الصراع في القرن الأفريقى وأثره على الاستقرار في السودان ..رصد: حسام الدين ميرغني
22-Sep-2005
smc
منطقة القرن الافريقى تحديدا يقصد بها السودان، ارتريا، اثيوبيا، الصومال، جيبوتي وفي تعريف موجز تضاف له يوغندا ، كينيا، (منظومة ايقاد). هذا هو التعريف الذي ابتدأ به السفير عثمان السيد خبير شؤون القرن الافريقى حديثه في الندوة التي اقامها منتدى الإستكتاب الوطني بـ ( smc) يوم الاربعاء 14/9
وكان مدار الحديث عنها عدة صراعات القرن الافريقى واثرها على امن واستقرار السودان، ضبط محاور الندوة د. عبدالعظيم نورالدين، وسط حضور اعلامي مقدر لاهمية الندوة وتأثير الصراعات على السودان بحسبانه ضمن المنظومة الجغرافية والتاريخية والسياسية التي ترتبط بالمنطقة.واوضح عثمان السيد ان المنطقة مضطربة وملتهبة الصراعات الداخلية او بين الدول وبعضها البعض، الصراع في السودان بين الشمال والجنوب انتهى باتفاقية 9 يناير وهو صراع موروث منذ العام 1955. اما ارتريا وصراعاتها موجودة وقائمة، المعارضة الاريترية، الجبهة الشعبية لتحريرارتيريا، قوات التحرير الشعبيه، التحالف المعارض، واثيوبيا ايضا اكبر دول المنطقة (70 مليون مواطن) فيها صراعات اثنيه وعرقية مابين التقراى من قوميات اخري (الامهرا)، والصومال يشهد صراعات بين كافة القبائل المختلفة يمثل حالة فريدة في الصراع لتوحد اللغة والاصل والدين والتراث فقط الاختلاف التاريخي حول صومال انجليزي وصومال فرنسى ايطالي حسب الاستعمار. اما جيبوتى فصراع القوي ان الصراع ذو طابع ديني اسلامي/ مسيحي بين قوميتي ا لعيسي والعفر وهي قبائل ممتدة بين جيبوتي واثيوبيا.ومعظم الصراعات في المنطقة وجدت طريقا للحل حيث هناك حكومة موحدة في اثيوبيا تبسط سيطرتها على الاوضاع، وعلي النقيض هنالك حكومة صومالية تكونت في نيروبى تجد صعوبة في الوصول لمقديشو لممارسة الحكم. اما الحرب بين الدول وبعضها البعض نجد ان صراع اثيوبيا واريتريا انتصرت في محصلته النهائية اثيوبيا، وهنالك منطقة عازله بين البلدين.وبشأن الصراع الجيبوتى الاثيوبي لا مكان لهما من بعضهم البعض رغم الاحتكاكات جيبوتي (كميناء).السودان: يأتي اهتمامه بالمنطقة عموما لمسائل تاريخية ومؤثرات خارجية ربطت بينه وبين دول القرن الافريقي .. تاريخيا مملكة اكسوم في اثيوبيا عاصرت مملكة مروي، وكانت هنالك تداخلات ونزاع عبرالحقب التاريخية وعندما غزا محمد علي باشا السودان كان هدفه شيئين الرجال والذهب في (بني شنقول) في الكرمك بالنيل الازرق، هذا تداخل، ارتيريا ايضا بطبيعة الحال كان السودان ممتدا الي عصب ومصوع والصومال تاريخيا مرتبط بالسودان وعودة الى وضع اثيوبيا والسودان نلاحظ الحدود المشتركة من ولاية كسلا، القضارف، سنار، النيل الازرق، جونقلي، شرق الاستوائية اكثر من 60% من حدود السودان مع دول القرن الافريقي.وهنالك حقائق ثقافية موجودة في الغناء السودانى مرتبط بالمنطقة، كما ان هنالك قبائل مشتركة بين السودان واثيوبيا (نوير) قامبيلا مكونه من نوير وانواك بني عامر بين اريتريا والسودان ومن هنا يأتي الحديث عن السودان والقرن الافريقى ليس اعتباطا ولكن حقيقة ماثله، وانطلاقا من هذا يتأثر السودان بما حوله من المحيط الافريقي.مثلا كسلا نسبة الاريتريين المقيمين فيها اكثر من السودانيين اقتصاديا تم الاتفاق لتنفيذ خط بري يربط بين اثيوبيا والسودان (القضارف – القلابات) وهنالك اتفاقية استخدام ميناء بورتسودان (المنطقة الحرة لدول القرن الافريقى) واتفاق على انشاء خط سكة حديد وهناك اتفاقات دفاعية اقتصادية كاملة مع اثيوبيا.اما عن اريتريا فالمعارضة السودانية تدير امورها من اسمرا (مؤتمر البجا، الاسود الحرة، التحالف، العدل والمساواة لهم مكاتب في اسمرا) كما ان هنالك تدخلات اريترية مع شأن السودان ومعاكسة الدبلوماسية وعمليات التهريب والتخريب التي ترعاها حكومة افورقي وما يقال عن ارتيريا يقال عن يوغندا وفي هذاالسياق يمكن قراءة تداعيات مقتل النائب الاول، جيش الرب ووجوده على الاراضى السودانية.نخلص من هذا ان الوضع يتطلب التواصل والدراسة عن القرن الافريقى لتأثيراته الواضحة من شتى المناحي على السودان.مداخلات:السيدعبدالكريم عضو المنتدى يسأل عن دور اسرائيل في صراعات القرن الافريقى وتسليح الحروب القبلية واستغلال الخلخلة لدفن النفايات.عثمان السيد:اسرائيل قطعا موجودة في المنطقة بثقل، السياسة الامريكية في المنطقة تسعى لدعم الموقف الاسرائيلى هناك دولا بعينها لها صلات وثيقة باسرائيل حتي في داخل انتخابات الاتحادالافريقى تمر ازرعهغ بواسطة امريكا لبسط نفوذها (مرشح رواندا) ، علاقات معروفة مع كينيا، اريتريا، رواندا ووجود رمزي في اثيوبيا وبعض الدول المسلمة لا تخلو من علاقات مع اسرائيل مالي والنيجر مثلا.ولكن هنالك صراعات ليس من مصلحة اسرائيل العليا مثلا الصراع الاثيوبى والاريترى ضد امن البحر الاحمر الذي من اجله تقاتل اسرائيل وتصنع الصراعات هنا وهناك واسرائيل تركيزها علي اريتريا لانها الاخري لها من الدول العربية التي تسيطر علي الساحل/ البحر الاحمر/ وهي حريصة ان على ابعاد ارتيريا عن السودان.السياسة الاسرائيلية تركز ايضا على توفير العنصر البشرى لدولتها/ خدمات/ جنود/ اعمال هامشيه/ وهنا يدخل موضوع الفلاشا هجرتهم الى اسرائيل وتظهر هنا قصة (بلقيس وسليمان) الذي يدعم فلاشا اثيوبيا انتسابهم اليه وهناك نزاع تاريخي ايضا هو كانت مملكة بلقيس في اثيوبيا ام في اليمن وهنالك اي ان المنطقة كانت موحدة قبل الاخدود الافريقى العظيم يتعضد هنا التداخل اللغوى المشترك /امهرا/ امحرا/ وبحر دار تسمية نبع النيل الازرق بالنقرا، يقابلها (داربحر) وكذلك / بنا بيت/ بيت العين فهم يقدمون الصفة على الموصوف.وعن دفن النفايات اظن ان انعدام السلطة يمكن ان يجعل مثل هذه الاشياء تحدث واخشي علي السودان مستقبلا من الانفصال لان عواقبه وخيمة ويمكن ان يكون مرتعا لدفن النفايات لعدم وجود الرابط السلطوي وحدوث الفراغات الادارية التي يمكن ان تساعد على هذا. * عبدالرحمن رمضان عضو المنتدى استفسر عن الهدف من ترحيل الفلاشا عبر الخرطوم ودخول اليمن في صراعات المنطقة؟– عثمان السيد : حقبة هيلاسلاسي ومنقستو لا يمكن ان نصفهما بالاستقرار نسبة للكبت والديكتاتورية الممارسة من قبلهما.. موضوع الفلاشا لم يكن سببا في الازمة بين اثيوبيا والسودان حيث ان منقستو قام بترحيل الفلاشا قبل سقوطه بوقت قليل عبر نيروبي وقبض 30 مليون دولار نظير ذلك وهرب لزيمبابوي بعد سقوط حكومته فالخلاف بين نميري ومنقستو ولكن (حلف عدن) وتحالف منقستو – ليبيا ضد نظام نميري هو الارجح للخلاف. – وعن اليمن فهي متأثره بالقرن الافريقى رغم انها جغرافيا خارج افريقيا الا انها قريبة من المنطقة ومؤثره فيها.* محمد حامد جمعه صحفى سأل عن الصراع بين اثيوبيا واريتريا والموقف السودانى من اريتريا؟– عثمان السيد: من الملاحظ ان اثيوبيا تنظيمها الحكمي يعتمد على التقسيم الادارى حسب القوميات/ تقراى، امهرة، عفر، بني شنقول وهكذا وهو نظام اتبع من قبل حكم نظام هيلاسلاسى، وذلك حفاظا علي حقوق القبائل والقوميات، وايضا نجد ان (التقراى) في اثيوبيا ، (التقرنجة) في اريتريا ليس هنالك فوارق كبيرة بينهما فهي قبائل خلاسية متداخله وكانواحلفاء ومتفقين علي اسقاط نظام منقستو هيلا مريم ولكن اسياسي افورقي بعد سقوط منقستو وانفراده بحكم اريتريا اصبحت له اطماع اكبر من تلك البقعة الصغيرة التي يملكها اريتريا واراد التوسع في اثيوبيا، النضال الاريترى نفسه عندما بدأ في عام 1961 قادته كانوا من السودانيين الاريتريين وكونوا الجبهة الشعبية لتحرير اريتريا وانشقت اكثر من مرة وكانت هنال كجبهة تحريرالتقراى بقيادة زيناوي والجبهة الشعبية بقيادة اسياسي فأسياسى يري نفسه انه علمهم النضال والحرب فطموحاته اكبر من اريتريا وقد صرح لي بذلك شخصيا عام 1991 بحضور الفاتح عروة في اديس ابابا … لذلك يدخل في حروبات مع اثيوبيا/اليمن والسودان رغم صغر مساحته وقلة سكانه تأتي من (كسلا) .. الشاهد ان النزاع الذي تمارسه اريتريا وصراعها مع اثيوبيا الواضح انها كانت تستخدم (البر) عملة اثيوبيا ولا تلتزم بضوابط البنك المركزى في اثيوبيا وتمارس التهريب والتصفيات داخل اراضيها، وتمارس التجسس داخل اراضيها فعدد افراد الامن الاريتريين في اثيوبيا اكثر من اريتريا نفسها.* اشرف حسن عضو المنبر تساءل عن دور منظمة الوحدة الافريقية في فض نزاعات ا لمنطقة، ودور الاعلام السودانى في تسليط الضوء على القرن الافريقى رد عليه عثمان قائلا: يوجد في الاتحاد الافريقي مجلس السلم والامن على نفسه مجلس الامن الدولي وهنالك واثره سياسية مسؤولة عن الحكم الرشيد وحقوق الانسان واللاجئين.. المجلس يجتمع علي مستوي المتدربين.. ووزراء الخارجية والسودان عضو بارز فيه لمدة سنتين.. دور السودان في أيقاد مهم وحيوى خاص في فض النزاعات وتحديدا الصراع الصومالي والاعلام السوداني يجب ان يفتح عينيه علي اتساعها للاهتمام بمحيط القرن الافريقى واعتقد انه قد آن الأوان لذلك.
