مقالات

القوميات الارترية بين ابتزاز الأقوياء وقلق الضعفاء: محمود عمر

31-Oct-2010

المركز

… ارتريا هذا الكيان الحديث والذي كان منذ نشأته محط إطماع إقليمية ودولية مما كلف أبنائه ثمن باهظ في التضحية والفداء . يشهد اليوم بعد عقدين من استقلاله قيام كيانات سياسية ذات طابع اجتماعي أو ديني أو جهوي وذلك كتعيير عن هنات من ظلم الحكم الدكتاتوري القائم .

وارتفع في الآونة الأخيرة الحس القومي وصار عامل الاختلاف بين فصائل المعارضة وتوزعت بين معسكرين الأول يقر بحق القوميات حتى خيار الانفصال والأخر يؤمن بوحدة الأرض والشعب مع إقراره بالقوميات يختلف في درجة منح الحق حتى الانفصال وان تقرير مصير القوميات يعتبره خط احمر. لم أبدا الخوض في هذا الموضوع الشائك والتنقيب عنه لتوفر وسائل البحث نسبة للظروف المتواضعة للمكتبة الارترية وحالة اللا إستقرار التي يعيشها أبناء الشعب الارتري في الداخل والمهجر ولا لكفاءتي وخبرتي عن هذا الشأن ولكن لنبدأ الحوار الهادي ونرفع الستار عن قضايانا دون قدسية أو تحايل على مشاكلنا . والقضية التي سوف نطرقها هي قضية القوميات والتي نبدأ بالسؤال :. هل نحن تسع قوميات أم القومية المطروحة تعني الشعب فبالتالي نحن تسع شعوب متحالفة ؟ أم تعني القومية قبيلة والتي تعني السكن بالتقابل والعيش في بيئة واحد بقض النظر عن الأصول. وهي تختلف عن (العشيرة) التي تنتج من المعاشرة الزوجية وتنتمي إلي جد واحد. وحتى لا أتوه بالقارئ الكريم عن جوهر الموضوع أو السؤال الأساسي وهو من الذي اقر إننا تسع قوميات ؟ وما الذي أعتمده في هذا التصنيف ؟ ومن المستفيد من هذا التقسيم ؟ وما هي الحقيقة القومية التي أصبحت مصدر غلاط في هذه المرحلة التاريخية . إن القومية بمفهومها الحديث برزت في أوربا للانفكاك من قبضة الكنيسة أوالتقليص نفوذها حيث نشأة القومية الألمانية والايطالية والفرنسية كقوى بشرية تجمع بينها أرض وثقافة ولسان ثم ظهرت فكرة القومية العربية لتي أصبح ينتمي لها كثير من المثقفين العرب وتنادي بوحدة الأمة العربية أي تجاوز الحدود السياسية. أما في إطارنا المحلي ظهرت القومية في سبعينات القرن الماضي وذلك بعد ظهور الجبهة الشعبية لتحرير اريتريا والجبهة الشعبية لتحرير تقراي وكثقافة المنتصر ألتشبث بها أو قولبة الذات عليها أو مهادنتها صار من فن الممكن للقوى السياسية في القرن الإفريقي عامة وإثيوبيا وارتريا خاصة . واضحي نموذج الحكم في إثيوبيا وقيام جبهة (الإهودق) التي تمثل عدة فصائل من القوميات الإثيوبية من النماذج الواقعية لحل قضايا إثيوبيا . فمثلا تطلق كلمة شعب أو إقليم الارمو على شعب يقطن ارض واحدة ونتقرب اكثر قومية وارض تقراي والتى تقطن ارض معينة ولها عدة ألسن وديانات ولها لغة تفاهم مشتركة . ويقرا لنموذج الإثيوبي لأبناء المناطق اختيار حكوماتهم والتعبير عن ثقافتهم وتعتمد القوميات كوسيلة لتقاسم السلطة والثروة في إثيوبيا. إما النموذج الأخر من فلسفة القومية المحلي هو نظام (الهقدف) في ارتريا الذي أعتمد الرقص وتطوير الأغاني من اكبر الحقوق القومية واعتمدت سياسة تعليم لغة الأم لزيادة التجهيل وتعميق الإقصاء. بعد استعراضنا المتواضع للقومية .أولا لم يعقد أي مؤتمر جامع بين الارتريين توفرت فيه دراسات وفرص متكافئة لمكونات الشعب الارتري حتى يقر انه تسع قوميات وهو يتراضي إن يتقاسم مصالحه بهذه الصيغة أو هي الصيغة الأكثر دقة لتامين لمصالح بين الشعب الارتري وان أردنا مجارات المفهوم القومي المحلي واعتمدنا القومية كشرط للتصنيف السكاني ووسيلة لتقاسم المصالح والعيش بسلام لأبدا من إعادة النظر في شكل القوميات القائمة ولنحاول وضع ميزان وشرط لقوميات ارتريا حتى نقلل من التشرذم ونوفر أرضية سهلة للحوار والتعايش . وإذا أخذنا قياس للقومية الأرض والثقافة والعادات والتقاليد يمكن إن نقول الشعب الارتري يتكون من ثلاثة قوميات أساسية :. 1/القومية البجاوية :. وتضم الساهو /الكناما / البلين/ التقري/ النارا/ الحدارب / الرشايدة / وكل من يقطن الأرض البجاوية ويمكن إن تكون اللغة العربية لغة التفاهم المشتركة بينهم والجميع يدري الشعب البجاوي وممالكه وأرضه وتاريخه وامتداداته . 2/القومية التقرنية :. ولها أرضها وثقافتها وامتداداتها ولغتها. 3/ القومية العفرية :. ولها أرضها وثقافتها ولغتها وامتداداتها.إما استخدام القومية كسلاح ذو حدين يكون عامل وحدة وقوة لقومية السلطة (التقرنية) ووسائل هدم وتجزئة لباقي المجتمع ليسهل لانقضاض عليه فهذا عين الخطر والابتزاز السياسي . إن مبدأ حق تقرير المصير للشعوب حق أساسي وهو ذا ت الحق الذي ارتضى به الشعب الارتري الاستقلال ورفض التبعية دون وصاية وبإرادته بذلك صيانة الوحدة الوطنية لا تأتي بالتحكم على مصائر الشعوب وكأننا نمنع حق ونعطي حق أخر وهذا يتنافى مع النهج الديمقراطي وحقوق الإنسان مادام لايتجاوز التعبير السلمي, إن إقرار حق تقرير مصير القوميات ليس بالضرورة إن يكون تشجيع لتفتيت الوطن ولكن حتى تكون ضريبة الحفاظ عليه متكافئة ويكون الوطن مرآة تعكس كل مكونات الشعب الثقافية والدينية وبهذا مسؤولية الحفاظ عليه تكون جماعية . إما إذا كان الوطن أرضه وسماؤه وبحره تحت سيطرة فئة تفعل ما تشاء ولمجرد المطالبة بأبسط الخدمات والتعبير عن الذات الهويوية أتعرض للاعتقال والإعدام سأبذل جهدي بلا هوادة للانفكاك منه . واللذين يدعون وحدة الأرض والشعب معتمدين الحماية القانونية من منظمة الوحدة الإفريقية والتي تقر في ميثاقها اعتماد الحدود السياسية الموروثة من الاستعمار كحدود شرعية بين الدول الإفريقية فإنهم يجهلون التطور التاريخي في العالم والمنطقة لان السياسة الدولية تشهد تطور مذهل كغيرها من مرافق الحياة الأخرى بعد ثورة الاتصالات والمعلومات وعلى مستوى المنطقة وإفريقيا تابع العالم كله حرب البحيرات التي عمت خمس دويلات وعرفت حرب قبائل الهوتو والتوتسي وكذلك الوحدة اليمنية تعيش مخاض بعد تراضي ووفاق تحت تاج دولة واحدة والوضع في الصومال بعد ماكان دولة ذات سيادة يعيش حالة فوضى وان التدخل الإقليمي والدولي لم يتمكن من نزع فتيل الأزمة وكذلك الظروف التي يمر بها السودان العزيز وانفصال الجنوب بعد وحدة ارض وشعب خمسون عام . إن حماية الوطن الارتري تقع على كل أبنائه وليس المخرج إصدار بيان من هذا التنظيم أو ذلك بقبول فقرة الانفصال او رفضها ولكن القضية شائكة جدا تحتاج إجهاد الجسم والتفكير للخروج منها وأساسها غياب العدل وسيطرة روح الاستحواذ والخروج يتم بإثراء ساحتنا السياسية بالحوار البناء والهادف الذي يعمق التعايش رغم التباين وعندما تفشل الدولة في حق المواطن , إن المواطن سوف لا يصبح فريسة سهلة بل سيتخذ عدة خيارات دفاعية ضد الدولة القابضة أهمها إدارة شؤونه بنفسه أو طلب حماية إقليمية كانت أم دولية . عندما نغوص ونسأل عن هويتنا ماذا كنا ومن نحن ليس للاحتفاظ بها كتحفة أثرية نحتفظ بها ولكن لنهتدي به ويكون أرضية ولوج لقضايانا الآنية بما يخدم التفاهم ليكون التعدد العرقي والديني والثقافي عقد ثمين نزين به جيد الوطن ولنؤمن إن وطن تراضينا إن نعيش فيه ودفعنا ثمن استقلاله بتكافؤ.إن صيانته وحفظه مهمة مشتركة لجميع أبنائها. لان بناء أكواخ على أنقاضه سوف لا تتمكن من حماية نفسها .فالحوار الهادئ وإعادة النظر سواء كان في شكل القوميات أو إيجاد صيغ تراضي أخرى للتعايش بيننا هي الممر الإجباري للخروج بوطننا إلى بر السلام اخذين في الاعتبار الزلازل السياسية التي تعيشها المنطقة والتفكير مرات ومرات لصيانة العقد الاجتماعي بين أبناء الوطن هو المخرج. ( بورتسودان )

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى