مقالات

الملف : عمر جابر

6-Apr-2010

المركز

فى نهاية العام الماضى –2009 –وعدت القراء باعداد ملف يضم ما لم يعلن ولم ينشر من نهج وممارسات الجبهة الشعبية. الملف يضم ثلاثة أجزاءالجزء الأول : النظام يتهم كل من يعارضه بالعمالة للمخابرات الأمريكية—فى حين أن التاريخ يثبت بان أول من اتصل بالمخابرات الأمريكية وأقام معها علاقات هو ” أسياس أفورقى” – استمرت العلاقة حتى بعد قيام الدولة الارترية — ولكنها بدأت فى التراجع والانحدار ثم الصدام – لماذا بدأت وكيف؟ ولماذا انتهت؟ هذا ما يكشفه هذا الجزء—

الجزء الثانى : التصفيات الجسدية للخصوم السياسيين وكل من يعارض القيادة داخليا – بدأ هذا النهج فى مرحلة الثورة – لا حوار ولا تفاهم ولا تسامح – فقط البتر والتصفية – والتهمة هى اما العمالة للعدو او تخريب وسرقة الممتلكات أو الحاق الضرر المادى والمعنوى بالتنظيم أو عدم الطاعة والولاء للقيادة – تواصل هذا النهج فى مرحلة الدولة وعلى نطاق أوسع وبأساليب حديثة .الجزء الثالث : الجبهة الشعبية أعطت الانطباع وأشاعت بأنها حريصة على المال العام وان من يختلس أو يمد يده الى المال العام لن ينجو من العقاب –هذا الزعم بين الحقيقة والخرافة هو ما يتناوله الجزء الثالث.والهدف فى نهاية الأمر هو تمليك الأجيال الجديدة المعرفة بما جرى ولماذا وكيف جرى —طبعا أول رد فعل مباشر وتهمة سيطلقها أركان النظام وأبواقه هى : هذه معلومات وأكاذيب ويانى تقراى والمخابرات الأمريكية —أنا أتحدى النظام وأعوانه بأن يثبت من قريب أو بعيد – أية علاقة لى أو اتصال مع ويانى والمخابرات الأمريكبة – طوال تاريخى مررت مرة واحدةبمطار – أديس أببا – لساعات وأنا فى طريقى الى ارتريا بعد التحرير ووقتها كانت علاقة النظام مع ويانى –استراتيجية – ولم تكن تهمة ؟؟لم اقابل فى حياتى مسئولا اثيوبيا ولا حتى صحفيا !أما المخابرات الأمريكية فانا من جيل جبهة التحرير الذى تآ مرت ضدهالمخابرات الأمريكية مع نظام نميرى فى السودان مع الجبهة الشعبية مع ويانى تقراى !! تلك تركة لا تنمحى ذكراها ولا تندمل جراحها –واليوم اقيم فى بلد مستقر ومتطور ولا مطامح سياسية لى – ما حاجتىالى المخابرات الأمريكية!؟ ثم اننى لا اؤمن بضرورة تغيير النظام بالغزو الخارجى!؟ومن حق القارئ ان يسأل : اذا كان الأمر كذلك فما هى مصادر معلوماتكومن أين حصلت عليها ؟ وهذه هى الاجابة :@ انخرطت فى العمل السياسى الارترى قبل أربعة عقود –بدءا بحركة التحرير ثم جبهة التحرير وانتهاءا بالتنظيم الموحد –تلك التجارب ساعدتنىعلى الاتصال والتواصل يمناضلين فى شتى المراحل وخلقت لى “شبكة”معلومات طبيعية نتبادل من خلالها المعلومات ونستعيد الذكريات ونسجل ما نخشى نسيانه او ضياعه – اعتمادى هو على الوقائع والأرقام وليس الخطاب الحماسى والشعارات البراقة –@ كنت خلال تلك التجارب أشغل مواقع قيادية ساعدتنى على الاقتراب من مواقع القرار ومصادر المعلومات –بدءا بالقيادة الثورية عم 1965ومركز الأ علام الخارجى – بيروت 1978 ومسئول الأعلام فى جبهة التحرير الارترية –اللجنة التنفيذية – ثم مسئول الأعلام فى جبهة التحرير الارترية –التتنظيم الموحد 1991ذلك كله أتاح لى فرصة اللقاء ليس مع الارتريين فحسب بل ومع مسئولين فى مراكز الأبحاث والدراسات فىالمنطقة العربية مهمتهم هى المراقبة والمتابعة والتحليل –@ هذا العالم الذى نعيش فيه أكثر اتساعا وتنوعا من محاولة حصر الهيمنة فيه للمخابرات الأمريكية –هناك التنافس المحموم فى الموارد ومناطق النفوذ والثروات –وأبرز وسيلة للتعبير عن ذلك الصراع هى وسائل الأعلام –الفضائيات والمذكرات ونشر ما لا يسمح نشره خاصة فى الغرب الديمقراطى ! بل ان بعض موظفى المخابرات الأمريكية حينما يتقاعدون –طوعا أو كرها – يكتبون مذكراتهم ويكشفون المستور –كما حدث فى قصة الرئيس العربى الذى نشرت الصحف الأمريكية عمالته للمخابرات الأمريكية وقد حاول وقتها الرئيس الأمريكى الأسبق –جيمى كارتر –ايقاف النشر ولكنه فشل فى ذلك –@ الكثيرون يسألون ويتعجبون : لماذا لا يتحدث –الهاربون – من النظاممن قيادات ووزراء وسفراء وكوادر؟ لماذا لا ينشرون ما يعرفون؟الحقيقة ان هؤلاء يتحدثون بالفعل – ويتحدثون كثيرا ولكن لأصدقائهم المقربين وفى داخل الغرف المغلقة ! ولكن بما أننا مجتمع صغير ومتصل ومتداخل فان ذلك الحديث يتسرب ويصل الى مسامع المراقب البعيد!؟تلك هى خلفية المصادر بالاضافة الى شهود العيان الذين قالوا كلمتهم ودفع بعضهم حياته ثمنا لذلك وهرب الآخرون نجاة بأرواحهم –فى لقاء مع احد الأصدقاء يعمل بالتجارة ويتردد على ارتريا وتجمعه معرفة بالرئيس أسياس أفورقى منذ فترة النضال – قال لى فى محاولة للدفاع عن الرئيس: ان الرجل – يقصد أسياس – زاهد وعفيف ولا يمد يده الى المال العام! سألته : لماذا يتمسك بالسلطة اذن؟ قال : انه يعشقها – ولا يستطيع ان يرى نفسه بعيدا عنها – انه يؤمن بان له رسالة ؟ ! قلت للصديق وانا اودعه السلطة “مال عام” بل هى أكبر ملكية عامة – ومن يأخذها أو يستولى عليها دون تفويض أو رضاء أصحابها –الشعب – فتلك هى السرقة الكبرى !!؟؟ كان الله فى عون الشعب الارترىنلتقى فى الجزء الأول

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى