مقالات

مفاتيح : تحية للشعب الإريتري :جمال همد*

23-May-2010

المركز

ساعات قليلة وتحل الذكرى الـ 19 للاستقلال ، تأتي الذكرى المجيدة ، في وقت يمر به الوطن الصغير بأزمة تطال كل مفاصله وتهدد استمراره ككيان سياسي لم يتجاوز عمره العقدين .، نضالات شعب طوال ثلاثة عقود من أجل نيل حقوقه وخلق بلد يستريح فيه وينعم فيه بالديمقراطية ، تندفع باتجاه المجهول.

اريتريا الرسمية أُعلن منذ سنوات عدة كدولة فاشلة على جميع المستويات من قبل منظمات ومراكز بحثية عالمية ، فمن الانهيار الإقتصادي الى الإجتماعي إلى السياسي .. الى ان تكون الدولة مرشحة الآن للتفكك ، فهي الدولة الوحيدة في المنطقة التي توزع المواد التموينية بالبطاقات ومواطنها الأقل دخلا في عموم المنطقة إذا استثنينا الصومال . وتستأثر شركات الحزب الحاكم بكل التعاملات الاقتصادية ، ودخل الفرد يقل عن 700دولار سنويا لتحتل المرتبة 229 عالميا . كما وتتربع في المرتبة 164 وفق مؤشرات الدول الأكثر فقرا في العالم . كما وان معدلات اللجوء وخاصة في أواسط القوى المنتجة عبر حدود الدول المجاورة تتجاوز 3000 شخصا شهريا ، لتصنف ملفات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين اللجوء الاريتري كأعلى معدل في المنطقة . سياسيا في الوقت الذي تتحرك فيه رياح التغيير كل المنطقة نحو التحول الديمقراطي وإشاعة الحريات العامة ترفض أسمرا كل ذلك ، ولتصف منظمة مراسلون بلاحدود اريتريا بسجن في كبير . اريتريا دولة دون دستور حتى وإن كان مقيدا للحريات وبالتالي هي بلا قوانين وبلا مؤسسات الدولة المتعارف عليها عالميا حتى ولو شكلية .اما القوى المعارضة فحالها لايسر صديق .. فهي في أزمة مزمنة منذ السنوات الأولى لإئتلافها وآخر نسخه( التحالف الديمقراطي الاريتري) ، وكل المحاولات التي بذلت لم تنجح حتى الآن . وبدلا من معالجات أزمتها والخروج بالشعب الاريتري الذي نفد صبره تجاهها واصبح يتخذ خيارات أخرى وأشكال أخرى لاتتناغم ونضالاته السابقة ، أصابها النكوص وأعادت للأذهان صراعات الثمانينات بين فصائل الثورة الاريترية في السودان والشرق الأوسط ، يومها كانت اريتريا في الداخل تشهد تحولا أفضى للإستقلال . ومما يعجب له والحالة هكذا ان المعارضة تضيق بكل رأي يشير الى ذلك وتندفع لمواجهته واغتياله سياسيا مما يطرح السؤال حول موقفها من الحريات وخاصة حرية الرأي .. وهذا الحديث قطعا ليس على إطلاقه وقد تحدثنا عن ذلك كثيرا ، وارجو ان لا تنطبق عليها مقولة الفيلسوف الإيطالي غرامشي ( القديم قد تخثر والجديد لم يولد بعد ) .ومع ذلك فلا قنوط ولا يأس لأن في تلك الأرض ما يستحق الحياة ، وما يجب ان يضحى من أجل فمن بين الركام تولد الحياة . ظهور منظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام المستقل .. والمراكز المتخصصة والاطارات الأكاديمية والفكرية الخ بجانب المناضلين الحقيقيين في كل الفصائل والتنظيمات والأحزاب المناضلة .. الخ .. هذا فضلاً على أملنا الكبير في تصحيح المعارضة لأخطائها وإصلاحها لأحوالها الراهنة بما سيدفع قطعا بمسيرة الشعب الاريتري نحو أفق افضل مما هو عليه الآن .وكل عام والشعب الاريتري وجيرانه بألف خير .* نشر في صفحة نافذة على القرن الإفريقي- صحيفة الوطن السودانية -21مايو2010م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى