مقالات

وداعاً المناضل البطل زرؤ بيدو درير أمير بقلم / محمد علي صالح

2-Sep-2014

عدوليس

في يوم ٣٠ من أغسطس الماضي فقدنا مناضلاً جسوراً من أبرز كوادر جبهة التحرير الإرترية وهو الشهيد/ زرؤ بيدو درير أمير، الذي التحق بالجبهة منذ نعومة اظافره و قاتل في جيش التحرير الإرتري في مواقع عسكرية مختلفة أبلى فيها بلاءً حسناً.أصيب أصابات متفاوتة إثر حادث انفجارتفجير أرضي أستهدف السيارة التي كانت تقله ورفاقه ،وكُتب له عمراً جديداً. كان طيب المعشر يحظى باحترام رفاقه، وكان يتمتع بثقافة عالية ويتحدث بطلاقة العربية والإنجليزية والأمهرية إلى جانب لغتي التيغرينية والتيغراييت ولغة الأم البلين. عمل ممثلاً لجبهة التحرير الإرترية في الجمهورية العربية السورية لفترة من الزمن. وبعد تحرير ارتريا من براثن الاحتلال الإثيوبي عاد الى ارض الوطن مع رفاقه في التنظيم الموحد إيماناً منه بأن الهدف قد تحقق بغض النظر عن الخلافات التنظيمية . وكان يرى ضرورة ان يساهم الجميع في عملية اعادة البناء

. تم إلحاقه بجهاز الأمن في اقليم عنسبا ، خلال فترة عمله ارسى مفهوم العمل المؤسسي باعتبار الجهاز حساس، وكان حريصاً في التعامل مع المعلومة. في فترة ترأسه للجهاز بالإقليم شهدت مدينة كرن نوع من الاستقرار والطمأنينة، إلا أن بعض المسؤلين لم يرتاحوا من اسلوبه باعتباره من ابناء الإقليم حيث تآمروا عليه وتم نقله الى موقع آخر وعاثوا بعده في الاقليم فساداً. بعد ذلك تم تعيينه للعمل في جهاز الأمن الخارجي وكان يكلف بمهمات جد دقيقة وخطيرة. وقد اكتشف اثناء عمله تلاعباً من بعض المسؤولين في قمة الجهاز حيث تسجل آلاف الدولارات في بنود وهمية لتدخل في جيوبهم. أمام هذه التصرفات غير الأمينة فضل الشهيد الاستقالة بدلا عن الاستمرار مع هذه المجموعة المشبوهة، فعين في ادارة الجوازات قسم الاجانب، وفي الأثناء تم خطفه من الشارع من قبل جهة مجهولة وبعد فترة طويلة من الاختفاء اتضح أن أبا أمير في السجن الكبير لمدينة كرن وفي وضع صحي خطير من جراء التعذيب بأساليب همجية ،وتم نقله الى السجن وهو في حالة غيبوبة تامة فقام السجناء برعايته وعلاجه حتى أفاق ،ولكنه فقد ذاكرته. تم تحويل زرؤ الى سجن سمبل بالعاصة اسمرا، ورغم استمرار حالته الصحية في التدهور مع انعدام الرعاية الصحية اللازمة ، قضى 7 أعوام داخل سجون النظام ثم اطلق سراحه ضمن المجموعات التي أفرج عنها مؤخراً. لم يطرأ على حالته الصحية اي تحسن بعد الافراج عنه فأدخل الى مستشفى اروتا لتلقي العلاج و غادر المستشفى ليفارق الحياة في منزله.
الشهيد زرؤ أب لستة بنات وابن واحد. بموته تفقد ارتريا احد مناضليها الشجعان. تعرض زرؤ الى علمية انتقام من اعداء الشعب الارتري القتلة الذين يقتلون المرء ويمشون في موكب جنازته. هذه العصابة الحاكمة برآسة المعتوه اسياس افورقي وعضوية ابرها كاسا وسمئون قبردنقل وولدإزقي ومقلي وإدريس منجوس سيأتي يوما يقتص منهم الشعب الإرتري الذي افقدوه خيرة ابنائه من المناضلين والمواطنين. فوداعاً يا أبا أمير .. دمك لن يذهب هدراً . فقط هي مسألة وقت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى