السودان بين إريتريا وليبيا.. ! بقلم/ النور احمد
9-Apr-2019
عدوليس ـ نقلا عن شبكة سبق الإخبارية
> قالت وزارة الخارجية الإثيوبية أمس الأول (الجمعة) إنها تتابع عن كثب تقرير الحكومة الإريترية التي اتهمت تركيا وقطر والسودان، بالقيام بأعمال تخريبية هدفها عرقلة التطورات الإيجابية التي شهدها القرن الأفريقي، وعملية السلام بين إثيوبيا وإريتريا خلال العام الماضي، ودعت في بيان نشرته وكالة الأنباء الإثيوبية جميع الأطراف إلى التفاهم ولغة الحوار.> الخرطوم كانت قد نفت في شدة الخميس الماضي، قيامها بأية مؤامرة ضد الجارة الشرقية إريتريا، لتعكير أجواء مصالحتها مع إثيوبيا معربة عن دهشتها واستغرابها لتصريحات وزارة الإعلام الإريترية، عن مؤامرات تحاك ضد إريتريا من الأراضى السودانية.
> لا يمكن قراءة الموقف الإريتري الذي يأتي كأنه بأثر رجعي، بعيداً عما جرى من تطورات متسارعة في دول القرن الأفريقي خلال الشهور الماضية، التي انطلقت باتفاق مصالحة تاريخي بين الخصمين اللدودين، إثيوبيا وإريتريا، في يوليو الماضي، تلته المصالحة بين أسمرا والصومال، بعد اتهامات لأسمرا بدعم حركة شباب المجاهدين الصومالية، وما ترتب على ذلك من توقيع عقوبات دولية عليها منذ عام 2009.
> ثم كانت المحطة الثالثة في هذه المصالحات ما عرف باتفاق أسمرا بين إثيوبيا وإريتريا والصومال، لتعزيز التعاون المشترك، واحترام سيادة كل دولة، وعدم دعم المعارضة في أي منها، وأخيراً التطبيع بين أسمرا وجيبوتي بوساطة إثيوبيا تحديداً، بعد خلاف حدودي دام أكثر من عقد.> تحتاج كل هذه التطورات المتسارعة إلى مزيد من التحليل والتفسير بشأن الدوافع والأهداف.. هل هي فعلاً تسويات حقيقية نابعة من رغبات صادقة لدى قادة دول ورّطت شعوبها في توتراتٍ مع دول الجوار، أم هي نتيجة ضغوط خارجية لن تسفر عن واقع ملموس سوى مداد الحبر الذي كتبت به هذه الاتفاقيات؟
> النقطة الجديرة بالملاحظة أن هذه التطورات ارتبطت بوصول أبي أحمد إلى الحكم في إثيوبيا، وسعيه إلى تصفير المشكلات الخارجية، للتفرغ للمشكلات الداخلية التي يعطيها الأولوية، لاسيما في ظل قصر فترة بقائه في الحكم قبيل الانتخابات المقبلة في 2020.
> واشنطون هي العامل المشترك في هذه المتغيرات، فهي تُدرك المخاطر التي تترتب على استمرار حالة العداء بين هذه الدول، والتي ربما تؤدي إلى دخول أطراف أخرى لها مصالح قد لا تتطابق مع المصالح الأميركية، وأبرزها الصين التي باتت تشكل تهديداً لاميركا، وتصوغ وزارة الدفاع الأميركية، استراتيجية جديدة تقوم على عدة اعتبارات، أهمها تهدئة الأوضاع في القرن الأفريقي، تخفيضاً للنفقات العسكرية التي تتبناها إدارة ترمب، واعتبار الصين وروسيا بمثابة أبرز الدول التي تشكّل خطراً على واشنطن، وليس فقط خطر الإرهاب في المنطقة.
> وربما توافقت المصالح الإثيوبية والأميركية وبعض دول المنطقة العربية على ضرورة تحقيق المصالحة في القرن الأفريقي، لكنها تختلف في نطاقها وشمولها.
> إصرار أبي أحمد على ضرورة دمج جيبوتي يكشف عن بعد نظره الذي طال السودان أيضاً، عبر توطيد العلاقات معها في شتى المجالات، خصوصا الأمنية والاقتصادية، حتى لا يفهم السودان أن تقارب الغريميْن، أسمرا وأديس أبابا، سيكون على حسابه.
> وبالطبع لا يمكن أن يكون الموقف الإريتري تجاه السودان وتركيا وقطر بمعزل عما تشهده ليبيا بعدما أطلق الجنرال خليفة حفتر حملة عسكرية لاجتياح العاصمة الليبية طرابلس بدعم من قوى إقليمية، تريد إعادة ترتيب المنطقة بما يتواءم مع مخططاتها، ولذا تحتاج الخرطوم إلى قراءة ما يجري حولها حتى لا تتفاجأ بأشجار تسير نحوها.
هذا المقال “السودان بين إريتريا وليبيا.. بقلم النور احمد” مقتبس من موقع (السودان اليوم) ,ولا يعبر عن سياسة الموقع أو وجهة نظرة بأي شكل ,وأنما تقع المسئولية الخبر أو صحتة على مصدر الخبر الأصلى وهو السودان اليوم.
https://sabq-sa.com/More/post-3522039