مقالات

كلمة ارتريا : المنظمات المدنية الإرترية وتحدى البقاء*

5-May-2008

المركز

أن يشارك حوالي (24) عضوامراقبا ممثلين لمنظمات مدنية ومراكز إعلامية وشخصيات وطنية في مؤتمر المعارضة المزمع عقده في الخامس من مايو أمر يعبر عن وعي سياسي متقدم من التنظيمات السياسية المكونة لتحالف المعارضة ، وبغض النظر عن ما شاب إختيار الممثلين من عدم وضوح في المعايير إلا أن ذلك لا يقدح بأى حال من الأحوال في أهمية التجربة وما سينبني عليها في المستقبل ،

وتعد هذه التجربة بمثابة إختبار لهذه المنظمات في تأكيد دورها أو تهميشه في المستقبل ، خاصة وأن الدراسات الحديثة أثبتت أن المنظمات المدنية الواعية هي صمام أمان المجتمعات من الإنزلاق نحو الهاوية وإنهيار الأوطان ، بل أكثر من ذلك أن الممارسة الديمقراطية والرقابة على مؤسساتها اصبحت مربوطة بمدى وعي منظمات المجتمع المدني ، ولم يقتصر الأمر على العمل السياسي وتشعباته بل أن التنمية المستدامة أصبحت تتناسب طرديا بعمل المنظمات المدنية ، فقد أثبتت العديد من الدراسات ، بما في ذلك كتابات روبرت بوتنام ،وفرانسيس فوكوياما ، التي أضافت أبعاداً جديدة لفهم عملية التنمية. وكان من أهم هذه الأبعاد دور وقيم وممارسات المجتمع المدني، فقد وجد الأستاذان الشهيران أنه مع وجود السياسات نفسها، إلا أن الفروق الحاسمة في معدلات التنمية من مجتمع إلي آخر (كما وجد فوكوياما)، أو من أقليم أو محافظة إلي أخري في البلد نفسه (كما وجد بوتنام بين شمال ايطاليا وجنوبها) تعود إلي وجود قيم وممارسات المجتمع المدني من عدمه. وأهم هذه القيم والممارسات علي الإطلاق هي الثقة المتبادلة ، التي تجعل كلفة التعامل منخفضة للغاية، الأمر الذي يسهل ويشجع التعاون والمبادرات الفردية والجماعية .لا يمكن بالتأكيد الحديث عن منظمات مجتمع مدني بالمعني الدقيق في حالتنا الإرترية ، لأن التسمية جاءت من مجتمعات المدن حيث تقوم العلاقات على المصالح والتبادل الوظيفي وهي علاقات تقوم على الإرادة الحرة ، عكس العلاقات في المجتمعات الريفية التي تقوم على اساس عصائبي لا مجال فيه للإختيار فالمرء لا يختار قبيلته مثلا ، ولا نستطيع أن نقول أن مجتمعنا تجاوز تلك المحطة حتى الآن .عموما هذا هو الدور الذي نطمح أن تلعبه منظمات المدنية في المستقبل وهذا الدور يبدأ بترتيب أوضاعها الداخلية ونظمها وهياكلها الإدارية ، ومن ثم مشاركاتها وإسهاماتها الوطنية وهذا المؤتمر يعتبر واحدة من المحطات التي ستشكل مستقبلها فهل تكون على قدر التحدي ؟* نشر في صفحة رسالة ارتريا في صحيفة الوطن السودانية -2 مايو2008م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى