تقارير

إثيوبيا وإريتريا … تقارب يعيد رسم المشهد في القرن الإفريقي! بقلم / محمد عبدالعزيز

21-Jul-2018

عدوليس ـ نقلا عن وكالة الأنباء الكويتية

طوت اثيوبيا واريتريا حقبة من العداء استمر لنحو عقدين من الزمان على خلفية نزاع حدودي اندلع في عام 1998 وقتل فيه عشرات الآلاف.وانهى الرئيس الإريتري أسياس أفورقي الاسبوع الماضي زيارة غير مسبوقة إلى إثيوبيا أعاد فيها فتح سفارة بلاده في أديس أبابا في ردا على زيارة مماثلة لرئيس الوزراء الاثيوبي ابي احمد

ودشن أفورقي برفقة مضيفه رئيس الحكومة الإثيوبية أبي أحمد، فتح السفارة الإريترية في إثيوبيا التي بقيت مقفلة طوال 20 عاما بعد قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين المتجاورين.المهتم بقضايا القرن الافريقي عبد المنعم ابو ادريس يرى في حديثه لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) أن محركات داخلية في البلدين تمثلت في وصول تيار تغيير واصلاح للسلطة في أديس أبابا بقيادة ابي احمد فضلا عن تضرر التقراي اقتصاديا وامنيا بسبب النزاع خلال العقدين الماضيين علاوة على حوجة اثيوبيا لميناء بسبب التكلفة السياسية والاقتصادية بالاعتماد على مؤاني في كينيا وجيوبتي والصومال والسودان.
ويشير ابوادريس الى أن ما حفزت اريتريا على المصالحة الأوضاع الاقتصادية عبر الاستفادة من رسوم تاجير المؤاني والعبور والخدمات فضلا على حصولها على كهرباء رخيصة من اثيوبيا لا سيما مع نقص إمدادات الطاقة الكهربائية طوال السنوات الأربع الأخيرة فضلا عن إغلاق الباب أمام المعارضة في البلدين.
المحلل السياسي الاثيوبي انور ابراهيم يقول في حديثه ل(كونا) إن البلدين أدركا أن الوضع الراهن – حالة الا حرب والا سلم – لا يمكن أن تستمر.
ويلفت ابراهيم إلى أن المصالحة التاريخية أتت بعد العديد من المحاولات الفاشلة الا ان التغيرات التي حدثت في المنطقة والحراك السياسي في البلدين وتقاطعات مصالح دولية وإقليمية حققت هذه الخطوة التاريخية.
في ذات الوقت يقول الصحفي والمحلل السياسي الاريتري جمال همد ل(كونا) أن اثيوبيا تشهد تغييرات كبيرة توجت بوصول ابي احمد للسلطة الذي سعى لإجراء مصالحات داخلية وخارجية واقتصادية فيما كانت ارتريا في حاجة للخروج من العزلة الدولية والسابقة الاقتصادية فاتت الاستجابة من الطرفين.
ويرى همد أن السلام يحتاج لاصلاحات داخلية خاصة في اريتريا على المستوى السياسي والمؤسسي مضيفا أن الأوضاع في اثيوبيا ليست مثالية خاصة فيما يلي تحفظات وسخط قادة التقراي ويزيد:”إقليم تقراي هو بوابة الحرب والسلام حسب الموقع الجغرافي”.
المحلل السياسي الاثيوبي انور ابراهيم يرى أن المصالحة الإثيوبية الاريترية ستعيد رسم منطقة القرن الأفريقي بشكل جذري باعتبار أن التنافس بين البلدين انعكس على الأوضاع في المنطقة الأمر الذي سيخلق حالة من الاستقرار ويحد من الهجرة غير الشرعية التي تنطلق من هذا الإقليم.وليس بعيدا عما سبق يقول المهتم بالقرن الافريقي ابوادريس أن مجمل التطورات الاخيرة ستنعكس على الوضع في الإقليم مضيفا:”نجاح التطبيع بين إرتريا وإثيوبيا سيقود بالضرورة إلى تحسين الوضع في الصومال مع توقف الحرب عن بعد التي كان يديرها الطرفان على أرضها كما سيقود إلى تقليل حدة الاستقطاب بين دول المنطقة لا سيما في ظل الصراع على سد النهضة كما أن دينمكيات الصراع في منطقة الخليج العربي ستتأثر حتماً بهذه التطورات في ظل السباق الذي كان دائراً لكسب موطئ قدم في منطقة القرن الإفريقي ذات الاهمية الاسترتيجية لممر البحر الأحمر المائي”.
www.kuna.net.kw/ArticleDetails.aspx?id=2737800&language=ar
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تم النشر في 19 يويليو
2018

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى