مقالات

النداء الآخير قبل ملحمة النصر : عبدالرازق كرار

4-Jan-2007

المركز

قلوبنا هناك : هكذا قال أحد الذين تحدثت معهم عن مظاهرات أستراليا المرتقبة ، أسعدتني العبارة ولكن فكرت هل ذلك يكفي ؟لكن ماهي الخيارات البديلة ، الكتابة ، ولكنها ليس حرفة للجميع ولا يجيدها الكلّ من الذين تعلقت افئدتهم بملبورن وجاليتها وناشطيها !

استنفذت كل الخيارات ووجدت أن صديقي قد لخص الممكن في عبارته المانعة الجامعة ( قلوبنا هناك ) .وبما أنني من الذين إمتهنو الكتابة فسأوجه خطابي في اللحظات الأخيرة قبل الملحة الى فئتين :الأولى : الذين لم يحسموا خياراتهم للمشاركة في هذه المظاهرة لأسباب تتعلق بالعمل ، أو الراحة التي تعقب العمل والتي يحتاج اليها الإنسان بعد عودته من دوام كامل ، أو بالا مبالاة حيث يحس أن مشاركته لا تعني شيئاً ، أو الذين يعتقدون أن الآخرون يكفون وحضورهم ليس ذو تأثير يذكر ، أو … الخ :إلى هؤلاء جميعاً أوجه النداء ، أن هنالك الالآف الذين يتمنون لو كانوا في مكانكم ، ليشاركو في هذا الحدث ، ولكن القدر إختاركم انتم ، فلتنوبوا مرة واحدة عن هؤلاء الذين يتمنون لو كانوا مكانكم حتى لولم تكن قناعتكم كاملة ، وعلى مستوى الإشخاص الم تقوموا بعمل دون أن تقتنعوا به من أجل اخ أو صديق أو مقرب ، أخرجو الى المظاهرة ودونوا هذا الحدث في هذه الخانة ، الذين لا يبالون ، عليهم ان يتذكروا قبل ان يصلوا الى أستراليا عندما كانوا في معسكرات اللجوء او السجون او المنافي ، الم يكن يسعدهم ان يخرج إنسان في مظاهرة ليؤيد مطالبهم ، بل المظاهرة كبيرة الم يكن يطربهم أى خبر يرد في صحيفة مغمورة عن قضيتهم إرتريا ، فلماذا لايبالون اليوم وهنالك غالبية الشعب الإرتري يطربه أن يسمع هزيمة ( الهقدف ) الذين يقيمون مهرجانات الخداع على مآسي شعبنا الموزع بين السجون الخفية والظاهرة ، وعلى جثث شبابنا الموزعة بين الحدود مع إثيوبيا او الكونغو أو الصومال ، ودون إسترسال في ذلك عليهم أن ينظروا الى إرتريا وشعبها ليدركوا هل هنالك ما يستوجب أن يقام له مهرجانات في استراليا أم لا ، هؤلاء إذا سألوا انفسهم مثل هذه الأسئلة سيجدون أنفسهم في الصفوف الأولى دون شك فنحن نخاطب فيهم الفطرة الإرترية السليمة الرافضة للظلم والإضطهاد والكبت ، والذين يعتقدون أن وجودهم لن يكون محسوساً فالأخرون يفون بالمهمة نقول لهم ، لا تستصغروا انفسكم فكل واحد منكم يعبر عن آمال أمة صادرت الجبهة الشعبية خياراتها ، ولو فكر كل إرتري مقيم باستراليا بذات المنطق فلن يحضر الى المظاهرة أحد ، باختصار المشاركة في هذا المنشط هو فرض عين لاينوب فيه عن آخر وهذه ليست فتوى دينية وإنما همّ وطني مثلها مثل الخدمة الوطنية ، وإليهم هذه القصة ( يحكى أن قرية ارادت ان تحتفل بزعيم جديد لها ويقدموا له هدية أتفق ان تكون برميل زيت ، وقرروا أن ياتي كل واحد بجالون ووضعو البرميل في وسط القرية ، فكر احد السكان ، لماذا يتكبد جالون زيت ولماذا لا يملأ جالونه ماء ثم يصبه في البرميل فلا أحد سيتعرف عليه وسط زيت الآخرين ، ونهاية القصة أنه عندما فتحوا البرميل وجدوه مليئاً بالماء ، لأن الجميع فكر ذات الفكرة ) .الفئة الثانية : هم الذين قرروا حضور المهرجان إما لقناعتهم بالجبهة الشعبية ، أو ترويحاً عن أنفسهم لأنهم يحبون الفنانين الذين سييحيون المهرجان ، ولهؤلاء نقول : الذين سيحضرون قناعة نقول لهم لاتغيروا قناعتكم فتلك حريتكم التي نسعى لترسيخها ، ولكن بالمنطق هل أولويات حزبكم أو رئيسكم في هذا الوقت هو إقامة المهرجانات ، إرتريون ماتوا في الصومال ، هل خطأ أثيوبيا ودخولها الصومال يبرر موتهم ، إرتريون شباب ماتوا في الصحارى والبحار إلآ يستحقون ان نوقف مهرجانات الغناء لأجلهم عام واحد ، ثم القناعة بتنظيم هل تعني بالضرورة موافقته في كل ما يفعل، إلا يستوجب النقد أحياناً إتخاذ موقف محدد من هذه الإنشطة التي تقلب الأولويات راساً على عقب ، ثم لماذا تناقضون أنفسكم فجلّ الموجودين في استراليا هم لاجئون سياسون لا يحسون بالأمن في بلدهم الأصلى ولهذا تم إعادة توطينهم ، فلماذا لاتعودون وتخدمون في صفوف الجبهة الشعبية ، أم أن الأمر هو ان تستمعوا بأغانيهم وتدعموهم بالأموال طالما هذه الأموال لا تسخّر لتعذيبكم وإعتقالكم أنتم لأنكم في مكان لا تطاله الشعبية ، ثم هل أنتم أكثر قناعة بالجبهة الشعبية من بطرس سلمون ومسفن حقوس وهيلى درع وحامد حمد وأدحنوم قبرماريام وعبدالله ادم و الكس ، والمايو وكثيرون غيرهم ، إذا الأمر يحتاج الى مراجعة حقيقة للذات وهو مانأمل ان يتاح لكم في هذه الساعات المتبقية ، ونثق في قدرتكم على إتخاذ القرار الصحيح فنحن نناضل من أجل الحرية وبالتالى لا نملك إلا نقول الحرية لنا ولغيرنا .أما الذين سيذهبون ترويحاً عن أنفسهم وتعاطفاً مع الفنانين الإرتريين القادمين من الداخل ، نقول لهم ذلك سبب يستحق التقدير فكلنا نحب مختار ملحناً وعازفاً كما نحب فاطمة ابراهيم وهيلين ملس ، وكما قال ( لوبينت ) إذا كا هنالك عرش للأغنية الإرترية فهيلين ملس تتبربع فوق هذا العرش دون منافس ، ولكن هل حبنا لهؤلاء سبب كافي لحضور هذا المرجان ذو الدلالات والأبعاد السياسية ، كم من أم ضربت طفلها رغم أنها تحبه ، وكم من شخص ترك وطنه وفؤاده معلقاً به ، سادتي الحب وحده ليس كاف لتبرير الحضور ، والترفيه في غير آوانه يصبح نوع من إستفزاز الأخرين وعدم تقديرهم ، فكم من اسرة في اعرافنا تركت مظاهر الفرح في مناسبة مثل الزواج إحتراماً لمشاعر جار بعيد توفي لهم شخص عزيز ، الآن وإرتريا كلها تعيش حداداً ومآسي جراء ممارسات الشعبية اليس من العار ان نزيد جراحات شعبنا بالداخل بدعم الجلادين من اجل سهرة أو ترفيه ، لن نخاطب فيكم غير ضمائركم حتى تكفّوا عن ذلك ، ونثق في تلك الضمائر .جاليتنا باستراليا ، ناشطونا هناك ، القائمين على أمر المظاهرة والذين قبلوا التحدى : ما تحملتم برداً او هتفتم هتافاً او عطلتم عملاً تتكسبون منه ، فأعلموا ان هنالك الآلاف الذين يشاركوكم ذات الهمّ ونفس الشعور : نقول لكم انت أهلّ لذلك فقولبنا معكم ودعواتنا لكم ، ومني لكم جهد المقّل هذا النداء !!!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى