أخبار

عبد الله إدريس يلتحق برفاقه الشهداء (1 )*

8-May-2011

المركز

بعد مسيرة نضالية بطولية حافلة بالتضحيات والعطاء المستمر دون كللٍ وتخاذلٍ بروح المناضل الثائر المثابر المؤمن بعدالة قضية وطنه وشعبه . يغادراليوم دنيانا الفانية الى دار الخلود بعد أن وضع بصماته النضالية التي يفخر بها أبناء إرتريا الأحرار جيلاً بعد جيل وكيف لاء وهو عبد الله قائد الصمود بعناده الوطني المعهود أمام الأعداء وتصديه البطولي لكل المؤمرات التي حيكت لتعصف بجبهة التحرير الإرترية .

يتقبل الله البطل عبد الله إدريس عنده في أعلى الجنان مع النبيين والشهداء وأن ينزل عليه رحمته الواسعة فقد عاش لمبادئ سامية من أجل حرية وطنه وعزة شعبه وحمل راية جبهة التحرير الإرترية مع مناضلينا و شهدائنا الأبطال ونحن على الدرب ثائرون ..نصون المباديء أو نسقط دونها . وعاش كفاح شعبنا الإرتري من أجل الحرية والعدالة والديمقراطية والسلام بهذه الكلمات المفعمة ودع المناضل محمد أسماعيل همد رفيق نضاله أبو أبراهيم … كما سرد لنا رفيقة في الدرب وخلفه في الموقع النضالي المناضل حسين خليفة بالرغم من مشاغلة وبين المعزين سيرته الذاتية بعيدا عن الزخرفة اللغوية والمفردات المجنحة، كعادة كل مناضلي جبهة التحرير الإريترية ، ووعدنا بالحديث عن القائد العسكري لجبهة التحرير الإريترية وباني مجدها العسكري، في وقت يتسع لمناضل كبير وقامة تشبه قامات السنديان الشهيد عبد الله إدريس محمد .سيرة ومسيرة ولد القائد عبد الله إدريس في منطقة (قرابيت) شلاب بمحافظة أغردات في الثامن من مارس 1944م والتحق بجبهة التحرير الإرترية في أكتوبر1965م وعمل قائداً للسرية الأولى وقائد للمنطقة العسكرية الخامسة بالإنابة ، كما عمل مسئولاً للشئون العسكرية في القيادة العامة التي تم تكوينها في مؤتمر أدوبحا العسكري في أغسطس1969م ،وعمل نائباً ثانياً لرئيس المجلس الثوري لجبهة التحرير الإرترية ومسئولاً للشؤون العسكرية في القيادة التي انتخبت من المؤتمر الوطني الأول في أكتوبر1971م ، ثم أختير مسئولاً للمكتب العسكري وعضواً للجنة التنفيذية والمجلس الثوري وذلك عقب المؤتمر الوطني الثاني عام 1975م، وانتخب رئيساً لجبهة التحرير الإرترية في المؤتمر الوطني الثالث في ديسمبر 1982م إلى المؤتمر الوطني الثامن الذي انعقد في 31مارس 2011م.استشهد في العاصمة البريطانية لندن في التاسع والعشرين من أبريل بعد صراع طويل مع المرض الذي لم يقعده عن أداء مهامة النضالية ورسالته السامية .قائد لم يسقط بندقيتهكتب الاستاذ عمر جابر عمر وهو واحدا من الذين رافقوا القائد لفترات طويلة :(ودع الشعب الأرترى قائدا من قيادات الثورة الأرترية ومقاتلا نذر حياته من أجل حرية الوطن – أنه المناضل ( عبد الله أدريس محمد ) . ألتحق بالثورة من وقت مبكر وتعلم منها وتخرج من مدرستها : وعيه وتكوينه الفكرى وأسلوبه ومواهبه – كل ذلك حصل عليه خلال مسيرة النضال الطويلة ولكنه عاد وأعطاه للثورة. فى مدرسة الحياة الأكاديمية يمكن أن ينجح الطالب بالغش والخداع ولكن فى مدرسة الثورة لا يمكن ولا يجوز ذلك – أنت أمام الناس ينظرون اليك وتتفاعل معهم – يسألونك ويجادلونك – تسير خطوة خطوة وتتجاوز العقبات واحدة أثر أخرى حتى تصل الى القيادة. أنه من قيادات أعطت أكثر مما أخذت وحتى الذى أخذته ( التجربة ) ردته الى الثورة – لا أبهة السلطة وبريقها ولا جبروت الموقع وقراره غير من الجانب الأنسانى من شخصية الراحل … تواضع وعطاء لا يتوقف وتمسك بالمبادىء حتى اللحظة الأخيرة وأحتضان للبندقية حتى تحقيق الهدف. أذا فتح سجل جبهة التحرير الأرترية سيكون أسم وموقع عبد الله أدريس فى المقدمة – فى كل صفحة من صفحاتها – فى أنتصاراتها وأنكساراتها – فى صعودها وتراجعها .لأنه لم يكن أبنا بارا من أبنائها فحسب بل وكان قائدا صاحب قرار. أنه رمز لقيادات بادرت وأقتحمت وقاتلت بالمعنى الحرفى للكلمة وبمعناها الواسع والشامل – لم يدخل اليأس الى قلبه ولم يلحق الضعف بمواقفه ولم يسقط بندقيته حتى الرحيل. رجل لا يسعه تنظيم أو جهة المناضل الكبير احمد سويرا كان حريصا ليضمن هذا الاستطلاع بضع كلمات في وداع قائده أبو ابراهيم والذي وصفه بالقائد الجريء والرجل المقدام وصاحب القرارات المهمة في الثورة الإريترية وقال (عبد الله رجل وطني لايسعه تنظيم ولا جهة محددة ، اسهم بقدراته العسكرية والسياسية ، كما تميز بإتخاذ القرارات المصيرية والتي تتطلب شجاعة نادرة .وأضاف سويرا : عرف الرجل بإسم (المنصور) في بواكير حياته العسكرية خاصة بعد قيادت لمعركة ( أمولي ) في إقليم اكلوقزاي في عام 1970م .عبد الله ادريس ..المناضل الثائر والعنيدالاستاذ عبد الله زكريا المدير العام للمركز العالمي للدراسات الإفريقية وممن عرفوا القائد منذ سنوات أعرب طويلة أعرب عن خالص تعازية لكل أبناء الشعب الأرترى عامة وجبهة التحرير الأرترية خاصة –وسأ ل الله له الرحمة وأن يحشره مع الصديقين والشهداء ولأفراد أسرته الصبر وحسن العزاء. وقال في برقيته ( عرفت الفقيد منذ مدة ليست بالقصيرة عرفته مناضلاً وثائراً عنيداً لا يتراجع قيد أنملة عن قضيته التى آمن بها وعمل من أجلها الكثير والكثير فكان مثالاً لشعبه وقدوة لرفاقه صاحب مبدأ ورأى وصولات وجولات) . رحل والساحة في أمس الحاجة إليه(لكل زمان رجاله وكان عبدالله إدريس رجل هذا الزمان فرحل عنا في وقت تكون فيه الساحة الإرترية في امس الحاجة اليه لانه كان يؤمن بأن الحرية شجرة لا تروى إلا بالدماء وقد رضي أن يروي هذه الشجرة بدمه منذ ريعان شبابه لتورق وتصل فروعها الى عنان السما ء بإذن الله ).هذا ما عبر عنه المناضل جعفر أسد في برقية مواساة أرسلها للسيد حسين خليفة .رجل لا يخشى لومة لائممن جانبه عبر الأستاذ إبراهيم إدريس من الولايات المتحده وفي صفحته على موقع التواصل الإجتماعي الفيس بوك عن عميق حزنه بالفقد وقال :(لأنه من جيل نذر حياته لوطنه ولم يهاب لومة لائم ونحن هُنا نملك له حق ذكر محاسنة لأننا نُعزي ذواتنا الحية في معزة وطن وشعب ، اقولها بِكُل فخر : لقد كان القائد في المحَن و السؤال مع مراحل التغير لما واجه من تحدي وصِعاب – لم يحيد عن قناعته حيث ترجل وكان لهذا ركيزه بين كُل الأرقام لما له أو عليه – يكفي أنه ترك لنا تجربة مع رِفاقه كانت الأساس للماضي وما أفرزه الحاضر ، مثل رِفاقه كُلهم خاض التجربة تلوى الأخرى و الأُخر ، كانت هُناك محطات ومراحل سيأتي عليها الوقت للتفاُكر حولها و التعلم منها…الأن نسديه دعواتنِا فوق ذاوتنا والصغائر لأنه كان – كبيرنا – مثِل كل الشهداِء ، رِحمه الله وأسكنه فسيح جناتِه)استلهام للعبر والعظات محمد آدم ارتعا عضو المكتب التنفيذي للحزب الديمقراطي الأريتري فيطالب لإستلهام العبر من فقد القائد ويقول ( عبد الله إدريس كان من أقوى قيادات جبهة التحرير الإريترية في عصرها الذهبي أفنى زهرة شبابه وكل عمره من أجل خدمة شعبه ولم يجد شبرا واحد يوارى فيه جسده في البلاد التي ناضل من أجلها . ويضيف ك هذا مدعاة للحزن والأسى ! لذا يجب على المعارضة الإريترية ان تستلهم العبره وتستفيد من الدرس القاسي .. درس دفن مناضلينا خارج أوطانهم اليوم عبد الله إدريس وأمس سيوم عقبامكيئل وقبلهم الكثير ، وذلك بتجاوز الخلافات الثانوية التي اصبحت رئيسية والتي لاتعني الموطن الإريتري في الداخل والخارج للتعجيل بإنهاء معاناة الشعب الإريتري .لا يجامل في أمر الوطن اما الاستاذ مصطفى يعقوب السكرتير السابق للجنة التنفيذية لجبهة التحرير الاريترية فقد استبق الجميع لوداع رجل أحبة وعمل لجانبة لفترات وقال في رسالة مفتوحة نشرها في موقع عواتي في 22 مارس الماضي :(كان شعلة من الحراك الوطنى و النشاطات المكوكية محاولا من خلال جولاته و صولاته ان يبصر بنى وطنه بمهامهم و حثهم على عدم الاستسلام لليأس… و هو القائد الذى لا يعرف اليأس طوال حياتة النضالية فى ميادين الوغى و الساحات السياسية … كان محبا للوطن و من اجلة افنى شبابة و حياته كان قائدا طموحا … كبير الافكار و التضحيات … جاعلا من هموم الوطن و رقيه همه الشخصى … كان مشاركا و متابعا لكل القرارت التى تصدر من قيادة التنظيم بتفاصيلها … كان عفيفا زاهدا و متواضعا و فوق كل هذا حبيبا الى القلوبكما انة كان قاسيا لا يجامل عندما يتعلق الامر بالوطن … لقد توفرت فية كل صفات القيادة و الزعامة … و بمرضة الذى الزمة الفراش فقدنا البوصلة و ضاعت منا الاتجاهات)لا يميز نفسه إلا بالمهامالمناضل الكبير وقائد الكتيبة في اللواء 64 سابقا احمد محمد إبراهيم الشهير بـ ( احمد فرم ) فسرد حكايته مع الفقيد بالقول : ( تعرفت على عبد الله إدريس في عام 1967م في المنطقة العسكرية الخامسة وزاملته طوال سنوات طويلة وعرفته قائدا جسورا ومناضلا صلبا ، قاسيا على نفسه محبا لجنوده .. رجل رغم حياته العسكرية الجافة فهو محب للنكته .. بسيطا متواضعا تواضع المناضلين لايميز نفسه إلا بالمهام .* نشر في صفحة نافذة على القرن الإفريقي – صحيفة الوطن السودانية -6مايو2011م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى