مقالات

وقفة وجدان في ذكرى الاستقلال ..بقلم /علي محمد

23-May-2007

المركز

يعيش شعبنا الإرتري هذه الأيام ذكرى استقلال بلاده وخروج واندحار المستعمر بعد تلك المجاهدات والتضحيات الجبارة التي قدمها شعبنا زهاء ما قارب الثلاثين بل فاقها إذا أضفنا إليها مرحلة الكفاح السلمي أو السياسي ،

ولكن شعبنا و هو يعيش ذكرى الاستقلال ما تزال تعتمل في نفسه العديد من التساؤلات وتضطرم فيه العديد لواعج الأسى والحزن فبدلاً من أن يعيش هذه الذكرى فرحة وغبطة وسروراً وابتهاجاً ؛ وذلك جل الأهداف والغايات السامية قدم من اجلها أعز ما يملك ما تزال معلقة في الهواء أو غائبة عن أرض الواقع ( الحرية ، الكرامة ، الأمن ، السلام الاجتماعي ، الاستقرار السياسي والثقافي الخ ….. ) . فالشعب يتساءل أين الأمن والأمان الذي من أجلها قدمنا كل غال ونفيس ؟ وأين الاستقرار ؟ و أين التئام الشمل ؟ . وإرتريا تتساءل : أين أبنائي الذين خرجوا من ديارهم أو أخرجوا بغير حق ؟ مالهم ولماذا لا يعودون ؟! ولما ذا هم باقون في مختلف أاصقاع الدنيا هل ضقت بهم ؟! أم أنني لم أعد صالحة للعيش والبقاء على ظهري ؟! ولكن سرعان تجيب : لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها *** ولكن اخلاق الرجال تضيق وأبناؤها يرددون : وللأوطان في دم كل حرٍ *** يد سلفت ودين مستحق فإذا كانت إرتريا في لهفة وشوق وحنين إلى بنيها وإذا كان أبناؤها أكثر شوقاً إليها فأين تكمن المشكلة ؟ وما أسباب هذا الجفاء والقطيعة والانقطاع ؟!إنها أسئلة موجهة لكل من يعنيه أمر هذا الشعب المناضل المجاهد الصابر وليكن أمينا مع نفسه و يجابهها بمثل تلك الأسئلة ويقف مع نفسه وقفة شجاعة دون دفن للرؤوس في الرمال فالكل يتحمل شيئاً من المعاناة التي تعيشها البلاد ، كما أن لكل متضرر من هذه الوضعية إلا من كان على شاكلة قلب أفورقي وزبانيته الذين يحاولون تصوير إرتريا وكأنها دوحة وجنة وذلك في وسائط إعلامهم المختلفة وكأن العالم لا يعرف ما يجري داخل إرتريا ، وكأن الناس لا تدرك بأن إرتريا أصبحت سجنا كبيرا ، وساحة طاردة لأبنائها بفعل النظام المتعجرف الذي أهلك الحرث والنسل وعاث في الأرض فساداً وإفساداً ولم تعد إرتريا ( جارة البحر) بل تحولت إلى صحراء قاحلة .إننا ونحن نعيش ذكرى عيد الاستقلال في عامها السادس عشر ينبغي أن يجرد كل منا حساباته على الصعيد التنظيمي والصعيد الفردي خاصة النخب الإرترية التي عليها أن تتحمل مسئوليتها التاريخية وتضطلع بدورها الريادي وتتقدم لتنتشل بلادنا مما هي عليه وليقف كل منا على ما حقق من أهداف على الأرض ! ، وماذا قدم للشعب تأهيلاً وترقياً في مجال العلم والمعرفة لأن أولى طرق تجاوز مثل أزمتنا التي نعيشها هو العلم والمعرفة ثم العمل الجاد وفق رؤية باصرة دون خبط عشواء!.إن أوقاتها أعمارنا وحياتنا فلا داعي للتجارب و لا داعي للتواني والركون والدعة !! أعتقد جازماً بأننا جميعاً يمكننا أن نعطي أكثر وأن نفعل المزيد ، على أن هذا الكلام لا يعني يأن لكل جالس في مدارج المتفرجين متربعا ولكن ينبغي أن يفهم كلامي من قبيل الاستفزاز الايجابي والنقد الباني فالمطلوب منا أكثر مما أعطينا وكل يوم يمر دون إحداث تغيير على الأرض هو لصالح قوى الشر والطغيان في بلادنا !. إن حنينا والله ليزداد إليك يا أرضنا كل يوم وإننا مدينون لأن نقدم المزيد والمزيد خاصة لأولئك الذين فقدوا جزءاً من أطرافهم وتحولوا إلى رموز شامخة في تاريخ إرتريا إذ أنهم رمز التصدي والصمود للطغيان الأجنبي الذي حاول مس كرامتنا وليس هم كما وصفهم وتعامل معهم أفورقي بأنهم عوائق في طريق التنمية غير صالحين وحاول التخلص منهم ونحن مدينون أكثر لأولئك الذين صمدوا في وجه الطغيان والظلم ولم ينخدعوا بالنظام منذ الوهلة الأولى وقدموا أروع أنواع الفداء ورفض الظلم والجبروت وما زالوا فلهم التحية والإكبار , إننا مدينون في مثل هذا اليوم لأولئك الذين يعيشون في زنزانات تحت الأرض أو فوق الأرض من سجناء الدعوة والحرية الرافضين للجبروت والظلم , إننا مدينون لأولئك المسنين والعجزة الذين يستخدمهم أفورقي إلى الآن سخرة مستغلاً حوجتهم ومدغدغاً على مشاعرهم .إننا مدينون في مثل هذا اليوم لأولئك النساء والأطفال الذين فقدوا عائلهم بسبب عمليات التجنيد الإجباري والاختطافات الليلية ، إننا مدينون في مثل هذا اليوم لهؤلاء وأولئك من شعبنا الذين مازالوا يعشون في معسكرات الشجراب وأم قرقور وغيرها , وما زالوا يعانون من وجود ماء صالح للشرب وبصورة تليق بهم , إننا مدينون في مثل هذا اليوم لأجيال الغد الذين يعيشون في أنحاء العالم المتفرق لنهيئ لهم إمكانية العودة إلى وطنهم ليعطوا ويشاركوا ويقدموا لوطنهم ما يملكون من خبرات وكفاءات , إننا مدينون في مثل هذا اليوم لنقول الحق ونفعل الفعل الصحيح النافع الذي يقدم البلاد ويرفع شأن العباد وأن نتسامى فوق الجراحات وأن نتقدم خطوات نحو ما يعضد الصف ويقوي ويفعل الأداء في معسكر الذين يرفضون الظلم والإقصاء والتهميش وأن يتجاوز فعلهم الذاتية والأنانية , وليكن شعارنا :فلا هطلت علي ولا بأرضي *** سحاب ليس تنتظم البلاداكانت هذه مشاعري التي اعتملت في نفسي في ذكرى هذا اليوم العظيم الذي كنا نود أن يعود علينا ونحن أحسن حالاً من اليوم من العام الماضي وما زلنا نعيش على خيط الأمل الذي ينبلج من بين هذه الظلمات المتراكمة ولكن أملنا كبير في أن يبدل الله الحال إلى أحسن من هذا وما علينا إلا الصبر والعطاء المتواصل .فإن كان في هذه الكلمات ما يفيد فهو المطلوب وإن كانت مما ليس كذلك فللقراء العتبى . والسلام وكل عام والأحرار بخير وعافية ولكم خالص شكري .Alisaed30@hotmail.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى