إبراهيم قبيل : على قوى المعارضة ان تعمل لإنقاذ الوطن من هذا النظام وتدرك ان البلاد على مفترق طرق !
24-May-2018
عدوليس ـ ملبورن
المناضل الأستاذ إبراهيم قبيل رئيس جبهة الثوابت الوطنية ، مناضل قدير إرتبط أسمه بالعمل الخارجي إبان فترة الكفاح المسلح، ساهم كغيره من أبناء جيلة في تحرير بلاده وعاش بعيدا عنها يرنو إليها ليس بحسرة ولكن بأمل ان يكون فيها حكما راشد وجريات عامة وإستقرار وسلام, ومن أجل ذلك فإنه يناضل من أجل تحقيق ذلك ضمن تنظيمة السياسي وكذلك المتحالف مع التنظيمات والحركات السياسية المكونة للمجلس الوطني للتغيير الديمقراطي .أستهل الإجابة على أسئلة الإستطلاع بـالقول :في البداية نشكر الاستاذ جمال همد محرر موقع عدوليس الغراء على إتاحة الفرصة لنا للرد على أسئلة مهمة يشكل الرد عليها نوع من خارطة طريق او وضوح رؤيا حول مجريات الاحداث في بلادنا وما هو متوقع .
أما الاجابة على السؤال الاول : / هل يتحسب تنظيمكم لاختفاء مباغتة سواء بالموت أو الاغتيال مثلا للرئيس أسياس افورقي ؟ ماهي هذه الخطط والتدابير التي يمكن اتخاذها على وجه العموم ؟
نحن في جبهة الثوابت الوطنية الارترية لدينا رؤية واضحة حول طبيعة الانظمة الدكتاتورية عموما والتي تتمحور حول كون هذه الانظمة قابلة للسقوط في أي وقت سواء كان بفعل ثورة شعبية أو صراع داخلي أو نتاج حسابات دولية للقوى دولية فاعلة تتقاطع مصلحتها مع مطالب الشعب في اسقاطه وبالتالي الامر لا يفاجئنا اصلا فهذه نتيجة حتمية لا بد ان تكون خاتمة لكل نظام دكتاتوري ناهيك عن نظام دكتاتوري قائم على حكم فرد كما هو الحال في بلادنا وبالتالي ان اختفائة بفعل فاعل أي التصفية من خصومة أو افراد أو بفعل ضغط من اعوانه من مراكز القوى يرون من مصلحتهم ابعادة أو بضغط خارجي أو بفعل مرض و بالطبع كله وارد وهو نفسه يتحسب له في كل تحركاته نظرا لكثرة اعداءه داخل نظامه نفسه من المتربصين به لأسباب متعددة ناهيك الاخرين وهذه المخاوف هي السبب الرئيس في تشديد قبضته الامنية في البلاد ونشر حالة من الغموض حول تحركاته وخططه وبرامجه وما ينوي فعله في المستقبل ليس على الشعب والعالم الخارجي فحسب بل حتى على اعوانه رغم ان وظيفته هي رئيس لدولة مستقلة المفترض ان تكون برامجه وخططه وتحركاته معلنة مسبقا للجمهور كما هو مفترض بالنسبة لرؤساء الدول حتى تلك التي تحكمها انظمة الشمولية دكتاتورية وبالتالي انه (رئيس ) مسكون (بالخوف المرضي ) والذي هو بتقديرنا سيكون أحد اسباب اختفائه عاجلا أم اجلا.
أما السؤال الثاني الذي يقول : ما هي هذه الخطط والتدابير التي يمكن اتخاذها على وجه العموم ؟
بطبيعة الحال غياب دكتاتور سيطر على المشهد السياسي في البلاد بشكل مطلق لأكثر من ربع قرن فجأة قد يربك ليس فقط قوى المعارضة والعالم الخارجي بل حتى اقرب معاونيه بحكم ان اسلوبه في ادارة دفة الحكم لا تسمح بوجود تدابير بديلة معدة مسبقا دستوريا لاحتمالات اختفائه القسري أو المفاجئي نظرا لعدم وجود دستور معترف به يمكن ان يستند عليه في حالة غيابه حيث لا توجد وظيفة (نائب للرئيس) رسمية معترف بها يجعل انتقال الحكم في حالة غيابه أمر متوقع ومعروف سلفا حيث لا يستطيع أحد من اعوانه المطالبة بتسمية نائب للرئيس لمعرفتهم ما ستكون العواقب لمثل هذا الطلب وبالتالي غيابه بشكل قسري أو مفاجئ سوف يشكل اولا صدمه كبيرة لأعوانه وإتباعه ويربك المشهد السياسي في البلاد الا انه ايضا قد يمثل ايضا بارقة أمل في ان يحدث تغيرا ما يشكل انفراج نوعا ما ولكن بالطبع لا يمكن الركون لمثل هذا الاحساس الغامض بل يحب ان نعمل على الانتقال الى الداخل بكلياتنا لننقل ثقل حركتنا من الخارج الى الداخل حيث امكانية احداث التغيير لا تكتمل الا بالانتقال الى الداخل ونحن في جبهة الثوابت لدينا خطة عمل تم اعدادها تحت عنوان }بناء التنظيم الطليعي وتأسيس طلائع الثورة الديمقراطية{ في الداخل وذلك في حالة التأكد من فشل صيغة العمل الجماعي مع القوى السياسية الاخرى لا سيما المجلس الوطني للتغيير الديمقراطي اذ وجب علينا ان نتحمل مسئولية التغيير الديمقراطي على كاهلنا والأمر ليس بمستحيل فقط يحتاج الى ارادة قوية وعزيمة واصرار واخلاص لتحقيق الهدف في الدرجة الاولى وكما يقولون ان مشوار الالاف ميل يبدأ بخطوة واحدة حيث لا يمكننا ان نتصور ان النظام القائم بكل عناصره يمكن ان يغير من طبيعته الدكتاتورية دون وجود ضغط قوى من الداخل يقنعه بذلك ولأننا لا يمكننا بحال من الاحوال ان نراهن على حسن نوايا العسكر أو قيادة الحزب الحاكم.
أما السؤال الثاني الذي يقول:
/ ما هي السيناريوهات المحتملة للحالة الإريترية الراهنة والتي توصف بغير الطبيعية ..أو مستقبل أوضاع إريتريا برأيكم ؟
ان استمرار الوضع الاريتري الحالي في ظل سياسات النظام الحالية بالتأكيد ستؤدي الى انهيار داخلي في النهاية ولن تنفعه كل محاولات تشديد القبضة الامنية فالمتغيرات حول المحيط الارتري باتت تشكل عامل خارجي ضاغط قوي على النظام الدكتاتوري اكثر من السابق في كل الاصعدة سياسيا واقتصاديا في البلاد بالإضافة طبعا الى الضغوط الدولية المستمرة ولكن أهم عنصر مؤثر هو ارتفاع درجة السخط الشعبي التي بدأت تأخذ خط تصاعدي ولعل مظاهرة مدرسة الضياء في اسمرا أحد مظاهرها المتجلية التي اكدت حقيقة لا تقبل البس وهي ان امكانية قيام ثورة للجماهير في الداخل ضد النظام الدكتاتوري ممكنة ومتوقعة بالإضافة الى الحوادث التي تقع داخل النظام الدكتاتوري من محاولات التمرد في المؤسسة العسكرية والامنية ولعل الاعتقالات الكثيرة لضباط بمختلف الرتب تؤكد على ذلك بالإضافة الى حالات الهروب المستمرة لمسئولين وضباط وجنود حتى وصل الامر الى هروب جماعي لوحدات عسكرية كبيرة الى دول الجوار وهي حقيقة اثبتت للعالم ان سياسة القبضة الامنية للنظام الدكتاتوري فشلت وان عوامل الانهيار الداخلي باتت واضحة للعيان لا تحتاج الى ادلة وعليه يجب على قوى المعارضة ان تدرك هذه الحقائق وتعمل على انقاذ الوطن من هذا النظام المهترئ الذي اذا لم يتم التصدي له قد يؤدي انهياره الداخلي الحتمي على وضع البلاد على مفترق طرق ومصير لا يحمد عقباه.
أما الاجابة على السؤال الثالث الذي يقول : /برأيكم هل المعارضة الإريترية في وضع ذاتي وموضوعي يمكنها من إجراء التغيير المنشود ؟
أ/ منفردة ؟
ب / بالمشاركة مع قوى الداخل ؟
د/ أم هي خارج ذلك ؟
كما ذكرت لك لا يمكن ان يتحقق هدف التغيير الديمقراطي المنشود الا من الداخل بالضرورة وبالتالي الاجابة نعم بالمشاركة مع قوى الداخل وهي جماهير الشعب الارتري في الدرجة الاولى ثم القوى الوطنية داخل النظام نفسه التي ترى ان لها مصلحة في التغيير ومتضررة من سياسيات النظام الدكتاتوري ولديها رغبة صادقة ومخلصة للعمل ضده وبالطبع السائد لدى الناس لنمط التغيير من الداخل يكون عبر انقلاب عسكري على راس النظام وقد يكون ذلك ممكننا ولكن كما ذكرنا في السؤال الثاني يجب عدم المراهنة على العسكر حتى لا نستبدل ديكتاتور بدكتاتور أخر في النهاية وحتى ان جاء تحت شعارات براقة ويجب ان يكون مطلبنا هو اعادة تسليم السلطة للشعب اولا واستعادة الديمقراطية وعودة الجيش الى ثكناته وضمان عدم تدخله في العملية السياسية .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إنتظرونا في الحلقات القادمة من الإستطلاع ..زين العابدين شوكاي .. صلاح الزين .. سليمان صديق .. صالح سعد.