مقالات

مفاتيح : وحدة المعارضة الإرترية .. التعامل الاستراتيجي المطلوب .. جمال همد

4-Nov-2007

المركز

عقب قطيعة دامت عدة أشهر التقى طرفا التحالف الديمقراطي الارتري المعارض للحكومة الارترية (يضم إحدى عشر فصيلا ) في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا خلال يومي 22و 23 من أكتوبر المنصرم ليسفر اللقاء عن التأكيد على عودة التحالف وتشكيل لجان لذلك تكون مرجعيتها قيادتي الطرفين حسب ما ورد في التصريح الصحفي الذي صدر دون أن يحدد كيفية العودة .

ويبدو أن هذا اللقاء جاء ثمرة لضغوط إثيوبية عملت خلال الشهور الماضية لتجاوز مرحلة البيات الشتوي الذي اعترى نشاط المعارضة الارترية الضعيف أصلا . وقد شهدت الشهور الماضية حملات إعلامية تبادلها الطرفين بالوكالة عبر بعض الأقلام مما غطى على كثير من الأحداث والوقائع وكذلك اقعد المعارضة عن التفاعل مع جملة الأحداث داخل ارتريا وحول محيطها الإقليمي. فقد تزايد أعداد الهاربين من بطش اسمرا والعابرين نحو السودان وإثيوبيا وأصبح لهذه الظاهرة سماسرة وأسواق وادلاء بين عدة عواصم من بينها اسمرا، كما ازدادت فرص قيام الحرب الحدودية بين البلدين اثر التصريحات الارترية بأن هجوما إثيوبيا وشيكا على البلاد في أول نوفمبر الحالي مما استدعى أديس أبابا بالرد على الهجوم المزعوم حسب وزارة الخارجية الإثيوبية هذا في الوقت الذي يتزايد الاحتكاك الارتري الإثيوبي في الساحة الصومالية وعبر مسلحين إثيوبيين يتم تجهيزهم وإرسالهم إلى داخل إثيوبيا عبر المثلث الحدودي السوداني الإثيوبي الارتري ( حمدايت الحمرا أم حجر) . وعكس كل التوقعات فقد تراجعت العلاقات الارترية السودانية في الأسابيع الماضية عقب رفض الأخيرة للوساطة الارترية في خلافات شريكي الحكم في الخرطوم وطلبت من الرئيس اسياس عدم القدوم إلى الخرطوم . في الوقت الذي ذهب فيه وفد عالي المستوى من الحركة الشعبية إلى أديس أبابا للقاء القيادة الإثيوبية والاتحاد الإفريقي ، كما قام مساعد الرئيس البشير بزيارة مماثلة اتبعها بزيارة تطيب خواطر لأسمرا استغرقت ساعات . هذا على الصعيد الإقليمي أما دوليا فقد تصاعدت الأزمة الارترية الأمريكية حتى فكرت واشنطون جديا في وضع ارتريا ضمن قائمة الدول الراعية للإرهاب حسب تصريحات جنداي فريزر في فواتح أكتوبر الماضي تلاها تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية التي أكدت صعوبة التفاهم مع اسمرا بشأن الوضع في الصومال . وأهم أحداث هذا الشهر محاولة اغتيال الرجل الثاني والقوي في جهاز الأمن الارتري سيمون قبر دنقل في 13 أكتوبر الماضي ، على خلفية مقتل رجل المال والأعمال الارتري فقري وقد اعترف بالواقعة وزير الإعلام الارتري على غير العادة اثر تسربه لوسائل الإعلام الارترية والأجنبية تلا ذلك حملة اعتقالات واسعة بين ضباط المخابرات العسكرية والأمنية ومن بينهم قائد شرطة البلاد مما يؤشر لصراعات قادمة بين الأجهزة المتنفذة في البلاد في حالة حدوث فراغ امني أو سياسي مستقبلا . كل هذه الإحداث تجري تحت جسر المعارضة الارترية التي طال صمتها وكأن في أفواهها ماء أو كأن هذه التطورات تجري بعيداً في أمريكا اللاتينية ، فلم يصدر حتى تصريح واحد يتحدث عن خطورة الأوضاع في الحدود الارترية الإثيوبية ولم تعلق على محاولة اغتيال قبر دنقل ولا … ولا . صمت مطبق تخرج بعده بهذا التصريح الخجول للقاء جاء نتيجة جهد خارجي تمهيداً لمرحلة جديدة سوف تكون فيها المعارضة الارترية منفعلة وليست فاعلة . خلال الشهور الكئيبة الماضية حاولت أقلام ارترية عديدة تلمس سبل الحل بين طرفي المعادلة في المعارضة الارترية ونضيف هنا أن الحل يكمن في التعامل الاستراتيجي مع موضوع التئام المعارضة الارترية حول نقاط محددة وخلق آليات تتناسب وذلك بعيداً عن نقاط الاختلاف وإقحام الحد الأعلى لبرامجها في ميثاق فضفاض يعطل الكل وكذلك تداول القيادة فيما بينها واختيار القيادات المناسبة وتحديد صلاحيات الرئيس وتفعيل القيادة الجماعية في رأس الهرم الذي يتفق عليه كذلك إشراك منظمات المجتمع المدني والأكاديميين والإعلاميين والشخصيات العامة في الشأن الارتري . هذا كله يحتاج لإصلاح عام لأوضاع كل تنظيم وفصيل على حده لان التحالف هو حاصل جمع هذا الإصلاحات أو المشكلات التي تعانيها هذه الفصائل. بالجملة فإن نهاية هذا العام سوف يشهد الكثير من التطورات التي تحتاج لقيادة واعية وإطار مناسب للتحالف أو أية تسمية وعلى الجميع مغادرة مشكلاتهم وحساسياتهم ولا يستطيع شعبنا تحمل المزيد من الإخفاقات والانكسارات التي بدأت منذ بداية الثمانينات ولم تتوقف حتى الآن .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى