مقالات

الخرطوم تودع حبيبها أحمد سويرا بقلم / حمد محمد سعيد كلو. 20/11/ 2016م

7-Dec-2016

عدوليس ـ ملبورن

علاقة الحب بين المغفور له أحمد سويرا ومدينة الخرطوم حب كان يقال عنه لا فكاك منه ، كان لا يستطيع النوم خارج الخرطوم حتى لو كان ذلك في ضاحية من ضواحيها، مرة واحدة ذهب الى ( المسيد) وكان ذلك يوم الخميس لحضور حفل زواج صديق سوداني له، وقضى ليلته هناك وعاد صبيحة يوم الجمعة ولكن عند وصوله الى محطة ( سوبا) استجوبه الامن السوداني والتقطوا له صورة فتوغرافية ولم يعتقله، ونشرة في اليوم الثاني في الصحف السودانية باعتبار صاحب هذه الصورة أحد قادة الغزو المندحر .

في العام 1962م نجى باعجوبة من اعتقال شرطة (عبود) لكن زملائه سلموا للمخابرات الاثيوبية أما هو فعاش متخفيا في الخرطوم الى ان انفجرت ثورة اكتوبر 1964م .
جاء الى الخرطوم في الخمسينات وهو في ريعان الشباب والتحق بحركة تحرير ارتريا مع بداياتها ، وكان أحد قيادات فرع حركة تحرير ارتريا في الخرطوم مع زملائه محمود حسين ومحمد شفا.
في ابريل 1960م ذهبت مع المغفور له محمود ابوشنب الى منزل بحي كوريا القريب من محطة الغالي ولاول مرة اشاهد أحمد سويرا واديت قسم الانضمام لحركة تحرير ارتريا. كان نشطا يواصل وبهمة اجتماعات الخلايا وفي بناء علاقات مع كل الجهات السودانية ذات الشأن، قادة احزاب ، محامين ، صحفيين، علاقته بالقوى الديمقراطية السودانية كانت قوية.
في شهر ابريل 1967م تم تعيني والسيد سليمان موسى حاج في مكتب الخرطوم كمساعدين للمغفور له سيد احمد محمد هاشم من قبل القيادة الثورية ، صادف في تلك الفترة ان سكنا انا وسليمان موسى حاج ومحمود ابوشنب في حى الديوم الشرقية القريب من حى السجانة . في الصباح الباكر انا ومحمود ابوشنب نذهب الى سوق السجانة وفي وسط السوق كنا نلتقي باحمد سويرا يوميا ، هناك كنا نجلس في سوق ( الزنك) نشرب شاى الحليب وحبات من ( الزلابية)، بعدها مباشرة كل منا يشتري صحيفته المفضلة، انا كنت افضل صحيفة الايام واحمد سويرا يشترى صحيفة الراي العام ومحمود ابوشنب صحيفة الصحافة ثم نتجه الى مقهى لتناول القهوة وقراءة الصحف، جلستنا تستغرق اكثر من ساعة ونصف نتبادل فيها قراءة الصحف بعدها ينطلق كل منا الى حال سبيله.
كان رحمه الله محب للاطلاع ، لاتفارقه الصحيفة اليومية، ودود في علاقته مع الاخرين ، يناقش بطريقة موضوعية ومهذبة، لايجرح احد في نقاشه ، ولا تجد العصبيات القبلية والطائفية والنزعات الاقليمية مكانا عنده، مترفع عن صغائر الامور ، عفيف اللسان ، ليس متلهفا لحاجات الدنيا كثيرا ، قنوع ببساطة الحياة ، مطلبه فقط هو ان تتوفر له الحاجات اليومية البسيطة والتي تمكنه من اداء واجبه الوطني اليومي.
احب الخرطوم لكن الوطن كان ساكن فيه ويرحل به اينما اتجه . يموت كثير من المناضلين خارج الوطن ويحي فيه القتلة والمجرمون ، هذا من تصاريف الزمن ؟؟؟؟ رحم الله المناضل احمد سويرا بقدر ما اعطى لهذا الوطن “انا لله وانا اليه راجعون”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى