مقالات

شركاء مع وقف التنفيذ؟(3-3) : عمر جابر عمر

15-Dec-2010

المركز

الحلقة الثالثة : الخلاص – كيف؟الخلاص فى الرصاص!؟ تلك عبارة تشير الى تفضيل خيار ( القوة) رددها أحد كتاب الأنترنت وهى تعكس أمنية دفينة واعجاب بالجرس الموسيقى للجملة أكثر مما تظهر استيعابا وتفهما لمتطلبات وشروط ذلك الشعار. اذا كان لا بد من سلوك ذلك الطريق يجب توفر الشروط التالية:

1-القوة العسكرية ( العتاد والرصاص)2-القوة البشرية التى تستخدم تلك القدرات.3-المال الذى يساعد على الحركة والتنفيذ.4-مراكز انطلاق وارتكاز فى داخل الوطن آخذين بعين الأعتبار الظروف المحيطة بالمعارضة الأرترية.5-الأرادة السياسية والدعم الجماهيرى لمثل ذلك التوجه.اذا كان هناك تنظيم من تنظيمات المعارضة تتوفر لديه تلك الشروط— لينطلق على بركة الله وسيجد الدعم والتأييد من الكثيرين— لكن الواقع يقول ان الأنتظار سيطول ويطول بالمقابل هناك دعاة السلام والوصول الى اتفاق مع النظام بالطرق السلمية ؟ المفارقة أن هؤلاء يقاطعون مؤتمرات الحوار ( وهذا فى جوهره اسلوب سلمى) ويقطعون الأتصال مع مكونات المعارضة – فكيف يكون اللقاء مع الحزب الحاكم؟ هل يعنى ذلك انتظار الفرج من أعلى بمبادرة من النظام؟ اذا كان الأمر كذلك فان الأنتظار سيطول ويطولما العمل؟؟ أننا يجب أن نعرف ونفهم العالم الذى نعيش فيه وأن نستوعب ما يدور حولنا. اننا فى عالم متغير ومتحرك – لا ثوابت لديه – يتحرك فى اتجاه تحدده مصالحه وتشكله وسائل اتصالاته وقدراته الأقتصادية واالعلمية (التكنولوجية). أين حلف صنعاء؟ وماذا يمنع لقاء أسمرا وأديس أببا؟ ماذا يمنع ظهور مفاجئات غير محسوبة من داخل النظام؟ كل ذلك يمكن أن يحدث ولكن الأهم هو استعداد المتلقى( المعارضة) والقدرة على القراءة الصحيحة للأحداث واستفادتها من الفرص المتاحة. من لا يتحرك ولا يتابع التغيير يصيبه التآكل الداخلى والتكلس. المشهد السياسى الأرترى اليوم يتميز بعدم الوضوح وصعوبة التكهن بما يمكن أن يحدث. أحد المتابعين لخص الوضع كما يلى:@ الحكومة الأرترية – تريد أن تعيش ولا تتعايش مع الآخرين— تتابع المتغيرات وكلما سمعت عن موقف جديد تبادر للأستفادة منه وتقول (نحن هنا)! مثل الذى يسمع عن ظهور وظيفة ما فيقدم طلبه ويشرح مؤهلاته— وكلما أقفل فى وجهه باب قرع بابا آخر دون كلل أو ملل.ليس لدى النظام ( رسالة) جاذبة لمكونات الشعب الأرترى وبالتالى فهو يقف على هامش التاريخ يتعامل بردود فعل . كذلك فهو لا يملك( بضاعة) حتى بسوقها فى المحيط — انه بملك ( خدمات) يعرضها على الجميع ولكن قبولها والأفتناع بها يتوقف على اقتناع القوى الأقليمية والدولية ومدى حاجتها لتلك الخدمات. أما المعارضة الأرترية فهى تعيش على برنامج العون الأجتماعى وبالتالى فهى تجد الوقت الكافى لتبادل الأتهامات والدخول فى معارك انصرافية.من أين نبدأ؟امتلاك الرؤية الشاملة تجاه المستقبل – شكلاومحتوى – والأتفاق على تعدد وتنوع آليات التغيير.هناك محاور ثلاث لحركة المعارضة الأرترية حنى تكون رقما فاعلا يصعب تجاهله:1-داخليا – ليكن المؤتمر الوطنى القادم اطارا لجمع أكبر عدد ممكن من تنظيمات المعارضة— ليكن التمثيل شفافا يعكس مشاركة صحية وصحيحة لقواعد المعارضة الأرترية. لتكن نتائج المؤتمر جاذبة لمن تخلف عن الحضور لسبب أو لآخر. لتكن العقول دائما مفتوحة وليكن الحوار وسيلتنا للتواصل والأتفاق.@ لا بد من تحديث الخطاب الوطنى فى مفرداته ومضامينه ولا بد من أن نتصالح مع التاريخ من خلال مراجعة المسيرة وممارسة النقد والنقد الذاتى.@ نحن نعيش اليوم تحت تأثير وتوجيه ثقافة ( المهزوم والمأزوم) – كان ذلك نتاجا لموروث الحقب الأستعمارية المتعاقبة والنظام الدكتاتورى الذى جعل قيم وفضائل المجتمع الأصيلة تتراجع وتتوارى وبدلا عنها يطفح على السطح كل ما هو رخيص وقبيح ومصطنع. هذه الصفات تتجسم لدى المسلمين أكثر من المسيحيين بسبب احساسهم بالظلم وقلة الحيلة لتغيير الواقع. بدلا عن صفات الثقة بالنفس والأعتزاز بالمبادىء والعزة تنتشر صفات التملق والتدليس والنفاق – بدلا من البحث عن كل جميل وأصيل فى مجتمعنا نتبارى فى ابراز السلبيات ومظاهر الضعف – نمارس هواية التلذذ بتعذيب الذات( ماسوشزم)نشق الجيوب ونلطم الخدود ونقيم سرادق العزاء – نندب حظنا العاثر ونلعن الزمن الغادر وبعد ذلك لا نلوم أنفسنا بل نعاتب الشريك الآخر! لا بد أن نهزم تلك الثقافة ونستحضر ثقافتنا الأصيلة وليس الدخيلة— النابعة من مكوناتنا الأجتماعية والدينية والثقافية والتى حققنا بها النصر على المحتلين.مرتكزات الثقافة البديلة هى: الأعتراف بالآخر والتحاور معه واحترام الرأى والرأى الآخر.@ تطهير وتطوير اعلام الجهالة والتجهيل الذى انتشر فى مجتمعنا خاصة فى معسكر المعارضة الأرترية.لا بد أن نمارس اليوم ما نريد تحقيقه غدا – والا فقدنا المصداقية والقدرة على حمل الرسالة النبيلة.@ لا بد من نشر المنتديات الثقافية فى كل مكان كاطار للحوار وتلاقح الأفكار ونشر وتعميق ثقافة الحوار فى المجتمع.@ الأهتمام بجموع المهاجرين والمغتربين من أبناء وبنات شعبنا فى مختلف أنحاء العالم – خاصة المرأة والشباب – واقناعهم لمتابعة حركة المعارضة والمشاركة فى أنشطتها المختلفة.2-اقليميا – اذا كانت اثيوبيا هى ما تبقى من حلف صنعاء بصورة علنية— فان ذلك لا يمنع التحرك باتجاه الآخرين وتنشيط العلاقات معهم والأحتفاظ بالحد الأدنى الذى يسمح بالمتابعة لأن تطورات الأحداث فى المنطقة تجعل تلك الدول لا تقطع علاقاتها مع المعارضةالأرترية— بل من مصلحتها الأبقاء على شعرة معاوية معها.3- دوليا— الدول الكبرى لا تتحرك بعفوية واندفاع غير محسوب فى تأييدها لحركة سياسية معارضة. أنها ترسل( اشارات) تشجيع وتفتح( نوافذ) تتلقى من خلالها ما تريد معرفته وترسل عبرها أيضا ما ترغب تبليغه لأطراف الصراع. اذا تطورت العلاقة وتغيرت موازين القوى تنقلب تلك النوافذ الى أبواب تفتح على مصراعيها —@ لقاء بروكسل – الأتحاد الأوربى – 2009 كان اشارة تشجيع للمعارضة.@ ندوة الأستماع فى جنيف حول حقوق الأنسان – كانت اشارة أخرى فى نفس الأتجاه.@ العقوبات الأقتصادية على الدولة الأرترية كانت اشارة الى الأتجاه المعاكس (النظام).هل قرأتم تسريبات( ويكيليكس) عن النظام وحالة الدكتاتور؟ انها اشارات تشجيع لمن يريد أن يتحركيقولون له: هيا آن الآوان.@ لقاء بروكسل 2010 اشارة أخرى الى المعارضة.المطلوب هو فهم واستيعاب كل تلك الأشارات والتحرك باتجاه استخدامها بصورة ايجابية.اذا خلصت النوايا وصدقت العزائم فان الله سينصر الحق على الباطل.كلمة أخيرة: عن مسلسل( ويكيليكس) الأرترى الجديد الذى يتناول جرائم الأغتيالات فى مرحلة الثورة.!هل قامت دولة المؤسسات والقانون والعدالة؟ أين القضاء وهيئات الأتهام والدفاع والأستئناف والدستور الذى يكفل الحقوق الأساسية للمواطن؟ من يريد محاكمة من؟ وأين وكيف؟ هل تعلمون كيف يحاكم النظام الدكتاتورى خصومه؟ يرسمون دائرة على الأرض( التراب) ويطلبون من المتهم الوقوف فى داخلها ثم ينطقون بالحكم – سنوات السجن! أما اذا كانت العقوبة هى الأعدام فان الدائرة تنقلب الى( حفرة) يرمى فيها المتهم دون نطق بالحكم ودون استئناف!! هل تريدون تقليد النظام؟ بدلا عن الدائرة يكون الوقوف على صفحة الأنترنت؟ وبدلا عن الحفرة يكون الشطب وأسقاط الأسم من سجلات المعارضة؟ اذا كان أصحاب الوثائق يخشون من ضياعها وربما يرحلون عن الدنيا قبل أن تأخذ العدالة مجراها – هناك وسيلة تحفظ تلك الوثائق وذلك من خلآل تمليكها أمانة لمؤسسات متخصصة مثل مركز سويرا لحقوق الأنسان وجمعية الحقوقيين الأرتريين فى أمريكا. بل أن المعارضة يمكن أن تقيم مركز توثيق أو ( خزينة أسرار) تحفظ فيها تلك الوثائق. هناك هيئات دولية واقليمية متخصصة تحفظ تلك الوثائق وتسلمها عند الضرورة لأصحابها أو لورثتهم. وعندما يأتى أوانها ومكانها تفتح لأن مثل تلك الجرائم لا تسقط بالتقادم— عندها اذا ثبتت التهمة على المتهم حتى وان كان قد رحل عن الدنيا فأن أسمه يشطب من سجل النضال الوطنى برمته وليس سجل المعارضة. هكذا يكتب التاريخ ويوثق فى مكانه وبأدواته وليس على صفحات الأنترنت. وحتى ذلك الحين نقول لقوم عيسى: من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر – ونقول لأمة محمد: ( يا أيها الذين آمنوا اذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين). صدق الله العظيماننى لا استثنى أحدا من المساءلة وكل تاريخنا خاضع للبحث والتنقيب والمراجعة وليس جبهة التحرير والجبهة الشعبية فقط!؟كان الله فى عون الشعب الأرترى.اللقاء القادم: الحركةالأسلامية الأرترية – بين خصوصية الواقع وشمولية الرسالة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى