مقالات

حتى الصهاريج لا تخلو من العطب! مهلاً أيها الشعب الصابر الأبي!! سليمان يبتيت

17-Mar-2012

المركز

في خضم الأحداث المتلاحقة والتطورات السياسية الكبيرة التي تشهدها الساحة العربية، من تهاوي عروش وطواغيت ومنهم من ينتظر دوره في الطريق،قفز إلى سطح الأحداث خبر محلي، بفضل الثورة المعلوماتية الحديثة التي قربت المسافات واخترقت الحجب والحواجز، فاشرأبت إليه الأعناق،ووجلت له القلوب، إنه خبر صغير” سقوط صهريج ماء بمعسكر أم قرقور” تناقلته الوسائط المختلفة وتفاعلت معه المواقع الإرترية،

ولأن الحدث قد نجم عنه وفيات وجرحى وإصابات وهلع وقلق بين أوساط اللاجئين في المعسكر وذووهم في الشتات، ولأن الخبر لم يأخذ حقه كما ينبغي، وهنا لا بد أن أشكر أخي الأستاذ عبدالرازق كرار الذي أفرد مقالاً سلط فيه الأضواء على الجوانب القانونية، والخطوات المنتظر اتباعها في هذا الصدد مستقبلاً، فإنني أردت أن أنقل نبض الشارع الإرتري هناك، وانفعالاته، انطلاقاً من واجبي الأخلاقي والمهني أولاً، ولأن أم قرقور خرجت المجاهدين والمناضلين و بعض قيادات الصف الأول في المعارضة الإرترية ثانياً-الذين لم نسمع لهم صوتاً مستنكراً، أو مواسياً-كما كانت لها مواقف مشهودة ضد النظاموأزلامه، وثالثاً لأن لها في القلب مكانة خاصة كون سكان المعسكر هم أهلي وأخوتي، وثراها يضم أعز الناس والدي وجدتي، ولا زال في المعسكر أخوتي وأخواتي وأقاربي وأصدقائي ومعارفي، لذا كان لزاماً علي أن أعيش الحدث و أقف بنفسي على حجم الكارثة ونقل وقائعها من خلال الاتصال المباشر، وقد تحصلت من خلالهم على معلومات وحقائق أردت أن أعكسها كما هي :-وقع الحادث الساعة الواحدة ظهر يوم الاثنين الموافق 12/3/2012م.-الجهة الممولة للصهريج هي الأمم المتحدة.-الجهة المنفذة: هي شركة المؤسسة الحكومية التجارية ( دان فود).-السعة الاستيعابية للصهريج هي 250م 2.-تم افتتاح المشروع بتاريخ 1/1/2012م.ضحايا الحادث المشؤوم:الوفيات :- 1/ادهم محمد الحسن مواطن سوداني 2/محمد علي عثمان صالح سمرة لاجئ إرتريالجرحى :- العمر 1/ عبدالله همد جمع 152/ الحارث عثمان 15 3/ حسين سعيد عرفة 14 4/محمد احمد عمر 12 5/ صلاح احمد 14 6/ عامر يسين 14 7/ عبدالرحمن محمد عثمان 14 8/اسامة عمر 16 9/ عثمان محمد احمد 45 10/معاوية عمر 14 11/عبدالله عمر 22 12/ عثمان علي – 13/يسين علي نور 45 14/ عمر محمد صالح – 15/محمود محمد عمر 18 16 مصطفى حسن 16 17عثمان صالح – 18/مبارك عبدالله 2119/ محمد محمدابك 35 عملية الإنقاذ:من حسن الطالع كان يتواجد بالمعسكر سيارات الأمم المتحدة التي كانت تعمل أطقمها الوظيفية في إضافة المواليد الجدد بالمعسكر، لحظة وقوع الحادث ،وقد هبت لنجدة المصابين، فنقلت الإصابات الحرجة والخطيرة إلى مستشفى القضارف،كما نقلت بعض الإصابات المتوسطة إلى مستشفى الشواك، إلى جانب إصابات أخرى في صفوف اللاجئين لم يتم نقلها إلى المستشفيات بل تم التعامل معها محلياً نظراً لأنها إصابات عبارة عن جروج سطحية ورضوض في الظهر والأرجل وقعت أثناء الهروب والتدافع حول السلك الشائك المحيط بساحة الصهريج.غياب سيارات الإسعاف: تساؤلات عديدة يطرحها اللاجئ الإرتري حول دور هيئة الأعمال الخيرية وهي المسؤولة عن الجانب العلاجي بالمعسكر حيث لم تشارك في عملية إنقاذ الجرحى ونقل المصابين، أسباب وعوامل انهيار الصهريج:يرى اللاجئون إن الركائز أو الأعمدة التي تحمل الصهريج، لم تكن من الحديد الصلب، بل كانت من الحديد المطاط، الأمر الذي عجل بانهيار الصهريج نتيجة لعدم تصميم الصهريج بمواصفات عالية ودقيقة،نظراً لأن السعة الاستيعابية أكبر من قدرة الأعمدة التي تحمل الصهريج، وهو ما يثير الكثير من التساؤلات حول وجود شبهة فساد وتلاعب في المواد المستخدمة في المشروع، ويقول اللاجئون لو قدر للصهريج أن يمتلئ بالماء منذ لحظة تدشينه لسقط في ساعاته الأولى، ويلقون باللائمة على منظمة” سقيا” التي يرأسها السيد عطا المنان،المسؤولة عن توفير الماء في معسكرات اللاجئين، إلى جانب مسؤوليتها عن الصحة الوقائية بحكم استلامها ملف الماء من إدارة اللاجئين” COR” وهي التي تعاقدت مع الشركة المنفذة للمشروع، حيث تحتم عليها مسؤوليتها القانوية والأخلاقية متابعة العمل والإشراف عليه ومتابعة مراحل تنفيذه أولاً بأول، ولكنها لم تقم بواجبها على الوجه المأمول، وحتى تخلي ساحتها من المسؤولية، عليها أن تسارع إلى فتح تحقيق عاجل لمعرفة ملابسات هذه الكارثة. فضلاً عن أن جل موظفي الهيئة الدولية ومسؤوليها المباشرين عن مشروع اللاجئين هم من الأفارقة ودولهم تعاني من ويلات الحروب والمجاعات، مثل الصومال ويوغندا وكينيا، وبالتالي فإن مواقفهم كانت متخاذلة، حيث لم يتخذوا أية خطوات عملية شجاعة ضد هذه المنظمة حماية لمن هم تحت رعايتهم .مطالبات:يطالب أهالي الضحايا والمصابين بضرورة تصعيد هذا الملف إلى أعلى المستويات،لمعرفة من المتسبب في هذه الكارثة، وتعويض أسر الضحايا والمصابين والتشهير بمن تسبب في هذا الحادث الأليم،كما يطالبون الأمم المتحدة بتحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية بالدفاع عن اللاجئين في المعسكرات وتوفير سبل العيش الكريم لهم وحمايتهم، وكذلك حكومة السودان التي تقوم مشكورة بإيواء هؤلاء اللاجئين،أن تسارع إلى التحقيق في الأمر ورفع الظلم عن كاهل اللاجئين، كما يطالبون منظمات المجتمع المدني والهيئات الخيرية إلى الاضطلاع بدورها الإنساني في تقديم العون والمساعدة مواساة لأسر الضحايا والمصابين . سؤال بحجم الكارثة:يتساءل اللاجئون الإرتريون في معسكر أم قرقور، عن غياب تنظيمات المعارضة الإرترية بمختلف أطيافها السياسية،عن هذه الكارثة الإنسانية وعدم التفاعل معها، وهي التي ما فتئت تتاجر بقضانا،واستخدامنا كرتاً للضغط على النظام لتحقيق مكاسب سياسية رخيصة، ونحن نقول إن لم تتفاعل هذه التنظيمات مع شريحة اللاجئين عند النوازل والكوارث التي تعتريها، بالسعي إلى نجدتها والمسارعة إلى تضميد جراحها وتخفيف آلامها ،فمتى بربك يمكن أن تفعل! شكر وعرفان:في الساعات الأولى للحادث وقبل نقل بعض الجرحى حضر إلى المستشفى السيد مساعد معتمد اللاجئين بالولايات الشرقية محمد إبراهيم الفكي،والسيد مدير الهلال الأحمر بالفشقة كما حضر السيد معتمد محلية الفشقة لتقديم واجب العزاء، وفي اليوم الثاني جاءت قيادات أمنية وشرطية لذات الغرض. كما يشكرون الاتحاد العام للطلاب الإرتريين لمواقفه الشجاعة والمواقع الإرترية لتفاعلها الصادق مع الكارثة. أخيراً لا يسعني إلا أن أتقدم بصادق العزاء والمواساة لأسر الذين قضوا في الحادث الأليم، أن يلهمهم الله الصبر والسلوان، وأن يتقبل شهداءهم في عليين، متمنياً للجرحى والمصابين الشفاء العاجل.smhamid70@hotmail.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى