أخبار

القـــرن الأفــريـقـي.. قراصــنة الجــــوع : عبدالمنعم أبو إدريس

7-Oct-2008

المركز

السبت الماضي اطلقت وكالة الامم المتحدة صيحتها الداوية بشأن نقص الغذاء في دولة ارتريا وقالت الوكالات في تقرير صدر في مدينة نيروبي العاصمة الكينية يوم الثالث من اكتوبر ان شح الامطار في هذا الموسم جعل مناطق متعددة في ارتريا تشكو من نقص في الغذاء.

وتقول تقارير صادرة من منظمات عاملة في ارتريا ان منطقة السهول الواقعة في غرب ارتريا بالقرب من الحدود السودانية تقلصت فيها المساحة الزراعية وشوهدت طوابير المواطنيين يتلقون حصص الذرة في قرى غرب ارتريا وقال قادمون من هناك بانه حتى هذه الحصص التي توزع عن طريق البطاقات تم انقاصها بنسبة 50% . وتشير التوقعات بان الاشهر القادمة في ارتريا ستزداد صعوبة ويستدل من يشيرون بذلك على عدم فيضان نهر القاش الذي ينبع من مرتفعات ارتريا بل ان احصاءات وزارة الري السودانية قالت ان ايراداته لم تزد عن 200 الف متر مكعب مقارنة مع 630 الف متر مكعب في العام الفائت كما ان رفيقه الآخر الذي ينبع من غرب ارتريا بالقرب من ساحل البحر الاحمر نهر بركة لم يسجل الا ايرادا ضئيلا للغاية, وبذا تنضم ارتريا لبقية دول القرن الافريقي ففي ذات اليوم قال برنامج الغذاء العالمي بان نصف سكان الصومال البالغ عشرة ملايين يعانون من المجاعة بسبب الجفاف وارتفاع اسعار الغذاء والوضع الامني. وقبلها كان الجفاف الذي ضرب جيبوتي والتي هي بالاساس دولة شبه صحراوية جعل ثلاثمائة الف من سكانها البالغ عددهم ستمائة الف نسمة يشكون من نقص الغذاء اما اثيوبيا الدولة الاكبر في القرن الافريقي من حيث عدد السكان اذ ان آخر احصائية تشير الى ان سكانها قد وصلوا الي ثمانية وسبعين مليونا, ولكن منذ مايو الماضي قالت الامم المتحدة بان ستة ملايين منهم في اقاليم صوماليا (الاوغادين )والامهرة والتقراي بسبب شح الامطار ولكن الاعداد في اثيوبيا اخذت في الارتفاع حتى ان الامم المتحدة قالت مطلع الاسبوع بان سبعة عشر مليون شخصا يحتاجون لمساعدات غذائية بصورة عاجلة في اثيوبيا وهي تدعو المانحين لتوفير مبلغ 460 مليون دولارا بصورة عاجلة وتخشى الامم المتحدة ان تتكرر مجاعة عام 1984 والتى راح من جرائها مليون شخص في اثيوبيا فقط وبالنسبة للسودان والذي هو اقل هذه الدول تاثرا بسبب تفاوت معدلات الامطار لديه كما ان البلاد فيها عدد من المشاريع الزراعية التى تروى ريا منتظما الا ان مناطقه الشرقية غير قلة الامطار فانها تعتمد على الانهار الموسمية التي تنبع من ارتريا وهذه قلت ايراداتها بصورة كبيرة وازاء هذه الاوضاع في المنطقة التي تعدها وكالات الامم المتحدة من اكثر مناطق العالم احتياجا لاغاثة غذائية من بقية دول العالم وهنا يبرز تحدي آخر هو ان المنفذ الوحيد لهذه البلدان هو عبر المحيط الهندي حيث تقتسم دول الصومال ،جيبوتي وارتريا ساحل طوله 4313 كيلو متر ما بين المحيط الهندي والبحر الاحمر اذ ان الصومال لديها ثلاثة الف كيلو من هذه السواحل ولجيبوتي ستمائة كيلو متر والبقية لارتريا. وصار هذا الساحل هاجسا بالنسبة للعالم بسبب نشاط القراصنة فيه والذين احتجزوا منذ يناير 2008 وحتى امس (55) سفينة جميعها سفن شحن فقط ثلاثة منها كانت قوارب صيد اسماك. ومازال هولاء القراصنة يحتجزون سفينة الشحن الاوكرانية والتي تحمل شحنة عسكرية متجهة الى ميناء ممبسا الكيني على الرغم من تدافع عدد من القطع البحرية لمختلف دول العالم التي تمثل ثقلا عسكريا في العالم ومازالت تقترب من السفينة دون التمكن من اطلاق سراحها من براثن القراصنة والذين تقول التقارير الواردة من هناك بانهم يتسلحون باسلحة حديثة ويستخدمون هواتف فضائية (ثريا ) في اتصالاتهم وبواسطتها اكملت معهم المخابرات المصرية مفاوضات اطلاق سراح السفينة المصرية التجارية والتي نالوا مقابل اطلاقها على ستمائة الف دولار كفدية. وتشير تقارير شركات التأمين الى منطقة ساحل القرن الأفريقي بات الأخطر بين المياه في العالم الأمر الذي يحمل السفن التجارية على تحاشيها مما يجعل المنطقة على محك انها تعيش نقصا في الغذاء يزداد يوما بعد يوم وتحتاج لمساعدات تقدر بملايين الاطنان من المواد الغذائية لا سبيل لايصالها الى المحتاجين الا عبر البحر والذي كاد القراصنة ان يسيطروا عليه ويجعلوا أمر الابحار فيه مخاطرة لا مثيل لها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى