مائة ألف مهاجر يتدفقون إلى إيطاليا منذ بداية العام
17-Aug-2014
عدوليس -صحيفة المغرب
مرة أخرى تغزو هذا الصيف عشرات الزوارق شواطئ إيطاليا الجنوبية، وبالتحديد المدن الساحلية لجزيرة صقلية التي استقبلت مئات الوافدين من إفريقيا و الشرق الأوسط و حتى من آسيا على مراكب صيدلم تكن معدة لاستقبال الكم الهائل من النازحين الذين تعرضت لهم قوات مراقبة الحدود عند وصولهم إلى الحدود الإقليمية.
كانت الزوارق تصل إلى جزيرة لمبيدوزا في الشتاء والربيع لكن مع حلول موسم الصيف وصلت الزوارق إلى مدن بلارمو في شمال صقلية وبوزالو في جنوبها وكذلك ريجيو كلابريا و مزارة دل فالي وصالرنو. من غرة جانفي 2014 إلى حدود آخر جويلية تم استقبال ما لا يقل عن 81 ألف مهاجر عبر البحر. ويتوقع حرس مراقبة الحدود الإيطالي أن يصل العدد في موفى هذا الشهر إلى رقم قياسي يفوق المائة ألف مهاجر مع العلم أن الإحصائيات الرسمية تشير إلى استقبال 43 ألف مهاجر فقط سنة 2013. هذا العدد لا يأخذ بعين الإعتبار عدد المهاجرين غير الشرعيين الذين نجحوا في العبور دون أن يتصدى لهم حرس الحدود وهو عدد كبير يعد بالآلاف حسب منظمات الهجرة الإيطالية مثل «سايف ذي تشيلدرن» التي تعنى برعاية الأطفال النازحين وخاصة منهم الذين لا يرافقهم أي فرد من عائلاتهم.شكل تدفق المهاجرين على إيطاليا أزمة جديدة لحكومة ماتيو رنزي التي تتخبط منذ بداية شهر جويلية في تداعيات الأزمة الإقتصادية وقد دخل الإقتصاد الإيطالي رسميا في حالة ركود مع دخول الصيف الشيء الذي لا يترك للحكومة مساحة كافية للتحرك في اتجاه تخفيف حدة توافد زوارق الهجرة
تداعيات الربيع العربي
تشير منظمة «سايف ذي تشيلدرن» أن المهاجرين القادمين إلى إيطاليا هم من جنسيات مختلفة، من إفريقيا وآسيا، منهم من قدموا من إريتريا والصومال ومصر وسوريا. لكن هنالك مهاجرون أتوا من باكستان والفيليبين عبر قوارب الموت. تركز المنظمة على أنه من جملة المهاجرين الذين وصلوا الأرض الإيطالية بسلام هذه السنة 10 % هم من النساء ومن بينهم 13000 قاصر فيهم 7550 عزل لا يرافقهم أحد. وهو كما هو الشأن بالعدد الجملي لهذه السنة في ارتفاع ملحوظ بالنسبة لسنة 2013.
آخر قارب تم ضبطه من قبل الشرطة الإيطالية كان يقوده تونسي يدعى محمد زيد تم إلقاء القبض عليه وهو يصاحب 222 مهاجرا قدموا من ليبيا. محمد زيد كان قد طرد من إيطاليا عام 2010 بعد أن قضى في السجن عقوبة من أجل ترويج المخدرات. بعد التحقيق علمت الشرطة أن كل ركاب القارب دفعوا 1900 دولار لكل واحد منهم و أن الربان غنم من الرحل بمفرده ما يقارب 500 ألف دولار.
تفاقم ظاهرة الهجرة غير الشرعية القادمة من تونس وليبيا ومصر وسوريا هي نتيجة تردي الأوضاع في بلدان الربيع العربي. هذا ما استنتجه تقرير للمخابرات الإيطالية التي نبهت الحكومة إلى إمكانية توافد ملايين المهاجرين في الأعوام القادمة نتيجة عدم استقرار هذه البلدان.و نبه رئيس الشرطة الإيطالية جيوفاني بينتو من عدم إمكانية استقبال هذا العدد من قبل إيطاليا وحدها. في حين اعتبر رئيس الوزراء الإيطالي في خطاب له ألقاه خلال زيارته لموزنبيق أنه «إذا أردنا أن نحل قضية الهجرة لا بد أن نعطي فرصا للنمو و العيش الكريم و السلم و الحرية» للبلدان التي تصدر الهجرة إلى أوروبا. في نفس السياق طالب رئيس المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة أوروبا باستقبال 35 ألف مهاجر على الأقل من السوريين الذين لا يزالون عالقين في المخيمات التي نصبت في دول الجوار. إلى حد الآن تبقى ألمانيا الدولة الوحيدة التي قررت استقبال عشرين ألف لاجئ من سوريا.
مخاطر جديدة
موجة الهجرة لهذا الصيف صدرت على غرار عشرات آلاف الأشخاص مخاطر جديدة نوعيا تمثلت في شبح الأمراض المعدية كالسل والكوليرا ومرض الحمى وفيروس الإيبولا الذي تتخبط فيه إفريقيا. تدابير استثنائية وقائية تم اتخاذها من أجل التحكم في الظاهرة. وقد تقرر عزل الوافدين عن الأهالي واحتجازهم في مراكز لمراقبة الصحة وخاصة الأمراض المعدية في كل أنحاء إيطاليا.
تجندت لهذا الخطر مصالح الشرطة والصحة وحماية الطفولة والجمعيات الخيرية قصد مداواة المرضى ومنع انتشار الأوبئة. وخصصت الدولة الإيطالية مبلغ 370 مليون يورو و 500 عون شرطة لهذا الغرض. لكن مع تفاقم الأزمة على شواطئ إيطاليا لا بد من تدخل باقي الدول الأوروبية لإيجاد حل لهذه الأزمة المستديمة.
أما الخطر الجديد في ترحيل المجموعات و الأفراد فيكمن في خطر الإرهاب الجهادي الذي تحاول السلطات الإيطالية تجنبه بالتعاون مع البوليس الأوروبي. لكن إمكانية أن يتسلل جهاديون في قوارب الهجرة أمر وارد تأخذ له الحكومات الأوروبية أكثر من حساب.