مقالات

مفاتيح :هل هنالك لغات مهددة بالانقراض في ارتريا:جمال همد

2-Mar-2008

المركز

في خضم أحداث سياسية متلاحقة تضرب أنحاء العالم ، مرّ يوم 21 فبراير اليوم العالمي لحماية اللغة الأم حسب اليونسكو، ويقصد بالحماية منع انقراض لغة الأم لعدة أقوام ومجموعات لغوية ، وتغول لغات المجموعات البشرية الكبرى عليها .

وتبذل جهود كبيرة من البحاثة بمساندة اليونسكو لكي لا تنقرض هذه اللغات ، لأن اللغة كما هو معروف هي حاملة لثقافات الشعوب وهي كذلك شكل من أشكال ممارسة هذه الشعوب للسياسة ، وليست أدوات للتفاهم فقط .والتدخل السياسي والأيدولوجي يفسد جهود الباحثين والأكاديميين لأنه لايقصد الحماية التي عنتها اليونسكو بل يقصد فرض توجهات فكرية وسياسية تحت دعاوى صهر كل القوميات في بوتقة واحدة لكي يتم السيطرة عليها مجتمعة .، والأمثلة على ذلك كثيرة ، ولكن دعونا نتناول التجربة الارترية في هذا الصدد فقد اختار الشعب الارتري منذ خمسينيات القرن الماضي اللغتين العربية والتجرنية لغتين رسميتين للدولة في ذلك العهد الفيدرالي بين ارتريا واثيوبيا ، وقيل ذلك في عهد الانتداب البريطاني حيث صدرت الصحف باللغتين وكذلك المكاتبات الحكومية والعمل بالمحاكم . . . الخ وفي عهد الثورة استمر الأمر كذلك حتى منتصف السبعينيات حيث قال تنظيم الجبهة الشعبية لتحرير ارتريا بأن اللغة العربية هي لغة وافدة أتى بها المستعمر الانجليزي لتقسيم الشعب الارتري على أسس دينية ، وانها تخص الآن قومية الرشايدة الوافدة حديثاً للبلاد والقليلة العدد ومن منصة أيدولوجية وذات صبغة طائفية تعمل على شطبها والاستعاضة عنها بلغة الأم ، بدلاً أن تختار المجموعة القومية ذلك بنفسها تدخلت الأيدلوجية لتقرر كل شيئ وصمتت عن كل الاحتجاجات الشعبية ، ونفذوا برنامجهم هذا بشكل سافر في عهد الدولة ليسفر المشروع عن مقاصده الحقيقية المتصادمة مع رغبات النصف والأكثر من الشعب الارتري فقد تم تحويل لغة التعليم من اللغتين الى لغة الأم ولكن بأبجدية لغة التجرنية ، كما يتم بها التحاكم وكذلك مراسلات الحكومة فيما بين مرافقها ، وشمل ذلك الوظائف المدنية ولمواجهة الاحتجاجات الشعبية أثناء مناقشة الدستور المعلن فقد تحدثت المادة الخاصة باللغة الرسمية للدولة بتعبير مبهم وغامض ومنطوقها يقول ( جميع اللغات مصانة في الدستور ) وحقيقة الأمر ن لغة طائفة واحدة سادت عملياً وقطعاً لا يوافق جميع المسيحيين أصحاب لغة التجرنية على ذلك، ولكن الحكومة تعاند وتذهب كعادتها في كل سيئ عكس التيار .نذكر هنا أن جميع اللغات الارترية لكافة المجموعات اللغوية ليست مدرجة ضمن اللغات المهددة بالانقراض ، كما تستخدم كل الأحزاب والفصائل والتنظيمات الارترية بتركيباتها المختلفة اللغتين العربية والتجرنية ، ومع ذلك نقول انه من أراد من المجموعات اللغوية والقومية استخدام لغتها الخاصة في التعليم أو التخاطب في برلمانتها المحلية . . . الخ طوعاً على الدولة أن تقدم لها كل المعونات اللوجستية وأن لا يتدخل الساسة ولا الأيدلوجيا في ذلك لتفرض رؤى تناقض بانتماء ما ( عربي . . . افريقي. . . مزيج ) شرط أن لا يستخدم ذلك في الاضرار بالآخرين أو الاستعلاء عليهم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى