أخبار

الخارجية السودانية: إسرائيل المتهم الأول بالغارات على شرق السودان

28-Mar-2009

المركز

قال مصدر رسمي سوداني أمس ان حكومته تعتقد ان اسرائيل تقف وراء غارتين جويتين وقعتا خلال الشهرين الماضيين، يعتقد بشكل واسع انهما استهدفتا قافلتين تحملان السلاح الى قطاع غزة ، لكن الخرطوم نفت هذه الفرضية، وقالت ان القافلتين كانتا تحملان مهاجرين غير شرعيين،

ما ادى الى مقتل العشرات. وأشارت انباء إلى ان حزبا من شرق السودان يشارك في الحكومة يدرس تقديم طلب باجراء تحقيق دولي في الحادث بمشاركة الامم المتحدة، مشيرا الى غارة ثالثة وقعت في تلك الفترة ضد 4 زوارق في البحر الاحمر تم تدميرها جميعا. وقال علي الصادق المتحدث باسم وزارة الخارجية السودانية ان السلطات بدأت في التحقيق ومعاينة الموقع والعربات المدمرة والقتلى والآثار، وفي بداية التحقيقات اتجهت الشكوك نحو الولايات المتحدة وقامت السلطات بالاتصال بهم فنفوا بشكل قاطع أن يكونوا ضالعين في الامر. واتجهت الفرضية الثانية للمحققين للإسرائيليين «ونسبة لعدم وجود قنوات اتصال مع دولة الكيان الصهيوني واصل المحققون أعمالهم وتحرياتهم حول مخلفات الهجوم.. واستمعت لشهادة بعض الناجين حول نوعية السلاح الذي استخدم في الغارات». وتابع أن السلطات ما زالت عاكفة على التحقق من الامر. ورجح أن يكون الامر له علاقة باسرائيل. وصرح الصادق بأنه اذا كانت اسرائيل هي المتورطة فهي قد تحركت بناء على معلومات خاطئة مفادها ان العربات كانت تحمل سلاحا وتحدث عن عدم شرعية التعدي على سيادة دولة اخرى. وقال ان السودان لن يرد على الهجمات بينما التحقيق جار. وأضاف ان السودان يحتفظ بحق الرد لاحقا وانه حتى الان لم يتأكد ان الفاعل هو اسرائيل. ويعتقد الصادق ان الهجوم الاول وقع في الاسبوع الاخير من يناير (كانون الثاني) بينما وقع الثاني في منتصف فبراير (شباط). وقال ان السلطات لم تعرف بالهجوم الاول الى ان وقع الهجوم الثاني وذكر ان الهجومين وقعا في منطقة قريبة من الحدود المصرية وهي منطقة صحراوية نائية ليس بها سكان. وأضاف أن السودان يجمع الأدلة من موقع الهجمات. وقال انه ما من دليل على ان القوافل التي تعرضت للهجوم كانت تحمل أسلحة ورجح أن تكون لتهريب البضائع والبشر من المهاجرين مشيرا الى ان الشاحنات كانت صغيرة ومن المستبعد حمل أسلحة في شاحنات كتلك. وكشف الفاتح محمود أمين الإعلام في تنظيم «الأسود الحرة» (من شرق السودان) المشارك في حكومة الوحدة الوطنية في السودان لـ«الشرق الأوسط» ان تنظيمه يرتب لرفع شكوى عبر هيئة محامين باسم التنظيم الى الأمم المتحدة تطالب فيه بالتحقيق في الغارات التي قال انها جرائم تمت ضد «فقراء ويائسين» من أبناء الشرق. وجدد ان القافلتين اللتين تعرضتا للقصف اولا في «جبل أولاد صلاح» وثانيا في منطقة «جبل شانون» هما لتهريب البشر من المهاجرين، وليس السلاح كما يزعم البعض. وكشف ان الغارات أصلا ثلاث، اثنتان ضد قافلتي سيارات والثالثة وهي وقعت بين الاثنين ضد زوارق صيد، وقال إن «الزوارق الأربعة دمرت»، ورجح المسؤول الإعلامي في «الأسود الحرة»، وهو تنظيم كان متمردا ووقع اتفاق السلام مع الحكومة في عام 2006 ويشارك الآن في الحكومة على مستويات مختلفة، رجح ان الهجوم على الزوارق كان قد تم عبر غواصات. وحسب قوله ان شهود عيان ذكروا ان آليات خرجت من تحت الماء وقصفت الزوارق قبل ان تختفي مرة أخرى تحت الماء. وقال ان الزوارق كانت في رحلة صيد عادية. واعترف المسؤول بوجود تجارة السلاح والبشر من الراغبين في الهجرة الى خارج السودان، في القرن الأفريقي كله يمارسه سودانيون وصوماليون وإثيوبيون، وقال ان «هؤلاء لجأوا لهذه المهنة اضطرارا بسبب أوضاعهم وظروفهم المعيشية السيئة»، وقال «هؤلاء يجازفون بحياتهم للحصول على المال ويهربون لمصلحتهم ويعملون في مناطق غير معروفة»، غير انه نفى بشدة ان يكون هناك سلاح يهرب من السودان الى غزة. وقال «الأمر لم يصل الى ذلك الحد وعمليات التهريب محدودة والأسلحة التي ضربت هي للحماية الشخصية». وطالب المسؤول في «الأسود الحرة» بتوفير خدمات ومشروعات تنموية في شرق السودان كعلاج جذري لعمليات التهريب التي يمارسها البعض هناك، وقال هذا هو البديل للتهريب، الذي وصفه بأنه البديل المطروح الآن أمام الفقراء في المنطقة. وكانت «صحيفة السوداني» السودانية نشرت خبر الزوارق في يناير (كانون الثاني) الماضي في سياق حول حادثة تهريب عادية وقعت في شرق السودان، ولم يثر أية ردود فعل، ولم يحظ الخبر حتى بمتابعة من الصحيفة نفسها. حيث ذكرت في الرابع عشر من يناير الماضي، استنادا إلى مراسلها في مدينة بورتسودان ان قوارب صيد سودانية تعرضت لإطلاق نيران مجهولة، ونسبت الصحيفة إلى مدير المصائد البحرية في بورتسودان ان 4 قوارب صيد تقليدية تعرضت لإطلاق نار مكثف من مجهولين في المياه الإقليمية السودانية عند منطقة جبل «تلاتلا» الواقعة شرق مدينة «طوكر» السودانية الساحلية، ومدينة «سواكن» السودانية الساحلية، وأسفر الحادث عن مصرع صياد واحد وفقد آخر. وأشار إلى ان من بين القوارب الأربعة قاربا يمنيا اخترق المياه الإقليمية السودانية وعلى متنه صوماليون، معتبرا أن الواقعة غير شرعية.وكان موقع عدوليس قد أورد ضمن عدد من المواقع الإرترية خبر الغارة الأولى في حينه كما نشر أسماء ضحاياها من الإرتريين والذين بلغ عددهم 20 إرتريا فيما تم إبعاد الجرحى الذين بلغ عددهم 50 إرتريا إلى إرتريا بعد أن تم علاجهم في مستشفى كسلا .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى