مقالات

اليوبيل الفضي للقمع والاضطهاد …! بقلم/ الحبيب حامد محمد شريف

26-May-2016

عدوليس ـ ملبورن

تفخر كل شعوب العالم باستقلالها من ظلم الظالمين وقهر المستعمرين؛ ولاشك ان الشعب الإريتري هو أحد تلكم الشعوب التي تفخر باستقلال بلادها. في مطلع التسعينيات بزغت شمس الحرية في ربوع اريتريا بعد تضحيات جسام قدمها أبنائها البررة وقدموا مئآت الشهداء من أجل تحقيق استقلالهم ويفتخروا به وكان لهم ذلك.نحي ذكرى الشهداء الذين سقطوا دفاعاً عن الوطن من حرية وكرامة المواطنين وهم الذين أناروا طريق الثورة التي اختزلها النظام الحاكم في اريتريا على حفنة من عديمي الوطنية.

يجب أن افرق بين احتفال المواطنين الشرفاء بنيل البلاد استقلالها من الاستعمار الاثيوبي وبين تلك العصابة التي اختطفت فرحة المواطنين بهذا الاستقلال لتغير مصير البلاد الى وضع أسوأ من الذي قبل.يحتفل النظام الحاكم في أسمرا باليوبيل الفضي؛ في ظل قمع وظلم واضطهاد وانتهاك لحقوق الانسان يتعرض له الشعب الاريتري الأعزل؛ الذي انتهكت كل حقوقه في الحياة، هذا النظام الذي فقد شرعيته من الوهلة الأولى لتوليه الحكم في البلاد حيث عاش فيها فسادا وظلما واعتقالات تعسفية عنصرية، نراه اليوم يحتفل وهو في قمة البراءة كأنه لم يقتل ويسفك دما ويسجن ولم يهجر ..انه يوبيل القهر والاضطهاد على الشعب الذي يعاني سنين عجاف فقر وظلم وديكتاتورية ظالمة لا تعرف حق لأحد من البشر.الكثير من المعتقلين والمختفيين قسرا لا احد يعلم عن اماكنهم ولا حتى عن اوضاع سجنهم او هل هم في اعداد الاحياء ام الاموات.هذا النظام الفاشي يستعد للاحتفال بيوبيله الفضي الذي يزعم انه نجاح له، ولكنه في الحقيقة ما هو الا فشل ذريع على كل المستويات السياسية والاقتصادية والامنية وحتى في مجالات الحياة العامة.حيث تعتبر اريتريا من أفقر الدول من حيث المعرفة والتعليم؛ والتقدم التكنولوجي فضلا عن الممارسات السياسية والاعلامية التي تتذيل اريتريا قائمتها دائما حسب المعايير الدولية.النظام الحاكم في اريتريا يريد بلداً خاوياً، لذلك هجر الشباب من البلاد حتى يحكمها كما يشاء، وقد اتخذ عدة اساليب من اجل تهجيرهم وذلك بفرض الخدمة العسكرية التي نهاية لها ومن يرفض يسجن فترات طويلة دون محاكمة او مثوله امام قاض، وحتى لو تم عرضه على قاضي فهو الجلاد نفسه.وهناك من يجر الى السجن بذنب أن ابنه هرب من البلاد، حيث يسجن اهالي المهجرين او يتم تغريمهم مبالغ طائلة لا قدرة اللاهالي بدفعها، والهدف من ذلك اذلال من المساكين الذين لا حول لهم ولا قوة، وفرض السيطرة بقوة السلاح وظلم المستضعفين.وتتحدث بعض التقارير أن هناك العديد من المعتقلات السرية، يتم اعتقال المواطنين العزل فيها لا يمكن أن يكون فيها أي تواصل بين السجين والعالم الخارجي ولا احد يعرف اماكنهم، و ومن الصعب حصر امكان المعتقلات حيث تذكر بعض التقارير انها سراديب وسجون تحت الأرض يصعب الوصول إليها وبعضها حاويات بضائع في الصحراء.السجون والمعتقلات مليئة بالشباب وكبار السن بل وحتى الفتيات، وان عائلاتهم لا تعرف أماكنهم وهل هم احياء ام اموات لا احد يعرف عنهم شيء .. والنظام يحتفل بالنجاحات.حيث تمارس كافة وسائل التعذيب والترويع التي يمارسها النظام على الضعفاء، والكثير من السجناء قتلوا بسبب التعذيب فضلا التصفية الجسدية المباشرة، قصص مهولة ومروعة نسمعها من بعض الذين كتب الله لهم النجاة من غياهب سجون عصابة أسمرا، وهم يحتفلون باليوبيل الفضي..بيد أن هناك أبواق تحتفل مع الجبهة الشعبية بيوبيلها الفضي وهؤلاء أشد خطورة من النظام (يطبلون) “للهقدف” بدون فائدة، اللهم الا حب وموالاة لا معنى لها.إن الوضع المتردي في البلاد والذي يُصاحبه ازدياد انتشار الفقر وتدهور مريع في الاقتصاد يؤدي إلى تحركات سكانية لم يسبق لها مثيل بحثاً عن الأمن من بطش الجبهة الشعبية، وعن البحث عن الطعام في كل مكان، ولهذا يتوجب على كل الغيورين من ابناء بلادي التحرك حتى نساهم في وضع حد لهذا الظلم على المواطن والعبث بالوطن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى