مقالات

الذكرى الحزينه في واقع اكثر سوداويه بقلم / أحمد صالح القيسي

21-Jun-2014

عدوليس نقلا عن إذاعة المنتدى

العشرون من يونيو من كل عام , هي الذكري التي يتوشح فيها السواد منازل الارتريين وقلوبهم . وترفعالشمعات المضئيه احيا لهده الذكري الحزينة . كل عائلة في الريف والمدينة قدمت احد ابنائها او احد اقربائها اواكثر ثمنا لحرية وكرامة الانسان والارض في هدا البلد . سلسلة من التضحيات على مدى ستون عاما وفى تصاعدمستمر من الضحايا على مدى هذا الامتداد الزمني الطويل . وحلم حمله كل الدين غابوا ثمنا لحرية مفقودة , وكرامةمهدورة , وغياب حياة انسانية لائقة . سوى تم الاستقلال او لم يتم . حلم هؤلا تحول الى كابوس لمن بقوا على قيدالحياة . والحصيلة راح هؤلا الااحياء يبحثون عن حلم الشهداء ليس في بلدهم الاصلي الذى ماتوا هولا وضحوا مناجله , ولكن في بلدان الاخرين , حاملين هم بلدهم الاصلي , لعلي وعسى ان يتحقق الجزء اليسير من حلم الشهداء فىهذا البلد البائس .

التراجيديا الارترية في محصلتها , وبعد هذا الثمن الباهظ المدفوع من ارواح ابنائها والذي تجاوز الربع مليون (حصيلة حرب التحرير . وضحايا الحروب الحمقاء للنظام تصب في بروز اسئلة محورية ___ ماذا يعني لاستقلال بعدهذه النتائج الماساويه ؟ وهل مات هؤلا ضحية لغفلة في التاريخ ؟ او هل مات هؤلا نتيجة لوهم سكنهم وسكن المجتمعوسيطر عليه ؟ كيف يعقل ان تكون النتيجة هكذا : > عشرة الف معتقل سياسي , و معتقل راي .> خيرة القيادات الوطنية والمشهود لها , اصبح مصيرها الاخير السجون حتى مثواها الاخير .> قرابة المليون مشرد ولاجئ نساء واطفال في الدول المجاورة والعالم .> ما من قصة ماساوية للاجئين في انحاء العالم , الا وكانت كوكبة من الارترين وعائلاتهم تزينهذه الماساة . > اوضاع الشعب ولاسيما في الارياف والنواحي , والتي كانت الحاضنة للثورة على مدى الثلاثونعاما , اصبحت بحكم المنسية فى العشرونعاما المنصرمة من عمر الاستقلال التليد . الساحل مثالا وغيرها . > اعادة صياغة المجتمع وعسكرته , تماشيا مع سياسة السيطرة التى ينتهجها النظام . بحيثتحولت الى حالة من العبودية , وتسيد حالة الاستبدادواشاعة حالة من القمع على رقاب المواطنين , حيث بلغت الحالة ان اي متهم من قبلهم تشملالعقوبة كل من له او صلة بهذا المتهم < مثال ذلك اسرةوزير اعلامهم السابق > السيد علي عبده . بحيث بلغ الرعب حدا لايصدق شمل جميع الاعماردون استسناء . > اصبح توزيع المواد الغدائية رخيصة الثمن عبر كوبونات توزع على من امتثل لسياستهم . وحرمان منلم يمتثل لهذه السياسة . واصبحت حقوق المواطنةوالتسهيلات الاادارية لمن يعشون فى الخارج تقوم بتسديد الحصة المخصصة والمقدرة ب الاثنين فىالمئه , والا حرموا من تجديد بطاقاتهم وجوازات سفرهماو اي معاملة يتطلبها وضعهم فى المهجر .> فى الصورة المقابلة والشئ المؤسف , كان النظام الاثيوبى فى الزمن الغابر وقد يكونالزمن السعيد بالمقارنة مع بلغت به الاوضاع فىارترياء على يد هؤلا الحثالة . كان ياتي بشحنات من المواد الغذائية والخراف باالطائرات من اثيوبيا, ويقوم بتوزيعها على السكان . انها الذكرياتالتى يتداوالها سكان اسمراء حين يضيق بهم الحال .> والشئ الذي يثير المرارة فى النفس , ان بين الشباب الذين ماتوا فى صحراء ليبيا , او عانوا فى سيناءمن بتر اعضاء من اجسادهم , او بيعت , او ماتواغرقا فى بحار الله الواسعة . او اصبحوا متسولون فى الدول المجاورة السودان اثيوبيا اليمنجيبوتي هم ابناء هؤلا الشهداء الذين نحتفل حزناعليهم اليوم , بل نعدهم باننا على الدرب سائرون .لا احد فى العالم يمكن ان يصدق ما الت اليه الاحوال فى ارترياء , حين يصادف ان تجد غريبا ويكونمهموما لمعرفة ما يجري فى هذا البلد . وتحاولجاهدا ان تشرح ما يعانيه هذا الشعب , فى مح اولة لااعطاء صورة للوضع , لا يمكن ان يصدق ان هذهالاشياء تحدث , والنتيجة ام ان يتهمك بالكذب او المبالغة.لا احد يصدق لان ما يحدث لا يصدق .ولكن لماذا اختار هولا هذا الاسلوب وهذه الطريقة للحكم وادارة شؤن بلد وشعب ؟ بالمختصر المفيدانها مشكلة عقلية , وذات خلفية اجتماعية , وثقافية ._ كيف يعقل ان تثحدث ليل نهار معلنا : بانك تهيئ الارضية للااجيال القادمة , وانت تمارس بشكليومي ومنهجي ومتسلسل في عملية ابادة لجيلينكاملين طوال العقدين المنصرمين . اي جيل تنتظر حتى تهديه جنتك الموعودة ._ من غرائب عقلية حكام ارترياء . يتحدثون ويمارسون افعالهم وكانهم خالدون الى ابد الابدين .حين يقضون على جيل بعد جيل , ويعلنون جهارا نهاراان ما يفعلونه هو من اجل الاجيال القادمة . وهنا يتحدون بكل صلافة واعتباط , قانون صاغه اللهفى هذا الكون , ملخصه : ان الحياة تسير بتعاقب الاجيالوحياة تطبع بها وتفكير وتستمر . ولكل جيل همومه وقضاياه . ولا يمكن فرض طريقةالحياة الى يوم القيامة . انه التعامل مع المستحيل .+ لو علم شهدائنا فى ذكراهم كيف يعيش الشعب الذى ماتوا من اجله . واى حال بلغ فيحياته ومعيشته . هل كانوا يعيدون الكرة بتلك البسالةوالتضحية التى قدموه .اموال البلاد تنهب … قالوا مشاريع استخراج الذهب. واستخراج البوتاس وثروةحيوانية وسمكية . لا يعرف الشعب شئ عنها سوى اخبارمتطايرة من مصادر معظمها خارجية . لان النظام يعتبر هذه الامور من اسرار الدولة ولايمكن البوحبها . حتى ميزانية الدولة لا تعلن . فاارترياء تعتبرالبلد الوحيد فى العالم الذى لا تعلن , ولا تعترف بضرورة اعلان ميزانية , او خطط اقتصادية. ماعدى شخصين : الرئيس …….. وسنده الاقتصاديالسيد حقوس كشاء . مما دفع وزير المالية السابق بتقديم استقالته ملخصا استقالته بجملةبديعة حين قال < انا لا اعرف مصادر المال , كل ما اعرفهانني اشاهد حقائب تدخل مقر الرئس وتخرج منه >ياشهدائنا الابرار ما يجب ان يقال الكثير … الكثير .. نعلم والكل يعلم بانه لم يخطر على بالكماو بال اي فرد فينا , ان ياتي اليوم الذي نتحسر فيهبفقدانكم ….. وخسارتكم ان لا تكونوا بيننا . بدلا من ان نشعر بالفخر بكم . ولكننا نستشعر فىدواخلنا باننا جميعا خاسرون الاحياء منا والاموات .فالنتيجة كانت مخيبة للاامال . اليوم ايها الشهداء الابرار … هناك الكثير والكثير ممن يتحسرونعلى غياب الاستعمار الذى حاربتموه . هناك الكثيروالكثير … من الذين يرون ان الخسائر كانت فادحة وباهظة , والنتيجة كانت صفرا ومزيد من الماسئ .يقال فى حضرة الشهداء , لايمكن الكذب .. والتسويف , فهذه دماء زكية …. قدمت بصدق واخلاصوتضحية . ولكننا نتحدث عن نتائج قياسا لااحلامكمنعلم دمائكم لم تكن رخيصة , ولكن هناك من استرخصوها . حتى على المستوى الااخلاقي وليسالالتزام . من خلال ما جرى ويجري , طوال العشرون عاماالماضية .شهدائنا الابرار …. هناك من سرق احلامكم , سرقها لاانها بلا رقيب . فتجربتكم لم تصنعرقباء , فزمنكم كان زمن الثقة ….. والصدق .لقد انقلبوا على كل العهود والااحلام لاانهم لا يعبؤ بها . فقد كان لهم حلمهم الخاص بهم .بحيث جيروا كل شئ لصالح مشروعهم . واخيرااختزلوا مشروعهم لصالح شخص واحد مريض . لا تصدقوا ايها الشهداء دموعهم التىتذرف حين ياتي ذكركم , فهى اشبه بدموع التماسيح.لقد براؤ انفسهم حين منحوا تلك القصاصات كا شهادة لا اهاليكم بانكم شهداء , وبانهم علىدربكم سائرون , ولكن شتان بين دربكم ودروبهموبين الدربين ضاع شعب باكمله . فالخسائر لا تعد ولا تحصى لا يلخصها سوى حسبنا الله ونعم الوكيل .> قد ياتي صوتا صارخا منكم ياشهدائنا متسائلا : الا تقاومون الم يبقى لديكم رجلا اوامراة او طفلا . يصرخون …. كفى فلنقاومولنسقط هذا النظام . ولننهى هذا الكابوس الظالم . نعم لدينا جيوش وليس جيشا ممن يرفعون الرايات مقاومين ورافضين ولكن اصواتهم لاتصل ابعدمن مقاعدهم الوثيرة فى دول المهجر .نضال هذا الزمان لا يشبه نضالاتكم فى ذاك الزمن الجميل , حين كان الرفض رفضا , وحين كانللكلمة معنى , وللالتزام ثمن يدفع . الرافضون مناحائرون كفلاسفة الزمن الغابر . يجادلون , هل البيضة سبقت الدجاجة ؟ ام العكس , جاء الان مكررابصياغة اخرى ليكون شاغل معارضى هذا الزمان.الى ان تاتى الساعة التى تعيدنا جميعا الى جادة الصواب .فى هذا الزمن السئ يا شهدائنا الابرار . كدنا ان نفقد الثقة حتى باقرب الناس لمشاعرنا وتفكيرناولما نعتقده با الخط السليم فى النضال . فقد تبدلتالادوار والاحوال , انها هجمة لاتقل عن هجمة النظام على احلامكم . فقد برزت جحافل ممن رفعوارايات الطائفية بكل انواعها , والمناطقية بكل الوانها .وكل ما حاربتم من مخلفات الماضى . بل والانكى من ذلك اصبح لديهم منظرون وفلاسفة . وسفهاءالامس اصبحوا حكام وقضاة اليوم . فاالنظام بجرائمهوفر لهم معين لا ينضب من سلسلة جرائمه , كي يغرفوا منه ما يشاؤن ليوجهوا الاتهامات يسارا ويمينا للنيل من شرف النضال وتجارب الماضى .وتضيع الحقيقة وسط هذه الهستيرياء . والنظام يرقص متباهيا موكدا مرة تلو اخرى , ان لا بديلوهو الوحيد الامين على قيادة السفينة . ولاباسان يذرف دمعة او دمعتين على ارواحكم الطاهرة , كضرورات الواجب وحسن الاخراج والتمثيل .هذه اوضاعنا وهذا ما الت اليه امورنا . فموكب الشهادة لم يتوقف في هذه البلاد وابنائها . فاالموتاليومي التى تلحق بكل ارتري فى كل انحاء ارترياءاو في شبه جزيرة سيناء او الصحراء الليبية او الغرق في بحار ومحيطات العالم او الموتالمجاني على الحدود … وهكذا قوافل من الشبابتلحق بكم قد تجعلكم قريبين باالواقع الذي نعيشه .ياشهدائنا الابرارقد تتسالون اين الشعب اين الشعب الحقيقة المرة ياشهدائنا ان الشعب لم يبقى لديه الا القليل حتى يصبح شهيداويلحق بمواكبه وصمته بكم . فمنذ غيابكم وحتى هذهالذكرى لا يمر يوما الا وتضاف اليه عذابا جديدا يتم ختراعها اختراعا فى دهاليز سلطة عمياء . ويصحوامن صدمتهم على رقصات وانغام وسائل اعلامالنظام . او بالمعجزة الاقتصادية التى وعدهم بها , وبان المستقبل اصبح بين ايديهم وسوف يرسمونه علىهواهم . اعلام تجاوز كل ما سبقه من اعلامالعالم الكاذب . ويلتفت الشعب لعل ان يجد بارقة امل ممن يدعون مقاومة النظام فيجدهم منهمكين فيتطلعاتهم وبحوثيهم وانتهازيتهم . ويصوب وجههتجاه الدول المجاورة فيجد اثيوبيا مهما كان رائينا فيها , تنعم بنهضة اقتصادية غير مسبوقة , ويجدجيبوتي تسعى لاهثة كمنطقة حرة لاافريقيا . ويجداتعس دول العالم السودان الشقيق والتحولات الكبيرة اجتماعيا واقتصاديا برغم تعاسته . بل ويجد العالممشغولا فى هموم بلغت مرحلة السفر الىالكواكب الاخرى , فا يموت قهرا وكمدا . ولم يعد من هم يشغل اباء وامهات واخوات هذا الشعب سوى هلوصل ابننا سالما الى هذه الدولة الاروبية او تلكهل تجاوزوا بدو سيناء , وتجار البشر , ورجال امن الدول المجاورة . انها حكاية لا تنتهى ,ان مواكب زيارات الاحزان هى السمة اليومية الغالبة لااهالينا فى المدن والارياف الارترية . والانتقال منمنزل الى اخر لتقديم التعازى هو الواجب اليوميالذى يطبع حال وروح البلاد طولا وعرضا . والنظام لا يبخل من خلال ادواته الاعلامية فى بث التسليةلهذه الارواح المكمومة , من خلال الاغاني المفرحةالمحلية والاجنبية وعروض الازياء التى توحد القوميات ولقاات الاطباء , وكان وضع الشعبالصحى فى احسن حالات ومقابلاتمع الخادمات العائدات من بيروت والبحرين ومدى الاضطهاد الذى عانينا منه. طبعا دون ان يسالوامن الذى صنع ماستهن ثم يختمونبرامجهم باافتتاح مشروع مد حنفية مياه فى قرية من احد القرى . هذه حالتنا ياشهدائنا الابرار . لقدصاغوا الامور ان يكون موتكم … وتضحياتكم هوان يعيش هذا الشعب فى عالم من السريالية يصعب عليه التميز بين الواقع والخيال بحيث يصبح امامخيار واحد لاغير : اما المجازفة باالهروب , اوان يموت كمدا ونكدا وقهرا ياشهدائنا الابرار اذا كانت ذكراكم قد اختير لها يوم العشرون من يونيو من كل عام . فهذا العام وبعدايام من هذه الذكرى هناك موعد كرنفالي يعدهالنظام من خلال حشد من الفنانين والفنانات , وكل ما يخطر فى البال من ادوات البهجة .. والفرح …وبفارق ايام وبعد ان ذرفوا الدموع عليكم يعدونالكرنفال الراقص احتفالا ليس بعلان دستور بل بانهم اخيرا سوف يبداؤن بكتابة الدستور . بعد اربعةوعشرون عاما . وبعد ان ضاقت السجون بالمعتقلينحول موضوع الدستور ياشهدائنا الابرار اراحكم الله فى قبوركم اينما كنتم . اما نحن فلا راحة لنا ولا هدؤ , فامشوارناطويلا اكراما لكم . برغم انه لم يبقى من العمر طويلالهذا الجيل المنكوب ممن حملوا الشعلة فى الماضى . لعلى وعسى هذه العبارة المفتاح هى الملاذ المعنوىالاخير . والقشة التى يتعلق بها هذا الشعب . لعل وعسىان ياتي اليوم الذي يغيبون فيه هؤلا العتاولة من المشهد السياسي اولعل وعسى ان يمنح الله العقلوالحكمة لمعارضينا وان يفعلوا الصواب بتوحيد جهودهموهكذا دواليك وتمر الايام والشهور والسنين ونحن نحتفل بذكراكم , ولسان حالنا … لعل وعسىان تاتي الذكرى القادمة وقد خفت همومنا .ولعل وعسى ان تكون ذكراكم دافعا ان نعي ما يجب ان نكون و ما يجب ان نفعل لقد بلغنا من التقسيموالتشظي وتسميات لمنظمات وتنظيمات , حدا يصعب احصائهوتستحضرني هنا ذكرى فى النضال الارتري , حين كان شعارا وسببا لحرب اهلية . تحت حجة ان الساحةالارترية لاتحتمل وجود تنظيمين . ماذا لو عادوا اصحابذلك الشعار ليروا سوق التنظيمات فى الساحة الارترية , حتما لا اشعلوا حربا عالمية .يا شهدائنا الابرار : فا ليمنحكم العلي القدير رحمته . ويسكنكم جناته , هذا الدعاء هو كل ما نملك . فا الزمنالذي نعيش فيه ليس كا زمنكم , انه زمن العجائبفا الديكتاتور يحيط نفسه بجيش ممن برعوا فى النفاق السياسي الموجات وفى الجانب الاخر معارضةفاقدة البوصلة والاتجاه حتى حديثى الحضور لمعسكر المعارضة وبين هؤلا وهؤلائك شعبا مكمومتائه على و جهه لا يدري ماذا يفعل ويقفمتعجبا في هذا المشهد السريالي ومتسائلا اليس من خاتمة لهذه القصة التى ترفض الانتها .لكم الرحمة من العلي القدير ولنا الرحمة ان يضع الله نهايةوخاتمة لهذا الشقاء .المجد لكم ياشهدائنا وبرغم الياس فلن نركع ولن نستكين .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى