مقالات

حركة 21 يناير الأعلى صوتاً. بقلم/ احمد شيكاي ( المانيا )

21-Jan-2017

عدوليس ـ ملبورن

كل المعلومات تشير بشكل معلوماتي بسيط أن حركة فورتو أنتهت بإغتيال بطلها، سعيد علي حجاي، وإعتقال كل الفاعلين فيها أو من هم على مقربة من قائديها ومنظميها. هناك سؤال موضوعي، هل حقاً أنتهت بهذا الشكل ؟. في إعتقادي، إنها حركة خلقت ما كانت تطمح له بشكل وآخر، نعم هي لم تحقق غرضها الرئيس وهو إسقاط نظام إسياس من الحكم، وإستبداله بنظام ديمقراطي تعددي، ولم تحقق الحرية للمعتقلين، بل تسببت في إضافة معتقلين جدد. لكنها، على صعيد متصل حررت الشعب من قيود كثيرة، أهمها أعادتْ الثقة في الجيش الإريتري، وتمكنت من فرز الشعبية عن عصبة

الحكم أو ما يُسمى إختصارا بـ ( الهقدف).ثم أن حملة الإعتقالات الواسعة التي قام بها النظام بعد صبيحة 21 يناير سببت له مشكلات أمنية وإستخباراتية كبيرة، تمثلت في قطع التراتبية والتسلسل الطبيعي في الرتب العسكرية، إذ تصعد المعلومة الإستخباراتية من أدني إلى أعلى بشكل مرتب حسب بنية الجهاز الأمني المتسلسل، فالإعتقالات التي تلت صبيحة 21 يناير تسببت في قطع هذا الإنسياب الطبيعي في المعلومة والسيطرة الأمنية القابضة التي عُرف بها نظام الشعبية؛إذن هناك خلل بنائي كبير في منظومة النظام، مما يعني أنه أسست لسقوط وشيك للسلطة الحاكمة في أسمرا.
في أول تعليق رسمي من قبل النظام والذي جاء على لسان ” قرما أسمروم” رئيس بعثة النظام في الإتحاد الأفريقي وممثله في الأمم المتحدة، قال في تصريحه: أن حركة (فورت) هي عبارة عن حركة متطرفة لمجموعة من الإرهابيين الإسلاميين؛ بغرض إفقادها دعم الشعب وتخويف المسيحيين الإريتريين منها وهذا بالطبع مسلك النظام؛ اللعب على تنوع وتعدد الشعب الإرتري وإستخدامه كتناقض يحفظ إستقراره، ويمدّ في عمر سلطته، مع كل هذا لوحظ بشكل واضح ومؤثر تفاعل كل الشعب الإرتري مسيحيين ومسلمين مع الحركة، ودعمها معنوياً ووقوفها حول منفذيها وتضامنهم مع أُسر أبطالها، وخير مثال تضامن الشعب مع أرملة الشهيد سعيد علي حجاي، قائد الحركة.
ضمن تداعيات حركة (فورتو) وشحذها لهمم الشعب، تحركت أطياف واسعة منهم وقامت بمظاهرات أمام مقرات النظام في الغرب، بل وصل الحد ببعضها أن إقتحمت هذه المقرات كما حصل في قنصلية النظام في فرانكفورت، كانوا كلهم شباب وبتنوع شعبنا الذي نعرف، وتعبيراً عن رفض صريح لخطاب النظام التخويفي، ومعظمهم من مواليد ألمانيا وشخصيات غير فاعلة في العمل السياسي، لكنهم لبوا نداء الوطن، إحساسهم بأن هذه الحركة قامت من أجلهم كان أكبر من كل إحتمال آخر يدفعهم بأن يعرضوا أنفسهم للخطر.
تمكنت حركة فورتو من القفز على خطاب نحن وهم، وجعلت الجميع في مصاف واحد من أجل التغيير وإحقاق العدالة، والسعي لإسقاط نظام إسياس وإستبداله بنظام وطني ديمقراطي متعدد، وإطلاق سراح المعتقلين وتوفير مناخ تسوده الحرية وترسخت أكثر هذه المبادئ في خطابات وكتابات الناشطين الإرتريين السياسيين والمدنيين منهم على السواء.
كما أنها إعادت القراءة حول فهم الناس إلى حراك الداخل الإريتري ومدى قدرته على التأثير في الوضع وخلق واقع جديد قد يكون مباغتاً وسريعاً، هناك آراء ترى أن ترويج مفهوم” التغيير سيأتي من الداخل قطعاً” هو بمثابة دعوة للركود وتقليل من حجم ودور النشاط المعارض من خارج إرتريا وهذا المفهوم نفسه بعد حركة فورتو لإعادة تقييم من جديد إذ أصبح أقرب للصواب والحقيقة منه أكثر من هو فهم يراد به التقليل من شأن المعارضة في الخارج، كمان أن وتيرة إدعاء الإتصال بمجموعات فاعلة في الداخل الإرتري أصبح أكثر حضوراً وحجز مقعده ضمن خطاب الإستقطاب..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى