مقالات

أما حكاية …… ياشعبية … 1-6 : بقلم صديق محمد أحمد

25-Aug-2005

المركز

كاتب المقال صديق محمد احمد سجين سوداني سابق في المعتقلات الارترية وهو متزوج من ارترية له منها سبعة اطفال وهو ضمن الذين شاركو في حرب التحرير الارترية، و من المقاتلين الذين دخلو اسمرا على دبابات الثوار ،في جعبته الكثير من المعلومات حول الحزب الحاكم في إرتريا اتفقنا معه في نشر إفادته ومعلوماته على شكل سلسلة مقالات في موقع عدوليس ، فإلى الحلقة الأولى :

شباب ممتلئ نشاطاً وحيوية وترى بوضوح حب إرتريا الوطن مكوناً لذاتهم أحبو بلادهم بصدق لأنها الوطن الذي أكد ذاتهم ورفع سقف تطلعاتهم لبناء مستقبل يسع أحلامهم وآمالهم ولكن تلك الأماني تبخرت بفعل القهر والإذلال الذي يمارسه نظام افورقي المنزوع الرحمة والحكمة .لقد شارك الجميع من فئات المجتمع الإرتري في تحرير الوطن حيث لايخلو بيت في إرتريا من معاق او شهيد قدم نفسه لإيجاد إرتريا الدولة مقدمين ارواحهم من أجل الإنتصار الذي طال أمده ، وتحررت إرتريا الدولة ولكن شاءت الأقدار أن تصبح هي نفسها المعتقل الكبير الذي وسع شعب إرتريا باسره .أحلام ( ود أفورقي ) التوسعية وميله الدائم للعراك والمصادمة مع شعبه وجيرانه عمق جراح لم تندمل أصلاً لدى قطاعات واسعة من الشعب الإرتري فإزدادت الماساة داخل كل بيت إرتري بحربه التي لانجد لها مبرراً مع جارته غثيوبيا تلك الحرب النشاز التي اوجدت كم أضافي هائل من القتلى والمعاقين والمشردين والأسرى ، لم يلتفت اسياس أفورقي لخدمة قضايا شعبه من تنمية ورفاهية وإنما سعى للزج بالشعب الإرتري في حرب تخدم أهدافه وسياساته مع قناعته التامة بأن ميزان القوى يميل لصالح إثيوبيا لما لها من ترسانة حربية تمتاز بالتطور والفعالية والعددية .كم بشري مقدر من الشباب الإرتري وقع في قبضة إثيوبيا أسيراً عاملتهم إثيوبيا معاملة كريمة ( بالرغم من القتل والتقتيل ) خففت عنهم ظلم ورعونة أسياس أفورقي ، أمضو في الأسر بإثيوبيا سنين ممنين النفس بعود احد الى ديارهم في إرتريا وقد كان لهم ذلك في ديسمبر عام 2002م ولكن كانت مصيبتهم أعظم وهم يغادرون عند عبورهم الى إرتريا الى مصير أشد ظلمة وبؤس من أسر وحبس وقهر لم يكونوا يتوقعونه من سدنة وظلمة عملوا معهم لأجلهم وتفانوا لخدمة أغراضهم بغير وعي أو إدراك ، تصوروا نظام يسجن اسير حرب بدعوى أنه نظام الجبهة الشعبية وهو اسير .وأنا بسجن تراكبى أعاني الأمرين سمعت ليلاً حركة غير عادية بفناء السجن ، كمية من البصات تحمل أناس ظهر عليهم الإعياء ، والدهشة أعمارهم تترواح بين 19-40 عاماً محاطين بجند مدججين بالسلاح والسياط ، اصابتني الدهشة من غرابة ذلك المنظر وكنت حينها أمنى النفس أن يكون هؤلاء الشباب قد جربوا محاولة الإطاحة بافورقي ولكنهم لم ينجحوا ، وسالت الله أن تتجدد المحاولات للإطاحة بنظام الشعبية ، وإصطف الإخوة في تشكيلات عسكرية ثم جاء مأمور السجن ( نكير ) قبيح المنظر شارحاً قوانين المعتقل طالباً من الأخوة التعاون وعدم إثارة المشاكل متوعداً أياهم بشتى صنوف العذاب لكل من يحاول الإخلال بالنظام ، ثم صب جام غضبه عبى تنظيمات المعارضة الإرترية وتعاونها مع نظام التغراى بغثيوبيا مؤكداً الا رحمة لمن أساء الى إرتريا والشعبية ، اصيب الشباب بالدهشة والحيرة من حديث مأمور السجن لأنهم حتى تلك اللحظات لم يكونوا على علم بما جرى وسيجري لهم ، تم توزيعهم الى عشرة عنابر كل عنبر به ثلاثون شخصاً مع العلم ان مساحة العنبر هى 4×5 متر ، أما نحن معشر المساجين القدامى لم نكن ندري أن هؤلاء هم اسرى حرب وطبعاً كنا مستبعدين ان يسجن اسير حرب عند عودته الى وطنه خاصة وأننا سمعنا بان الاسرى العائدون سيكونون اصحاب حظوة وحب وتقدير من القيادة قبل القاعدة لأنهم أدوا ضريبة الوطن بتفاني وإخلاص فقد كانت جريدة الحزب والحكومة تردد باستمرار أنهم مكتن حفاوة وترحيب في وطنهم ووسط أهلهم وستقوم الدولة برعايتهم وتأهياهم ودمجهم في المجتمع ، لكننا اصبنا بالدهشة والحيرة في اليوم الثاني عندما سمعنا من الحراسة التي حولنا ان هؤلاء هم اسرى الحرب الإرترية الإثيوبية ، سالنا من حولنا لماذا يسجن الاسير وقد ضحى بكل مايملك وقاسى مرارة السجن والإذلال ؟ إلا يكفي ماعاناه من أسره الميداني ؟ لماذا يسجن عند عودته ؟ هل لأنه سب النظام في غرف التحقيق المكتظة بالسياط والشواكيش ومقلم الأظافر والمزينة بحبال المشانق ، ثم اين القوانين التي تحرم أعتقال السير عند العودة لوطنه !! لم تدم دهشتنا طويلاً لأننا على علم تام بالرعب الذي يعيشه افورقي وزمرته من غضب شعب إرتريا الأعزل ناهيك عن من هم ضمن مؤسسته العسكرية .في اليوم الثاني اشتدت الحاسة على السجن وجهزت مكاتب التحقيق افضافية مع وفرة في غدوات التعذيب ، وفي اليوم الثالث بدأت أفواج المحققين تتوالى وبدأت الصرخات تسمع بغرف التحقيق ، ركل ، وضرب ، وخلع الأظافر ، وأشياء اخرى يعلمها الله توفي في هذا اليوم أربعة من الشباب وهم :1/ فسوم فردا من ابناء مصوع كان ضمن طاقم حراسة بطرس سلمون سبب الوفاة كسر في الجمجمة نتيجة التعذيب بالة حادة .2/ تأمن نددا من ابناء اسمرا مات خنقاً .3/ حسن على صديق من ابناء عنسبا كرن مات بعد ان وضع على صدره صخرة تزن أكثر من مائة كيلو جرام .4/ صالح عيسى أحو من ابناء العفر( عصب ) مات نتيجة نزيف بالأنف والأذن بسبب الضرب على الرأس .في الحلقات القادمة بإذن الله نواصل الحديث عن بقية الأسرى الذين ماتوا لاحقاً بفعل فاعل بعد أن تم تحويل جزء منهم الى سجن آخر ، كما سنتطرق الى أسماء المحققين مرتكبي تلك المجاذر داخل سجون أفورقي لأننا نسعى للقصاص من القتلة ، وايضاً الوضع القاسي الذي يعانيه من كتبت له الحياة .صديق الإرتري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى