مقالات

من التعازي إلى مهرجانات ناود.. الراحل : محمود عثمان إيلوس

21-Sep-2010

المركز

توفي محمد سعيد ناود .. في هذا سبتمبر 2010 م بعد أن قضي عمرا في غاية الاعجاز . فقد برز اسم ناود السياسي في الشأن السياسي الإرتري منذ نوفمبر 1958 حينما برزت حركة تحرير إرتريا محملة بنظرية تعبوية سرية تسري من جذر إلى غصن ابتغاء التحرر من التدخل الإثيوبي وإعادة بناء الكيان الإرتري على أسس التعايش والاعتراف المتبادل. والحركة بهذه النظرية كانت تنبئ بوجود شخصيات فذة مقتدرة تمتلك ناصية التفكير والتحليل واعمال العقل الانساني لنحت فكرة في بداية الطريق. وبالطبع ، كان في مقدمة تلك الشخصيات محمد سعيد ناود، المفكر المؤسس القائد.

وقل ما شئت بعدئذ في مبتدع مشاركته في سيرة الكفاح المسلح وصناعة الثورة الإرترية ؛ انتصارا أو انكسارا ، وحدة أو انشقاقا. ثم، عقب التحرير ،اختار محمد سعيد ناود، مواجهة المخاطر في داخل الوطن العظيم . إنك إن جلست إلى ناود في عقد تسعينيات القرن الفائت لخلصت إلى رؤية مفادها :أن القوى السياسية الإرترية ـ آنذاك ـ ضعيفة هشة بنية وبناءً ، وأن الخلفية الاقليمية الدولية لهذه القوى غير مدركة لمتطلبات مكونات إرتريا السياسية الثقافية ، وأنها – أي تلك الدول المحتمل الانطلاق منها في معارضة النظام الإرتري- محاطة بمشاكلها الداخلية ، ومغشية بمؤثرات انتصارات الجبهة الشعبية لتحرير إرتريا ، والحل آنيا يكمن في ذهاب جميع الإرتريين بكل قواهم السياسية والاجتماعية إلى داخل إرتريا وشغل خاناتهم ومناطقهم ، ومن ثم فرض شخصيتهم . وفي سبيل هذه النظرة واجه ناود أذى الحاقدين داخل إرتريا ، لكنه شق طريقه إلى مبتغاه الثقافي تأليفا وابداعا.توفي وخلف عشرات المؤلفات:عرف محمد سعيد ناود بأدب كتابي روائي سياسي تاريخي وتحليلي مبدع ، عرف بعمق الفكرة ووضوح الرؤية وسلاسة الاسلوب وسعة المفهوم .وكان من أكبر المساهمين في تغذية المكتبة العربية بالكتاب الإرتري والقرن الإفريقي ، كتب عن اسلامية وعروبة القرن الإفريقي ، وتاريخ نشأة حركته ، حركة تحرير إرتريا. كتب بعمق عن عمق العلاقات العربية الإرترية.توفي محمد سعيد ناود ، وجه إرتريا المشرق ، والكاتب الإرتري الإفريقي العربي المبدع ، فمن لمن ينعيه، ومن لمن يعزي في ناود؟ حق للناس جميعا أن يحزنوا فالحدث جلل والفقد أليم ، حق لدور الثقافة أن تكتسي سوادا ، فقد فقدت علما من أعلامها الكبار انتاجا ، رسالة التواضع أدبا وأخلاقا.هل لنا أن نعمق الفكرة:هل يمكن أن نتحول من التعازي التقليدية إلى تعميق فكرة ابراز دور أحد أعلامنا من خلال تبني فكرة إقامة مهرجان تشخص فيه أعماله وأدواره النضالية. هل يمكن لمنطمات مجتمعنا المدني التي تملأ أفق الصفحة أن تتبنى فكرة نعي وأحياء ذكرى محمد سعيد ناود في ملتقيات ودور علم وسط أقرانه ، ومن خلال ذلك تقدم شخصية إرتريا اشراقا بقدرات ابنائها. هلا تقدمت مراكز البحوث ودور الإعلام الإرتري حلقات وندوات تبرز نقدا لأعمال محمد سعيد ناود.هل يمكن لطلاب الدراسات العليا في العلوم الإنسانية والاجتماعية أن يتخذوا محمد سعيد ناود محورا لبعض رسائلهم العلمية . ابراز دوره كأول قائد لتنظيم إرتري يدعوا الى تحرير إرتريا وينطلق من فكرة غاية في الوضوح. إبراز دوره الثقافي وتعدد مجالاته الكتابية . وخيرا ما فعل أؤلك المميزون الذين أنشأوا موقعا رائعا في الانترنيت تحت عنوان ( ناود للكتاب) وأبرزوا جانبا من دوره وهو في قيد الحياة ، وهذا ما ميزهم عن الآخرين. وكما فعل خيرا مركز عدوليس أن خصص نافذته الاسبوعية في الاعلام السوداني لمحمد سعيد ناود … على ذات الدرب أتمنى أن نرى أعمالا أكاديمية في مقام محمد سعيد ناود .رحم الله ناودا رحمة واسعة وألهم آله واصدقائها وأحبائه وقرائه الصبر وحسن العزاءمحمود عثمان إيلوسسبتمبر 2010م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى