مقالات

حوارالأجيال : عمر جابر عمر

19-Jul-2011

المركز

ما هو الجيل ؟ يختلف ذلك من بلد الى آخر ومن تجربة الى أخرى – عوامل البيئة والثقافة والتطور الأقتصادى كلها تساهم فى تحديد الحد الأدنى والأعلى لسنوات من يجمعهم ( جيل ) واحد.معدلات الوفيات وأنتشا ر الأوبئة والحروب والكوا رث وغيرها تشكل الفوا رق بين دولة وأخرى .البعض يحدد الجيل ما بين العشرين والثلاثين والبعض أقل أو أكثر قليلا …وهناك رأى يقول أن القرن

يحتوى على ثلاثة أجيا ل مقسمة بينهم بعدد السنين.المهم لتسهيل الأمر با لنسبة لنا فى أرتريا نستخدم المعايير المشتركة : التجربة والثقافة والطموحات والتحديا ت المشتركة.1- جيل الثورة – 1961 – وما بعد . من شب فيها وشاب عليها أى الجيل ما بعد جيل تقرير المصير.شعاره كان الأستقلال ووسيلته كانت الكفاح المسلح – ضحى ودفع ثمنا غاليا ونجح فى تحقيق النصف الأول من الشعار ولكن تبقى الجزء الثانى ( العدالة والمساواة ).2- جيل الدولة – ما بعد الأستقلال … من نشأ بعد التحرير لكنه لم يتذوق طعم الحرية ولا أستمتع بثمرا ت الأستقلال – تفتحت عيونه على حروب وتجنيد لا نهاية له – أنه جيل أصبح فى حالة دفاع عن الوجود وليس فى حالة فعل لتغيير الأوضاع.هنا تكمن مأساة الشعب الأرترى – من هم فوق الأربعين أصبحوا أسرى لما ضيهم وحنينهم الى الوطن الذى نا ضلوا من أجله ولا يريدون ولا يستطيعون نسيانه بل يتمسكون به ويناضلون من أجل التغيير .ومن هم دون الثلاثين يبحثون عن ( وطن ) بديل أمن ولو الى حين !3- هناك فئة ثالثة بين هؤلاء وأولئك ( جيل الوسط ) لم يلحقوا بركب الثورة ولم يخوضوا تجربة جيل الدولة. هذا الجيل هاجر معظمهم وأغترب بسبب ظروف الحرب وأستقر فى الشرق الأوسط وأوربا وأمريكا وكندا وأستراليا . هؤلاء بحكم دوافع الهجرة والأغتراب وبسبب أحكام الأستيطان والأستقرا ر تكونت لديهم ثقافة مشتركة وأن أختلفت فى أسلوب الحياة واللغة ولكنهم جميعا يصارعون من أجل مواجهة تحديا ت الحياة اليومية. وما هو مشترك بين هذه الفئة هو حنينهم الى الأهل والوطن والبحث عن ( خلاص ) لا يجدون على الأرض ما يبشر بقربه . ينظرون الى جيل الثورة بريبة وشك ولا يأ ملون فيهم كثيرا ويلتفتون الى جيل الدولة بعطف ولا يثقون بأ ن هؤلاء يمكن أن يحققوا ما عجز عنه الأوائل !؟ ولكن هذا الجيل ليس كتلة صماء موحدون فى المواقف والمشاعر – هناك شريحة منهم أخذ تها مشاغل الحياة وتحدياتها بعيدا وتحملت مسئوليات أعالة الأسر والأقارب داخل أرتريا وفى مناطق اللاجئين – هؤلاءلهم العذر وهم فى وجه آخر من أوجه الجها د. وهناك شريحة أخرى تحاول أن تعطى بعضا من طاقتها ووقتها للشأ ن العا م وتقول ليس فى الأمكان أفضل مما هو موجود أملا فى أن يكون الغد مبشرا وواعدا.لكن هناك شريحة ثا لثة من هذا الجيل لا تقتنع بما ترى وتسمع – كل القيادات فى نظرها غوغا ئية والنتيحة هى الأحباط واليأ س فى الحاضر والتشاؤم من أمكانية التغيير والأصلاح فى المستقبل – أى ( ما فيش فا ئدة ) !؟ – تغلبت عليهم ثقا فة جلد الذات والشك فى كل فصا ئل المعارضة ؟ومع هذه الفئة الأخيرة نفتح الحوار التالى –أنهم ضد النظام الدكتاتورى – لا شك فى ذلك – ولكنهم لا يثقون بأ ن المعارضة يمكن أن تحقق التغيير المطلوب – لا يثقون فى القيادات ولا فى برامجها …# يقولون أنها قيا دات خذلتهم وأضاعت أحلامهم – كيف !؟ هنا لا أحد يفصح عن مكنونا ت دواخلهولا يضع الأصبع على الجرح … قد تكون أمنية دفينة بأ ن جبهة التحرير كان يجب أن تنتصر وقد تكون مشا عر الأنتماء والشعور با لأقصا ء وراء توجيه ذلك الأتهام التاريخى ؟ يقولون لتلك القيا دات ( كذبتم علينا وأصبحنا لا نعرف من نصدق منكم ) ؟ نريد معرفة ( الحقيقة ) ؟ ما هى تلك الحقيقة ؟ لا أحد يبا در ويوضح ما يريد معرفته – أنها ثقا فة المهزوم والمأ زوم ! أذا كان المقصود بالحقيقة ( لماذا هزمت جبهة التحرير ودخلت الى السودان ) – لقد كتب الكثير الكثير منذ 2531981 وحتى اليوم وبكل اللغات – لقد أعطاكم الله عقولا تزنون بها الأمور ووفر لكم أجهزة حديثة للتأ كد من الأرقام والحقائق – أم أنكم تريدون وتنتظرون من الذين أختلفوا وصنعوا الحدث أن يتفقوا على رواية واحدة له !؟سؤال جوهرى يتعلق بمصداقية القراءة لتا ريخنا الحديث :لماذا نعظم ونبجل قيادات مرحلة تقرير المصير رغم أنها فشلت فى تحقيق المشروع الوطنى !؟ لماذا نعتبر عبد القا در كبيرى وأبراهيم سلطان ورأس تسما وولدآب ولدماريام وآخرين رموزا وطنبة ؟ السبب هو أنهم حاولوا وأجتهدوا وضحوا وفتحوا الطريق وكانوا نموذجا لمن يحمل رسالة الوطن.كذلك كانت المؤامرة عليهم كبيرة – أثيوبيا – محليا ( حزب أندنت ) – وخارجيا أمريكا ! أذا طبقنا تلك المعادلة على جبهة التحرير بعد ثلاثة عقود ( 1951 – 1981 ) نجد أطراف المؤامرة : أثيوبيا ( ويانى ) – محليا ( الجبهة الشعبية ) – خارجيا أمريكا (النظام السودانى ) !؟لقد كان صراعا تداخلت فيه عوامل محلية وأقليمية ودولية – ومن جانب أخر كان يقوده قوم يحاولون تطويع التا ريخ وتحريفه وعندما عجزوا تقدموا الصفوف وأصبحوا صناع ذلك التاريخ !؟# التهمة الثانية التى توجه الى قيادات جيل الثورة : لقد تسولتم بأ سمنا وأغتنيتم وكد ستم الأموال لكم ولأقربائكم !؟ أنها لعمرى لفرية كبرى …هؤلاء الذين يرددون أراجيف الجبهة الشعبية لا يعرفون ما يقولون.عن أى قيادات تتحدثون ؟ كلهم منذ عواتى ورفاقه والمجلس الأعلى والقيادة العامة وحتى المجلس الثورى من رحل منهم مات فقيرا ومن بقى على قيد الحياة يتمسك بعزته وكبريائه ولا يمد يده الى أحد. يمكن أن نقول عنهم أنهم خسروا سياسيا وفشلوا أداريا لكنهم لم يسرقوا ولم يخونوا ولم يتنكروا لشعبهم .من أجل هذا ننا ضل اليوم لبناء دولة العدالة والديمقراطية حتى يكون هناك قضاء مستقل وتتم محاسبة كل فرد من مرحلة الثورة الى مرحلة الدولة – تهمة نهب الما ل العام لا تسقط با لتقادم ( أنظروا حولكم ماذا يدور فى البلاد العربية ) والى تلك الأصوات نقول – أذا كانت لديكم ملفات ووثا ئق عن أموال سرقت أو ضاعت أ حتفظوا بها حتى ذلك اليوم وناضلوا مثل الآخرين لجعل ذلك اليوم قريبا !؟# فرية أخرى يرددها هؤلاء – لقد أحتكرتم المسرح السياسى – أفسحوا المجال والا سنسحب البسا ط من تحتكم !؟ يا للهول — أول مرة أسمع من يريد أن يبادر وينا ضل يطلب السماح له با لتقد م ؟ عواتى خرج بلا حماية ولا أذن من أحد الى تلك الجبا ل ولم يكن يملك غير أرادته ؟# السؤال هو لماذا يردد هؤلاء تلك الأقوال ؟ أنه التعبير عن العجز عن القيام بأ ى فعل أيجابى – أنها ثقافة شق الجيوب ولطم الخدود والبكا ء على الأطلال – بعبارة أخرى ثقافة الخنساء !؟ هل تعرفون تلك الفتا ة العربية النجدية التى دفعت أخاها ( صخرا ) للثأ ر لمقتل أخيه ولكنه أيضا قتل – بدأ ت الخنساء تبكيه وتقول فيه شعر الرثا ء كما لم يقل أحد مثله قبلها أو بعدها – حتى قيل عنها أنها ( أشعر الأنس والجن ) –عشرون عاما وهى تبكيه ولكنها ما أعا دت صخرا ولا أخذت له بثأ ره – وفجأ ة دخل النور الى قلبها أمنت برسا لة محمد ودخلت الى الأسلام ودفعت بأ بنا ئها الأربعة الى معركة القادسية – أستشهدوا جميعا لكنها لم تذرف دمعة واحدة ولا قالت بيتا واحدا فى رثا ئهم – آمنت بأن لها رسالة فى الدنيا قا مت بها وفى الآخرة لها أجر ومغفرة ! ما هى رسا لتكم دام فضلكم ؟ أم أنكم ما زلتم فى المرحلة الأولى من ثقافة الخنساء !؟النقد الموضوعى بهدف الأصلاح والتقويم مشروع ومقبول ولكن النقد من أجل النقد ودون دليل أو برهانلا يصلح معوجا ولا يعود على صاحبه بفا ئدة أيجابية.نصيحة أخيرة :@ لم يفت الوقت بعد – ألتحقوا با لركب العام ضد الدكتاتورية وأذا لم يعجبكم أى تنظيم – ليكن لكم تنظيمكم الخاص بكم …حتى لو كان( جبهة رفض ) لما هو موجود من أ طياف المعارضة – فقط يكون التوجه ضد الدكتاتورية. أسحبوا البسا ط من أى كا ن أذا كان هناك بسا ط فى الأصل ؟ لا تصدقوا رواية أحد …أقرأوا وأرسموا ما شئتم من برامج وتحركوا … لا تستطيعون ؟ هناك خيار آخر :@ أنضموا الى صفوف ومواكب ( شبا ب التغيير ) – هؤلاء لا ديناصورا ت تقودهم – لم يأ كلوا ولم يسرقوا ( أموالكم ) … لا تدفعوا أشتراكا ولا تحضروا أجتماعا … فقط أنزلوا الى الشوارع كلما نادى المنادى لتهتفوا ضد الدكتاتور !؟لا تستطيعون ذلك أيضا ؟ بارك الله فيكم وحفظكم لقادم الأيام وكفى المؤمنين القتا ل.ومن أراد منكم أن يقول شيئا ليقل خيرا أو فليصمت – كما قال محمد (ص) !؟كان الله فى عون الشعب الأرترى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى