مقالات

خاص لسيادة الرئيس أسياس،،، بقلم: الشيخ درويش

23-Apr-2007

المركز

صحيفة الوطن :23/4/2007م
مرحباً بك أخي الرئيس أسياس أفورقي في بلدك السودان .. وتحيتي لك لاتنطلق من موقف سياسي .. فأنا لا أمقت في الدنيا شيئاً كما أمقت التحزب سياسياً وإجتماعياً ورياضياً .. وإلا فقد الغيـت عقلي وسلمت أمري لغيري ..

أحييك أولاً كسوداني يهمه أمن الجوار ..وأحييك ثانياً وعاشراً لأنني كسلاوي منشأً .. عرفت الثورة الأرترية من أيام ممتاز وعواتيه .. وشارك مع زملائه في أول تظاهرة طلابية شهدتها كسلا في مطلع الستينيات ضد قنصلية الامبراطور الإستخباراتيه في كسلا ..وعرفت أهل أرتريا كما أعرف أهل كسلا ولا فخر .. وأتابع فضائياً وأتعرف على أخبارها وأهتز لأوتارها ..كما أتشوف لمستقبل السودان وأتعرف .. والكريم لا ينسي داراً بها قوابله ولا يجفو أرضاً بها قبائله .. ولا أساوي في القيام بالحقوق سواها وإكرام مثواها .ومنذ تلك الأيام جرت هموم بلادكم وحبها في دمي وهكذا كل من حولنا .. أهلنا وأحبابنا .. وجيراننا وأنسابنا .. وكلنا نعرفك شخصياً ونظرياً .. من أيام كسلا .. والقضارف .. ومن حكايات النضال اليومية في سوق كسلا ومنتدياتها . وكان محل شقيقي معاذ بابكر درويش عليه رحمة الله ( الترزي ) من أشهر الملتقيات لأبناء وأسر النضال .. فعن طريق صندوق بريده تأتي كل الرسائل .. لكل الفصائل .. ومصاريف العائلات والملابس والتحويلات .. وكان أبنه مأمون رغم صغر سنه هو السفير الحقيقي والوسيط لكل هذه الإجراءات المعقدة .. يتحرك كالنحلة لإيصال الأمانات إلى أهلها .. وكان ذلك طيلة السبعينيات .. ثم الثمانينيات حتي تعلم اللغة التقرنجية بأفضل ما ينطقها أهلها..وتعلم التصوير الفوتغرافي .. وكان الوحيد الذي قام بالمهمة وسط العائدين الأرتريين عن طريق الأمم المتحدة بعد الأستقلال في عام 1991م .. وإستحق البطاقة والجواز الأرتري .. وكان يلح علينا جميعاً أن ننتسب إليه .. فأصبح تاجراً بين البلدين الشقيقين يتحرك بلا راحة أو أستراحة .. يخدم الجميع وبلا مقابل .. حتي أستحق من حبوبته لقب ( تاجر أسمرا ..) .. وهو وسام إقتصادي في الزمان الماضي لو تعلمون عظيم ..وعندما ألقيت سيادتك أول خطاب لك بعد الإستقلال في أسمرا جاءني يحمل ورقة كتب عليها عدداً من الكلمات وهو يرددها معجباً : (( الرئيس أسياس أضاف إلي مخزوني كلمات وتعابير حديثة لم أكن أعرفها من قبل .. إنه رجل بليغ )) ..وظل هكذا يتحرك بين البلدين ليعيش أسرته بعد أن توفي والده .. فكثر عليه الحساد من العباد .. ورغم أنه كان لا يعرف شيئاً عن السياسة إلاَّ أن الكيد من بعضهم ربما الصقه بها وبغيرها .. ومنذ ست سنوات وقد قبض عليه عائداً عبر الحدود إلي كسلا ليقضي فترة العيد مع والدته .. ومن لحظتها لا أحد يعرف عنه شيئاً .. وكل الإشارات تقول أنه في إحدى السجون ..ولكن أين ولماذا وإلى متى .. فلا أحد يعرف ..ولم يترك أهله سبيلاً وإلاّ إتخذوه .. وتجدني اليوم وأنا عمه أطلب منك شخصياً أن تفك أسره.. وأن تقابله وتتحدث معه بأرفع وأفصح مكنونات التقرنجية.. وسوف تجده عارفاً وعالماً ورياضياً من الدرجة الأولى.. ولطيفاً ولا يستـــحق كل ذلك العقاب .. أو حتى بعضه ..فهلا فعلت ياسيادة الرئيس ..؟.. أن مأمون معاذ بابكر درويش وكل أهل كسلا وأرتريا وأمه المكلومه سوف يحفظون لك هذا الجميل . وأنا على يقين بأنك سوف تحقق لنا هذا الأمل .جوال 091234931

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى