مقالات

هذا أو الطوفان : عبدالرازق كرار

1-Mar-2007

المركز

كنت قد كتبت مقالاً قبل اسبوع بعنوان ( مفارقات التاريخ ومقاربات الواقع ) ولكنه من المؤسف أن تتبدل الأحوال لتكون ( مقاربات التاريخ ومفارقات الواقع ) وهكذا فإن الشرخ والصدمة التي احدثها مؤتمر التحالف الأخير بكل تفاصيله المفرحة والمؤلمة كبير وكبيراً جداً من حيث الدلالة إذا وضح بما لايدع أي مجال للشك أن الصراع على المسئولية وليس السلطة

هو الدافع حول كثير من خلافاتنا وليس ذلك عيب ، ولكن إدارتها بهذه الطريقة الفجة هي العيب الأكبر ، ومن حيث التوقيت إذ لم يراعي هذا الخلاف تفاصيل البيان الذي تحدث عن نجاح مؤتمر التحالف ، وعن قمة تجمع صنعاء وهي على الأبواب ، ولا أكثر من خمسمائة إرتري يواجهون خطر الترحيل الى اسمرا من ليبيا ، ولا معاناة شعب بأكمله يعيش تحت الكبت والذل والهوان بفعل ممارسات نظام طاغية دكتاتور لم يشهد التاريخ له مثيل ، وممارسات قيادات للمعارضة لم تستطع أن تكون على قدر طموحات شعبها ولم تتجاوب مع آلامه ومعاناته . ولأننا لا نريد أن ننجر خلف ما ترتب على تلك المأساة كثيراً فإننا نتقدم بمبادرة لعلها تسهم في حل هذه المعضلة وقد اخترنا لها تاريخاً يصادف الذكرى الثالثة والاربعون لمعركة تقوربا الخالدة وقد أسميناها (مبادرة الوفاء لشهداء تقوربا )المبادئ الهادية :• التحالف يعتبر قمة نضجنا السياسي وبالتالي هو ثمرة تاريخ طويل من النضال يجب المحافظة عليه وتطويره لأنه الأنسب لواقعنا على الأقل في هذه المرحلة .• التحالف ليس غاية في ذاته ولكنه وسيلة ويعتبر الوسيلة المثلى للنضال في هذه المرحلة ولكن ليس الوحيدة .• إن ما حدث في جلسات اختيار القيادة هو خطأ يعود في جزء منه إلى ضعف التحضير لهذا الاجتماع وقد ساهم الجميع في هذا الخطأ وبالتالي يتوجب على الجميع معالجته .• بداية المعالجة تبدأ من الكف عن إصدار البيانات وفرض الأمر الواقع وبالتالي تصعيب مراحل الحل .• تبادل الاتهامات لا يخدم القضية وبالتالي يجب أن يتوقف خاصة من الجهات الرسمية .آليات الحل : الأزمة لا شك عميقة وليست سهلة الحل ولكنها ليست مستحيلة وبالتالي من يفترض فيهم حل مشاكل إرتريا بكافة تعقيداتها عليهم حل المشكلة وعليه تبدأ الآليات وتتسلسل كالآتي :المرحلة الأولى : 1/ مائدة مستديرة تجمع قادة التنظيمات فقط وفي حالة تعذر حضور الرئيس أن يحضر من يمثله بتفويض كامل . وتناقش المائدة الآتي :أ/ المواصفات التي يجب أن تتوفر في رئيس المكتب التنفيذي للتحالف .ب / عدد الدورات التي يجب أن يقود فيها الشخص المنتخب .ج / آليات ترسيخ المؤسسية داخل المكتب التنفيذي للتحالف بحيث تكون القيادة شبه جماعية .د / الاتفاق على رئيس للمكتب التنفيذي وفق المواصفات والمعايير التي اتفق عليها .هـ / الاتفاق على رئيس للقيادة المركزية وفق المعايير المتفق عليها .المرحلة الثانية : دعوة طارئة للقيادة المركزية وفق ما أتفق عليها في المؤتمر الثاني للتحالف بتمثيل (2) من كل تنظيم وذلك للأتي .أ/ إكساب الشرعية لقرارات المائدة المستديرة فيما يتعلق بالمعايير وترسيخ المؤسسية والتجديد وغيرها مما يرد في قرارات المائدة المستديرة .ب / لإعطاء الثقة للمرشح للمكتب التنفيذي من قبل المائدة المستديرة .ج / استكمال بقية هياكل التحالف في القيادتين المركزية والتنفيذية .د / إصدار بيان بذلك يحمل ضمناً اعتذار لقطاعات الشعب الإرتري التي آلمتها هذه التراجيديا .الزمان : • فلتكن المائدة المستديرة يوم (15) مارس ويصادف الذكرى الثالثة والأربعين لمعركة تقوربا الشهيرة والخالدة ، ولعل هذه الذكرى ورموزها المجودين والذين رحلوا تكون دافعاً معنوياً لقادتنا لتجاوز هذه المعضلة وليكن شعار المائدة ( لنكن أوفياء لشهداء تقوربا ) .• لو تسمح صحة المناضل البطل أبو رجيله بتشريفها يكون جيدا لو القي كلمة في افتتاحيتها .المكان : تظل العاصمة الإثيوبية هي الأنسب لأنه لا تزال معظم القيادات متواجدة هنالك وبالتالي تظل هي الخيار الأول مالم يتفق على مكان آخر .الرعاية : تكون رعاية مشتركة بين الأصدقاء ومنظمات المجتمع المدني الإرترية وأقترح أن يمثل هذه المنظمات موقع (awate .com ) إدارة الجلسات : معلوم أن المائدة المستديرة تكون الفرص فيها متساوية ولا تسمح لأحد بتصدر الجلسة بحكم شكل المائدة ولكن يمكن أن يتفق في بداية الجلسة على التبادل في الإدارة أو الأكبر سناً في الحاضرين أو غيرها من المعايير التي يعمل بها .حواشي مهمة لإنجاح المبادرة :• الكف عن الحملات الإعلامية المتبادلة .• على مواقع الإنترنيت أن تساعد في ذلك بعدم نشر بيانات الأطراف ولكل كاتب يخطئ طرف ويصحح آخر على الأقل في هذه المرحلة حتى تنعقد المائدة .• حضور الأستاذ / صالح قاضي وترتيب الاتصالات والدعوات مع القيادات والأصدقاء .حاشية أخيرة : قبل نشر المبادرة عرضتها على الأستاذ / صالح قاضي وهو عبر بيأس شديد عن أمكانية لم الشمل وهو حال جميع قطاعات شعبنا دون شك فهل تعود قياداتنا إلى رشدها ، لأول مرة يتمنى الإنسان أن يخيب ظنه .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى