الاتحاد الأوروبي يتخلى عن إنقاذ المهاجرين في عرض البحر ويتبنى برنامجاً أمنياً ضد الهجرة
10-Nov-2014
عدوليس ـ ملبورن ـ القدس العربي
مدريد – القدس العربي من حسين مجدوبي: تخلى الاتحاد الأوروبي عن عمليات انقاذ المهاجرين في عرض البحر رغم ارتفاع نسبة اللاجئين والفارين من النزاعات لتعويض ذلك بمخططات أمنية لمحاربة الهجرة. وسيترتب على هذا مزيد من المآسي في وقت ترتفع فيه أعداد اللاجئين
الفارين نحو أوروبا. وأعلنت إيطاليا وضع حد لبرنامج «مار نوستروم» الذي بدأته خلال تشرين الاول/ أكتوبر من السنة الماضية لانقاذ المهاجرين السريين في عرض البحر. وتبنت البرنامج في أعقاب مأساة لامبوديسا التي خلفت غرق أكثر من 300 شخص دفعة واحدة من ضمنهم أطفال ونساء هربوا من الفوضى في ليبيا. وتؤكد حكومة روما صعوبة الاستمرار في مخطط «مار نوستروم» بسبب عدم رغبة باقي الدول الأوروبية بتحمل المصاريف معها وكذلك استقبال المهاجرين.وعلى مدى سنة كاملة، انقذت البحرية الإيطالية قرابة 150 ألف شخص وكلف هذا 114 مليون يورو علاوة على ميزانية أخرى لإسكان المهاجرين خلال الشهور الأولى. وعمليا، لم تقدم أي دولة من دول الاتحاد الأوروبي على ما قامت به إيطاليا من أعمال بشان انقاذ المهاجرين من الغرق.وأمام تجميد إيطاليا مخطط «مار نوستروم»، أعلن الاتحاد الأوروبي مخطط «تريتون» وهو أمني محض وسيركز على مراقبة شواطئ ليبيا ومصر لمواجهة الهجرة السرية أمنيا. ولم تعلن وكالة الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي «فرونتكس» عن مخطط لانقاذ المهاجرين بل فقط لمحاربة الهجرة السرية.ويتضمن البرنامج الأوروبي تخصيص سبع سفن وأربع طائرات للرصد وطائرة مروحية و65 ضابطا من البحرية ينتمون الى دول مختلفة، ولا تتعدى ميزانية وكالة الحدود الخارجية الأوروبية فرونتكس 90 مليون يورو سنويا. ومخطط تريتون هو مخطط أمني لحراسة البحر وليس لعمليات الانقاذ، وسيترتب على وقف برنامج مار نوستروم غرقى وضحايا جدد خاصة في وقت ارتفعت فيه الهجرة السرية بسبب النزاعات التي تزداد في النصف الأعلى من القارة الافريقية وشرقها كذلك من اضطرابات في ليبيا ومصر وجمهورية أفريقيا الوسطى ومالي علاوة على مآسي الشرق الأوسط مما يجري في سوريا والعراق وارتفاع اللاجئين بمئات الآلاف.وكانت قوارب المهاجرين تنطلق من ليبيا ويدرك المهاجرون ان البحرية الإيطالية ستنقذه في عرض البحر أما الان فيتعلق الأمر بمغامرات بين الحياة واليوم في المتوسط.ولا تتردد الجمعيات الحقوقية ومنها منطمة العفو الدولية في توجيه الاتهام الى المفوضية الأوروبية بالتسبب في مآسي في عرض البحر بسياستها هذه. وبدورها تنتقد الصحافة القرار، وكتبت جريدة لوموند أمس مقالا تعتبر إهمال الاتحاد الأوروبي لانقاذ المهاجرين ليس بالعمل الانساني.وسيركز برنامح ومخطط تريتون أساسا على وسط وشرق البحر الأبيض المتوسط، بينما لن يمتد بشكل فعال الى مياه مضيق جبل طارق بسبب تراجع الهجرة السرية من المغرب نحو اسبانيا باستثناء ما يجري من محاولات التسلل المستمرة نحو مليلية.