استحكام جدار العزلة بداية النهاية لحكم أفورقي..عبدالله محمود
30-Sep-2006
المركز
كشفت صحيفة إرتريا الحديثة (الصحيفة الوحيدة في البلاد ) الصادرة يوم 27 سبتمبر الماضي عن حجم العزلة التي يعاني منها النظام الإرتري .فقد أبرزت صفحتها الأولى لقاء أفورقي مع وزيرة التنمية الفرنسية الذي شن فيه هجوماً قاسياً على الولايات المتحدة
وذكر بأنها تدس أنفها فيما لا يعنيها وأنها السبب الرئيس في عرقلة تنفيذ قرار مفوضية التحكيم الصادر بترسيم الحدود بين إرتريا وإثيوبيا كما اتهمها بتمديد فترة قوات حفظ السلام لفترة تجاوزت السنوات بينما كان مقرراً أن تبقى لفترة ثمانية عشر شهراً ، وهاجم أفورقي في نفس اللقاء الأمم المتحدة مبيناً أنها تخلت عن دورها وأصبحت أداة طيعة في يد الخارجية الأمريكية ، كما اتهم إثيوبيا بأنها ذراع الولايات المتحدة لتنفيذ إستراتيجيتها في المنطقة .وقد نشر بذات الصفحة أيضاً بيان وزارة الخارجية الإرترية ( وزارة بدون وزير منذ أكثر من عام ) الذي ردت فيه على اتهامات الرئيس السوداني بدعم إرتريا لجبهة الخلاص بالأسلحة عبر تشاد والقيام بإنشائها بما يتعارض مع علاقات حسن الجوار رافضاً أي دور لإرتريا في قضية دارفور مما يشير بوضوح أن إرتريا ظلت تتدخل بصورة سافرة في شئون دول الجوار ( وتدس أنفها فيما لا يعنيها )، حيث وصف بيان الخارجية الإرترية تصريحات البشير بأنها( لا أساس لها وغير مثمرة ) محاولاً نفي الإتهامات إلا أن الحقائق على الأرض تكشف بطلان مزاعم النظام الإرتري .الانتكاسة الجديدة في العلاقات بين أسمرا والخرطوم بعد أن كادت أن تصل إلى مرحلة التطبيع الكامل بتبادل السفراء وتوقيع إتفاقات حكومية وحزبية في مختلف المجالات بما يدر على إرتريا بترولاً وذرة وخيراً وفيراً تعتبر خسارة فادحة لإرتريا بكل المقاييس لأنها مهما حاولت الاحتفاظ بملف الشرق فإن مآله إلى الحل حينها ستجد نفسها في صحراء مكشوفة دون نصير أو صديق .هذه الانتكاسة الأخيرة تكشف صحة تكهنات الزعيم الروحي لجبهة تحرير تقراي سبحت نقا وتحليله العميق للمكونات النفسية لأفورقي حيث استبعد قيام علاقات متينة بين السودان وإرتريا حيث قال أنها تحكم بواسطة طرائق تفكير رأس النظام الإرتري التي لا تخضع لنظرة سياسية واضحة فهو يتعامل مع دول الجوار بمنطق مزاجي لا يستقر على شئ بحثاً عن مخرج لأزمته الراهنة وأضاف إن العلاقات التي تحاول الحكومة الإرترية بناؤها لن يدوم لأن الطبيعة المتأصلة في الرئيس الإرتري لا تسمح لها بإقامة علاقات دائمة .وهذا التحليل يتسق تماماً مع ما ذكره السفير عبدالله آدم في حوار أجراه معه المركز أن مدير مخابرات دولة عربية كبيرة ذكر له أن أفورقي يعاني من خلل في تركيبته النفسية مما ينعكس على أدائه وتصرفاته في مختلف القضايا .