مقالات

مشاهدات زائرة لمأساة شعب: أم ياسر

4-Apr-2006

المركز

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه ، ومن سار على دربه إلى يوم الدين .وبعد مقدمة :-إنه الشعب الإرتري الذي عانى من ويلات الحروب سنين عديدة حيث قبع تحت الإستعمار الإيطالي منذ عام 1869م حتى 1942م ، وبعد ذلك دخل تحت الانتداب البريطاني عشر سنوات تقريباً ، وتلاعبت بريطانيا بقضية إرتريا كما تلاعبت بقضية فلسطين ،

حيث سلمتها لإثيوبيا معقل النصرانية ، إدراكاً منها لما تمثله أرض إرتريا وشعبها من البعد الإسلامي والعربي في المنطقة . حيث كانت إرتريا قد خضعت للدولة العباسية و تنازل عنها آخر خليفة عباسي للسلطان العثماني سليم الأول عام 923هـ، وكانت مستقلة وتابعة لمكة المكرمة (1) وكان يطلق عليها أرض الطراز الإسلامي .وبعد مقاومة عنيفة وعنيدة للاستعمار الإثيوبي لمدة ثلاثين عاماٌ حصلت إرتريا على استقلالها ، وظن الشعب الإرتري أن مأساته انتهت وسيبدأ حياة جديدة ، فإذا بثلة فاسدة حكمت البلاد، وعاثت في الأرض الفساد وأذاقت الناس سوء العذاب، فتبدد حلم العودة إلى الوطن وتوالت المحن فكانت حقاً مأساة شعب .وإن كنت واحدة من المغتربين عن الوطن ، فليست رسالتي هذه تشكو هموم الغربة وأحزانها ومآسيها، ولكنها تعكس مآسي شعب في معسكرات اللجوء ، لما بلغني أمرهم رأيت من واجبي أن أُعلم عنهم ليشاركني همهم من يقرأ عنهم لعلى وعسى يسعى لإغاثتهم .زائرة من منظمة التنمية النسوية كان عيدنا في هذا العام مختلف عن الأعياد السابقة ، حيث جاءتنا زائرة من منظمة التنمية النسوية، وهي منظمة إنسانية خيرية ترعى شئون اللاجئين الإرتريين في شرق السودان متخصصة في أمور المرأة والنشء ، فأطلعتنا على أحوال الناس في تلك البقعة النائية، حيث الفقر والمرض والتشرد في أسوأ أحواله …. ولا يعلم حالهم إلا الله ثم القليل ممن يعرف عنهم أمثال هذه المنظمة ، ومن الأمور العجيبة أن الدنيا كلها علمت عن أحوال أهل دارفور وتعاطفت وتكافلت معها وهي أحوال حديثة عهد ،مع إقراري بالمأساة والمعاناة الحقيقية التي تواجه أهل دارفور ، وبالتالي تعاطفي الكامل معهم ، لكن الإرتريين بدأت معاناتهم منذ تلك السنين التي اشتدت فيها هجمة الاستعمار الإثيوبي بحرق القرى والمذابح الجماعية فشردت الآلاف واضطرتهم للهرب إلى شرق السودان ، وكان ذلك تقريباً عام 1967م .وكانت ألأمم المتحدة تتولى أمر رعايتهم كلاجئين في معسكرات اللجوء . ، لكن وبعد التحرير في عام 1991م طالبتهم بالعودة إلى وطنهم وقطعت عنهم الإعانات تماماً عام 1995م . فساءت أحوالهم وبدأت المأساة .لم لا يعودون إلى وطنهم ؟ قد يسأل سائل ولم لا يعودون هؤلاء اللاجئين إلى وطنهم ، حيث منازلهم ومزارعهم وأراضيهم بدلاً من تلك الصحراء المقفرة في أرض الغربة وفي بيوت من قش؟ نعم قد يسأل هذا السؤال من لا يعرف الأحوال في إرتريا وما فيها من أهوال وله نقول :إن العيش في إرتريا أصبح محالاُ لأنك لن تأمن فيه على نفسك ولا دينك ولا عرضك ولا مالك .السجن أوالقتل فكم من شباب وعلماء أخذوا من ديارهم في ظلمة الليل عن طريق ما يسمى با الحرس الثوري ( عصابة إسياس ) (2) ولا أحد يعلم عن مصيرهم ، وكل من بحث عنهم لحق بهم ، وما نقموا منهم إلا أن آمنوا بالله العزيز الحميد .. إنهم فتية آمنوا بربهم تخرجوا من جامعات إسلامية عادوا إلى وطنهم فرحين ليعمروا بلدهم بنور العلم والإيمان ، فأقاموا حلقات العلم والقرآن ليصلحوا بالدعوة إلى الله ما أفسدته الثلة الفاسدة ، ولكن زمرة الشيطان لا تحب الخير والصلاح ، فعمدت إلى خطة محكمة تكون عبرة لكل من تسول له نفسه كي يعود إلى وطنه ،وهي حرمان إرتريا من كل لبنة صالحة بتغييبها في السجون أوقتلها في الحروب ، تلك الحروب المفتعلة مع الجيران ، تارة مع اليمن تارة مع السودان وأخرى على الحدود مع إثيوبيا .معسكر التجنيد وأسوأ من ذلك معسكر (ساوا) وما أدراك ما (ساوا ) زعموا أنه معسكر تجنيد للخدم الوطنية فإذا به سجن للقهر والتعذيب .ينزع الشباب من أعمالهم ووظائفهم ومدارسهم ويلقى بهم في المعسكر ومن أراد أن يدرس الثانوية العامة فعليه أن يدرسها في ذلك المعسكر ثم لا تسأل عن حاله ))من عاش منهم وخرج فإما أن يخرج وقد فقد عقله أو صحته أو دينه حيث الصلوات ممنوعة والخمر كالماء موضوعة وبأيديهم مصنوعة ، أما الأعراض فلا تسأل عنها فإن كانت الفتاة جميلة يصطفيها الضباط لتكون في كل ليلة عند واحد منهم فتعفى من الأعمال الشاقة ، وإن كانت دميمة فعليها حمل الأثقال وتكسير الجبال . اضطهاد المرأة مسكينة المرأة في إرتريا جردت من كل حقوقها وزعموا أنهم بذلك حرروها .. فعندما كانت في الثورة حملوها أعباء فوق طاقتها دون مراعاة للفوارق الفسيولوجية بينها وبين الرجل ، وأزالوا كل الفروق بين الأديان ، فزوجوا المسلمة بالنصراني فالويل لها إن أبت أو ترددت عدت متخلفة وغير وطنية !!واليوم بعد التحرير أدخلوها في إتحاد المرأة التابع لفكر الحكومة الفاسد ، وليت هذا الإتحاد يفيد المرأة بالعلم أو الأدب والفن ( المهارات ) وإنما جله مضيعة وقت وتغذية للفكر الإباحي المنحل، كإعطاء درس في كيفية تجنب مرض الإيدز، لمن تريد ممارسة الجنس مع من تحب !!! وهلم جرا.موعد الاجتماع وقت صلاة الجمعة ولبيان غرضهم الفاسد فإن موعد اجتماع الإتحاد الأسبوعي هو وقت صلاة الجمعة.!!!أحد اللاجئين عاد إلى إرتريا ، إثر مطالبة الأمم المتحدة بذلك، فإذا به يجد زوجته قد خرجت إلى اجتماع الإتحاد في ذلك الوقت الحساس فنهاها أن يتكرر منها ذلك لأنه وقت صلاة الجمعة حيث يحتاج لها أن تجهز له ثيابه وتجهز الأبناء ليذهبوا معه المسجد ، فسألتها الجارة عن سبب تغيبها عن الاجتماع التالي، فأخبرتها السبب، فجاءت المسئولة لتحاسبها عن الغياب فتعللت بأنها كانت مريضة ، لكن المسئولة بلغها الخبر من الجارة ففرضت عليها غرامة مالية عن الغياب، ثم طلب زوجها للتحقيق فعوقب بالجلد والسجن والسخرية حيث قالت له المسئولة :ماذا كان يضرك لوتوليت مسؤولية أبناءك في سويعات قليلة ؟ هلا غسلتهم وألبستهم بنفسك ؟ ألم تلدهم أنت كما ولدتهم هي ؟وهكذا إذلال وإهانة حتى لا تقوم للرجل في بيته قائمة ، ولا تكون له القوامة ولا كلمة ومن لا يملك كلمته في بيته فكيف يملكها في وطنه ؟ فآثر الرجل أن يعود من حيث أتى ، وإن كان لا يملك لقمة عيش ، لكن يملك كلمته واحترامه لنفسه وأخذ يحذر اللاجئين من العودة حتى لا يصيبهم ما أصابه .لذلك قالت سيدة عجوز في معسكرات اللاجئين ((: لأن أجوع يوماً وأطعم يوماً، وأنا في هذا العراء وولدي معي ،خير لي من أن أشبع من خبز بلدي، ولا أأمن على ولدي .مأساة شعب وليس هناك مجال ذكر لمعاناة الشعب الإرتري داخل الوطن، فتلك مآسي لايستطيع أن يسجلها قلم في هذه العجالة، وإنما أردت في هذه الوريقات أن أبين بعض مآساي الشعب اللاجئ في شرق السودان، حيث كنت لا أعلم شيئاً عن تلك الملاجئ ،لأن أسرتي عند ما لجأت من إرتريا إلى السودان دخلت مباشرة إلى إحدى مدنها ، وكنا عند ما نتذكر تلك الأيام التي قضيناها هناك وإن كانت قليلة إلا إننا كنا نعدها حياة بؤس وشقاء، ومعاناتنا انتهت فور وصولنا إلى إحدى دول الخليج ، فلذلك كانت أول مرة سمعت فيها بمآسي اللاجئين ، عند ما جاءنا أخي بعد زيارته لمعسكرات اللاجئين ضمن فريق عمل لقافلة صحية تجوب هذه المعسكرات إثر اندلاع الحرب الإرترية الإثيوبية في منطقة (( بادمي )) . حيث كان يدرس الطب في السودان وقتئذ. أخي شاهد عيان للمأساة كان أخي ثائراً على ظلم ( إسياس )) الذي لم يفكر في شعبه ،حيث لم يخطط لعودة اللاجئين بل كان يزيد من هجرتهم لوطنهم . كان اللاجئون يتدفقون ولم تكن وصلتهم أي إغاثة بعد، لذلك لم يكن لديهم حتى خيم تقيهم حر الشمس.قال أخي : رأيت رجلاً قلب سريراً وجلس تحته مع أبنائه ليكون له سقفاً ، أما العيادة الصحية فكانت عبارة عن خيمة مهجورة ليس بها أحد فمسحنا الغبار وبدأنا نعمل فيها ، فإذا بطابور المرضى لا ينتهي حتى انتهت منا الأدوية ، وأخذ البعض يرجوننا ان نفحص أطفالهموما جدوى الفحص الطبي مادام ليس معنا دواء ، فلما وجدنا أنفسنا عاجزين فلم نملك إلا أن نبكي معهم . البعض كان يحتاج إلى حقنة واحدة فقط لتدب فيه الحياة !! وكم من طفل مات لأتفه الأسباب كان يحتاج إلى حقنة واحدة قد لا تكلف خمسة ريالات (3).هكذا حدثني أخي قبل سنوات واليوم أكملت لنا الصورة الزائرة المذكورة.الزائرة ومشاريع الإغاثة كانت ممن عاشوا تلك الحياة البائسة ، فلما من الله عليها وعاشت في المدن، لم تنسهم فأخذت تحمل همهم وتسعى لكشف الضر عنهم ولم يشغلها عنهم كونها طالبة في الطب أو لديها خمس أبناء حفظهم الله وبارك فيهم .فمن المشاريع التي تقوم بها المنظمة ( منظمة التنمية النسوية ) إقامة برامج لإفطار صائم) (4)ولا تظن أيها القارئ أنها ولائم إنما هي تمرات وصنف واحد من الطعام ، وكذلك برامج أضاحي العيد ، وفي العام الماضي ذهبت إليهم الزائرة لتشرف بنفسها على توزيع الأضاحي حيث كنا قد أرسلنا لها عدداً طيباً، لكن لما رأت أعداد المنتظرين للقسمة وجدت أن ما معها يعد ضئيلاً جداً ، فأعادت التقسيم بتقليل الكمية ليكفي الجميع .(5)والسفر إلى معسكرات اللاجئين ليس من السهولة بمكان حيث الطرق إليها غير معبدة ، وإذا نزلت الأمطار، تضطر القافلة للمبيت عند اللاجئين، لتشارك يوماً من المعاناة التي أعتاد عليها أهلها سنوات (6)وتحاول المنظمة في كل عيد توفير كسوة عيد (7)لأكبر عدد ممكن وخاصة الأطفال، لذلك اشترينا لها في هذا العيد كميات كبيرة من الملابس، ولكن مهما كثرت فالمحتاجين أكثر .وعندما ذهبت الزائرة معنا إلى السوق، لم تشتر شيئاً لأطفالها، بل كان فكرها مشغولاً بأطفال اللاجئين وقالت لنا: لا تتخيلون كم تكون سعادتنا عندما ندخل السرور على قلوب الأطفال .. عند ما نقيس البدلة على الطفل لا يرضى أن يخلعها، ويصر أنها مناسبة له خشية ألا يفقد حصته من الملابس.طفلة تريد خماراً ومن المواقف التي حكتها لنا، أنها رأت ذات مرة طفلة حزينة، فسألتها عن سبب ذلك فأخبرتها أن شيخ الخلوة ( فصل دراسي لتحفيظ القرآن الكريم) أمرها ألا تأتي الخلوة إلا إذا لبست خماراً وملابس طويلة ، ولم يستطع أهلها توفير ذلك لها . فتدخلت والدتها لتتدارك الأمر لشدة عفتها حتى لا تعطها مساعدة، وقالت أخوها يعمل في (( مدينة مدني )) وعند ما يرسل لنا النفقة في آخر الشهر سنشتري لها .وقالت الطفلة ببراءة الأطفال :مللت من سماع هذا الكلام في كل شهر .. مرة قلت فلان في المستشفى يحتاج إلى مصاريف ومرة تقولين فلان يحتاج مصاريف المدرسة وهكذا .فلما عجبنا من عفة المرأة – وهذه صفة غالبة على الشعب الإرتري عموماً (8) أخبرتنا بما هو أعجب وأغرب من العفة وهو القناعة والبذل والتضحية .صدقة الفنجان عندما توزع مواد إغاثية من الذرة أو العدس وأشباهه، تحصل كل سيدة على حصتها بما يقارب كيلوغرام تقريبا، فقبل أن تذهب إلى بيتها بنصيبها ،تمر على مركز المنظمة وتتصدق بفنجان من الذرة، وهكذا كل سيدة تفعل مثلها حتى يصل عددهن ما يقارب الخمسمائة امرأة فيستطعن بتجميع هذه الحبات أن يحصلن ا على أكياس من الحبوب فيقوم المركز بنقلها إلى معسكرات أخرى للاجئين لا تصلها الإغاثة .وذات مرة بينما كل سيدة تتصدق بفنجان من زيت أرادت المسئولة ألا تأخذ من إحداهن لعلمها بقلة ذات يدها فقالت المرأة العجوز:((علمنا منك في المحاضرات اتقوا النار ولو بشق تمرة فدعيني أتقي النار بهذا الفنجان من الزيت (( !!حلقات العلم والقرآن وأعجب من ذلك حرصهن على حضور حلقات العلم والقرآن، قالت الأخت الزائرة )) والله لو قالوا لنا إليكم عنا ألا ترون حالنا ؟ ما لنا ولحلقات العلم والقرآن ونحن لا نجد ما يسد جوعتنا )) !! لهم الحق في ذلك … فكيف يستطيع المرء أن يعبد ربه وهو لا يقيم صلبه …. في أيام الخريف تشتد حاجتهم ،حتى يمر عليهم يوماً كاملاً دون أن يذوقوا شيئاً ، قد تكون المرأة جالسة تطبخ “” اللحوح “” فإذا سمعت من يناديها لحضور درس أو محاضرة تقوم منه ما دام ما صنعته يكفي لإطعام أبنائها، ويمكنها إكماله بعد الدرس مع كون إعادة تسخين الصاج لم يكن بالأمر السهل حيث جمع القش والحطب يأخذ منها جهداً ووقتاً، فإما ستعيد الجهد لإشعال النار وتسخين الصاج مرة أخرى وإما تدفنه تحت الأرض حتى لا ينطفئ منها .وأما حلقة القرآن التي يجتمعون فيها فما هي إلا بيت من قش ليس له سقف وجدرانه مشقوقة يحاولن سترها ببعض الحصير (9( ومعلمات القرآن الكريم في تلك الحلقات يعملن بدون أجر، إبتغاء مرضاة الله ، إن وجدت المنظمة لهن رواتب أعطتهن، وإن لم تجد اعتذرت لهن وهن من ذوي الأسر المحتاجة، لكنهن إن أعطين أخذن وإن لم يعطين رضين (10)من الذي بنا؟ إحدى المعلمات ضربت لنا مثلاً في العطاء والإخلاص، ورحلت إلى بارئها، حيث ظلت أعواما تعمل ولا تأخذ أجراً فلما عرف عن حالها أحد المحسنين، خصص لها مبلغاً محترماً من المال وأوصى به لها ،ولم يكن أحد يعلم مقداره لأنه كان مغلقاً في ظرف ، فاتفقت مع جارتها أن تبني بهذا المبلغ مبنى متواضعاَ للدراسة ً، وألا يعلم أحد بهذا، فاشترت طوباً وقام عاملاُ ببنائه في الإجازة ، ففوجئ الناس كيف تحول المبنى من بيت قش إلى بيت من طوب ولما تساءلوا عن الفاعل، زعمت أنه فاعل خير، وهكذا درسوا فيه عامين دون أن يدروا من الذي بنا، حتى جاء المعلمة الأجل وتوفاها الله، فأخبرتهم الجارة بالسر بعد وفاتها، وهكذا رحلت لتقبض أجرها من علام الغيوب، ولتكون من السبعة الذين يظلهم الله تحت ظله يوم لا ظل إلا ظله لأنها أنفقت بيمينها ولم تعلم شمالها، لا نزكيها على الله ونحسبها كذلك والله حسيبها رحمها الله ورفع درجاتها .هذه للضيوف !!! هناك معسكر للاجئين يدعى أم قرقور مياهه مرة جدة لا يكاد يستسيغها أحد، لكن لعدم وجود غيره يتجرعه أهله، ولذلك إذا ذاقوا ماءا غيره يجدون فيه حلاوة وكأنه محلى بالسكر ومع ذلك تجد أهلها في غاية الكرم والضيافة .تقول الزائرة : ذات مرة نزلت في ضيافة إحداهن مع زميلة لي في المنظمة فلما قدمت لنا ماءً كادت زميلتي أن تستفرغ فصبرتًها وقلت لها (( تجرعيه فلست بأفضل منهن )) ولكن صاحبة المنزل كانت قد اشترت لنا قارورة مياه صحية لتعمل لنا منها العصير وكانت قد خبأتها من أطفالها الذين كانوا يتدافعون ليتذوقوا منها رشفة وهي تمنعهم محذرة ((أنها للضيوف )) !!(11) الخاتمة ما ذكرته هو بعض ما قصته علينا الزائرة، ولم تقصص علينا كل شيئ ،وليس من رأى كمن سمع، فكل من قرأ أو سمع عن هذا الشعب المنسي ،أهيب به أن يتحرك لفعل شيئ ..علينا أن نمد أيدينا إليهم لنغيثهم، والله قادر أن يغنيهم ولكن يبتلينا بهم، فعلينا أن نختار إما نعين فنرتقي إلى درجة الصائم القائم، ومجاورة النبي الكريم لقيامنا بأمر الأرملة واليتيم. وإما أن نكون من المتفرجين واللا مبالين فلا نكون من المسلمين لقوله عليه الصلاة والتسليم” من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم “فمن أي الفريقين أنت ؟وآخر دعوانا آن الحمد لله رب العالمين .وأسأله أن يجعل لهذه الرسالة القبول في الأرض والسماء .أم ياسر الهامش 1. أنظر مواطن الشعوب الإسلامية في إفريقيا (5) إرتريا والحبشة لمحمود شاكر ص19 2. اسياس أفورقي : هو الحاكم الدكتاتوري الحالي لإرتريا وهو صليبي حاقد على الإسلام والمسلمين ، له علاقة وثيقة بإسرائيل والكنائس العالمية . 3. لدي المنظمة بعثات إغاثية وصحية طلابية تكلف خمس آلاف ريال سعودي تقريباً 4. تجمع المنظمة لكل صائم إفطاراً بمبلغ خمس ريالات ونصف . 5. أضحية الضأن تكلف تقريباً من 200 إلى 250ريال سعودي أضحية البقر من 700 إلى 800 ريال تقريباً 6. المنظمة بحاجة إلى سيارة (( أونيت )) ولديها تفصيل للمشروع فمن يا ترى يتبناه . 7. كسوة العيد للفرد الواحد عشرة ريالات . 8. لا يمكن أن تجد إرترياً يمد يده باالسؤال في جميع أنحاء العالم حتى لوكان نصرانياً وربما بالغنا في العفة ولذلك أظن أن العمل الإغاثي لدينا متأخر جداً . 9. لدى المنظمة مشروع بناء وتأثيث مركز تحفيظ القرآن الكريم مع مشغل ، بحيث يكون المشغل مورد دعم للمركز ، ولتكون الحافظة عاملة ومنتجة . ومازال المشروع بحاجة إلى من يتبناه من المحسنين . 10. لدى المنظمة مشروع كفالة معلمة القرآن الكريم حيث لا يتجاوز الراتب الشهري مائة ريال. 11. من يحل مشكلة المياه المرة في المنطقة ؟! 12. عناوين المنظمة السودان – الخرطوم موابايل 00249922878856

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى