الادارات الاخرى فاكثر حوادث السير وضحاياها دون القبض على الجانى وتتالت الملفات المقيدة ضد مجهول ونشطت تجارة الترخيص دون معاينة المركبات واذونات الصيانة المدرجة على سجل القيد وتركت الوحدات المناوبة مواضع زحمة السير ورابطت مراقبتها الراكبة وبالدراجة فى الطرقات الجانبية او المؤدية للضواحى لاصطياد سيارة او اى مركبة مخالفة وعوضا عن تحرير مخالفة يكون السؤال عن رقم الموبايل والمكان ” البار ” الذى يرتاده المخالف ” الزبون ” الى اللقاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى