مقالات

تنميـة الحــدود الســـودانيــة الإريتـــرية ..هـــل سيمنـــع توتــر عــلاقات البلديـن؟ : عبدالمنعم أبو إدريس

9-Mar-2007

المركز

جريدة الصحافة السودانية
قال البيان الختامي بعد المباحثات التى اجراها الرئيس عمر البشير مع نظيره الاريتري اسياس افورقي في الدوحة فى حضور امير قطر الشيخ خليفة بن حمد آل ثانى الثلاثاء الماضى ان البلدين اتفقا على تنمية الحدود المشتركة بينهما،

وهذه المرة الثانية التى ترد اشارة لتنمية الحدود بين البلدين فالاولى في بروتوكول الثروة الذي وقع بين الحكومة السودانية وجبهة الشرق حيث ورد في ديباجته الاشارة في الفقرة الرابعة من الديباجة الى تنمية الشريط الحدودي.قال د.مصطفى عثمان إسماعيل مستشار رئيس الجمهورية إن مشروع تنمية الحدود بين إريتريا والسودان -والذي تم التوقيع عليه بالدوحة- هدفه قطع الطريق أمام أي تدهور للعلاقات بعد إعادة العلاقات بين البلدين.وأوضح إسماعيل في لقاء مع الجزيرة أن علاقات السودان مع إريتريا تمضي في الاتجاه الصحيح، مشيرا إلى أن هذا المشروع الذي سترعاه قطر سيستفيد منه مواطنو البلدين.وأشار إلى أنه تم الاتفاق على إقناع الحركات المسلحة بشرقي السودان للمشاركة الفاعلة في الثروة وأمن استقرار السودان بعد توقيع اتفاق السلام.ونقلت وكالة الأنباء القطرية عن النائب الأول لرئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، أن المحادثات تكللت باتفاق البشير وافورقي “على تنمية المناطق الحدودية بين إريتريا و السودان من النواحي الاقتصادية والخدمية”..وبموجب اتفاق أسمرا تعهدت الحكومة السودانية باستثمار مائة مليون دولار لتنمية منطقة شرقي السودان الفقيرة المحاذية لإريتريا في 2007 و125 مليون دولار سنويا بين 2008 و2011.ورعت قطر اتفاقا بين السودان وإريتريا عام 1999 أدى لعودة العلاقات الدبلوماسية بينهما بعد قطيعة منذ 1994. والشريط الحدودى بين السودان واريتريا يمتد على طول ستمائة كيلو متر من البحر الاحمر حتى مثلث الحدود السودانية الارترية الاثيوبية ويعبره نهران موسميان هما القاش وبركة وارضه باستثناء الجزء الشمالي منها عبر عن ارض مسطحة اما المنطقة الشمالية ففيها بعض التلال المرتفعة وتتاخم الحدود ثلاث ولايات سودانية هي كسلا ,القضارف والبحر الاحمر هذا في جانب السودان وعلى الناحية الاخرى تتاخم السودان اقليمي القاش بركة وهي ما تعرف في ارتريا بمناطق المنخفضات الغربية. اما اثنيا فالمجموعات البجاوية تسكن على جانبي الحدود وتتداخل الاسر حتى انك تجد الاسرة الواحدة على الجانبين ،وتنتشر مجموعات البني عامر والرشايدة واللحويين والشكرية في المناطق المواجهة لولايتي القضارف وكسلا اما المنطقة المقابلة لمدينة همشكوريب فتخلو من السكان فبعد ان تبارح همشكوريب كا اكبر تجمع سكاني لايقابلك تجمع سكان على جا نبي الحدود وليس هناك مدينة ارترية قريبة في تلك الانحاء. والمنطقة عرفت وسيلة مواصلات انشأها المستعمر في ايام الحرب العالمية الثانية وهي خط السكة حديد الرابط ما بين مدينة كسلا ومدينة تسني الارترية ولكن الآن الخط الحديدي زال ولم تبق سوى وسائل المواصلات التقليدية في منطقة فقيرة. والمنطقة منذ عام 1961 تاريخ اندلاع الثورة الاريترية لم تعرف المنطقة الاستقرار فعبرها عبرت قوات الثورة لمقاتلة الاثيوبيين وسلك السلاح القادم من بلاد عربية طرقها كما انها ظلت مناطق ارتكاز خلفية للثوار يعودون لها بعد المعارك واليها لجا الذين فروا من الحرب فكان الشريط هو المركز الاول لاستقبال اللاجئين. ومنذ العام 1996 وانتقال المعارضة المسلحة للانقاذ لارتريا اصبحت المنطقة مركزا لمواجهات كما انتشرت فيها الالغام الامر الذي حدا بالامم المتحدة تاسيس مكتب خاص بالالغام في مدينة كسلا يعمل الان في مناطق طوكر على البحر الاحمر وفي محليتي همشكوريب وكسلا ,اذن المنطقة تعاني من نقص حاد في الخدمات ويقل السكان فيها وضربتها الحرب اضافة للجفاف والتصحر الذي زاد من حدة النزوح في المنطقة. وبرغم ما تعانيه المنطقة الا انها تمتاز بموقع استراتيجي بقربها من ساحل البحر الاحمر في واحدة من اهم مناطقه خليج باب المندب وهو من اهم معابر التجارة بين اروبا والشرق والخليج العربي وقد بدا هذا واضحا من الحضور العربي لمراسم توقيع اتفاق سلام شرق السودان الذي وقع باسمر في يوم 14 اكتوبر 2006 وفيه اعلن العالم العربي التزامه بتنظيم مؤتمر للمناحين لتنمية، والاسبوع الفائت يوم 4 مارس قال ابراهيم محمود حامد والي كسلا ان ما يحتاجه الشرق هو مؤتمر للمناحين لان صندوق التنمية لايستطيع القيام بمشروعات البنيات التحتية. وعلى الجانب الارتري معروفة المنطقة الغربية في ارتريا بانها منطقة المنخفضات وغالب سكانها مسلمون ويعملون بالرعي وقليل من الزراعة وتقل فيها الخدمات .ومشروع تنمية الحدود اضافة للاستقرار الذي سيحققه سيضيف مزيداً من الترابط بين الجانبين وبناء العلاقات على اساس المصالح وخاصة السودان هو اقرب منطقة يمكن ان تزود ارتريا بالنفط والغذاء. وقد بدات ارتريا في انشاء مستودعات بترولية في تسني اقرب المدن الارترية للحدود السودانية في ديسمبر الماضي، كما ان الحكومة السودانية شرعت في بناء منطقة حر. الى الشرق من خشم القربة وافتتحت ادارة الجمارك نقطة على الحدود في ديسمبر الماضي لمباشرة العمل التجاري والذي سيؤثر على الحركة التجارية في مدينة كسلا .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى