مقالات

إدريس سالم ودبساي وبينهما فواجع أخرى: جمال همـــد

5-Sep-2009

المركز

بين أشهر مايو ويوليو تسعون يوما ونيف مثلن ضغطا لا قبل لانسان بها .كل يوم يمر يتلف ما يستطيع من الاعصاب المنهك ويمضي وهو يخرج لي لسانه … ارمم ما تبقى في المركز الثقافي الألماني ( غوته ) ومقهى (حليوة) الرصيفي ، وأهجع وأنا موزع .بين تصاريف الحياة اليومية والاعداد للسفر لأديس أبابا وعبر البر هذه المرة وعلى النفقة الخاصة وعلى طول ما يزيد على ألف كيلو وتوالي الاخبار المفجعة .

ادريس طاهر سالم وصالح علي صالح ومحمد ابراهيم دبساي وابن خالتي محمد نور حامد ( علمي ) عسى المساحة تتسع لهم وتتسع لفواجعنا في درب الآ لآم .* ادريس طاهر سالم :الأبن البكر للشهيد القائد طاهر سالم … لم تربطني به صداقة أو معرفة وثيقة بل عبر اصدقاء مشتركين وهموم عامة مشتركة ايضا . كغيره من ابناء جيلة انخرط في العمل السياسي مبكرا عبر بوابة الاتحاد العام لطلبة اريتريا .. وشغل مواقع قيادية فيه . وتفرغ لعدة سنوات .. الى ان عصفت العاصفة بجبهة التحرير الاريترية في ثمانينات القرن الماضي وكنس آمال عراض لقواعد التنظيم . وبحسرته يمم وجهه شطر المملكة العربية السعودية ليعول أسرته الكبيرة والصغيرة .. اتصلت به في شهور مرضه الأخيرة كان يأتيني صوته قويا ومتفائلا … ممتننا وسائلا عن احوالنا وكيف نتدبر أمورنا بعد قرار اغلاق مقرات المعارضة في الخرطوم .. كان متساميا على النزف اليومي الذي يهدم جسده النحيل . الصبر للأستاذة الصديقة رقية طاهر سالم والأخوان محمود وسالم وبقية افراد الأسرة … الصبر لعائلته والاصدقاء المشتركين وغير المشتركين . محمد ابراهيم دبساي ( دبس ):ابو الدبس كما كان يناديه اصحابه .. بطول الفارع وأناقته الزائدة ووسامته التي لاتخطئها عين وسخريته من كل شيء حتى من نفسه … رافقته في سنوات طويلة ابتداءا من دمشق الفيحاء .. حي الروضة ومقر الاتحاد العام لطلبة اريتريا .. العمارة الحي الدمشقي بحاراته العتيقة .. الى مخيم اليرموك الفلسطيني.. ركن الدين … الى أسمرا … وثلة من مؤسسي القسم العربي في التلفزيون الاريتري الرسمي … الكل كان مندفعا وراء انتاج مادة اعلامية تليق بشعب مناضل بعيدا عن منحنيات السياسة وقريبا من القلب . أسس القسم العربي مستخدما كل خبراته وقدراته مع عدد من زملائه وجلهم غادر البلاد .كنا فرحين ببلادنا وكنا نغني كدرويش :(الخبز مر في حقول الآخرين والماء مالحوهذا الغيم فولاذ وذاك النجم جارح).لم نكن ندري ان ما حلمنا به كان مجرد سراب بعد ان استحكمت في رقاب العبادة عصابات ورجرجة من المعتوهين وذوي العاهات الاجتماعية والنفسية ليحيلوا نهار البلد الى ظلاااااااام دامس . تفرق الزملاء وضاع بعضهم في خضم حياة المنافي وظل( دبس) باقيا تجلده قوانين قرقوش ونزوات صديق الرئيس ووزير الاعلام علي عبده ، مما اتعب قلبه الذي لم يحتمل بعد الأصحاب والاحباب وقسوة رجال الوزير صديق الرئيس .. عندما طلب الأذن وكأن سجين بالعلاج في الخارج رفض طلبه وحددت له ( دبي) بعد حين بعد رحلة دبي التي لم تكلل بالنجاح أزدادت سخريته المرة من نفسه ومن كل ما حول. . وطن هرعنا اليه نحمل آمال أجيال بعد ان اعتقدنا اننا تجاوزنا وزر الايدلوجيا والخلافات السياسية الى رحاب وطن رحيم … فهل خاننا ؟؟ صالح علي صالح :: راعينا في طفولتنا وصديق عائلتنا.وأحد المؤسسين للعمل الإسلامي الإرتري .. لم يشغل نفسه بالسياسة اليومية وتكتيكاتها وفن ممكنها وغير الممكن فيها بقدر انشغاله بما يجب أن يكون عليه المجتمع … التنمية البشرية …… التربية و التعليم والتأهيل … تأهيل قدراته الذاتية وتنميتها وتقديم خبراته ومعارفه للناس ، لذا ظل بعيد عن بريق آلات التصوير ومكبرات أصوات المهرجانات وعويل الشعارات رغم أنه شغل مواقع تنفيذية وتشريعية متعددة في الحزب الإسلامي كان آخرها ترؤسه لجهازه التشريعي ( مجلس الشورى ).صالح علي صالح ببساطة ملبسه وتهذيبه الجم ظل بمنأى عن زيف الحياة وبهرجتها … يسعى بين الناس بعلمه كواحد منهم ، ترك رحيله المفاجيء غصة في الحلق وسؤال عريض عن ماهية الوطن !!. محمد نور حامد ( علمي ):أبن خالتي وصديقي … دفعت به ظروف عائلته مبكرا لاقتحام السوق هو وأخوه محمد علي لذا كان يعوض ذلك بتقديم العون لنا ونحن طلاب ..يقسم لنا من دخله اليومي وهو عامل اليومية في مطاعم وبقالات كسلا … ورغم ضيق ذات اليد وارهاق العمل ظلت القضية الوطنية حاضرة في أجندته اليومية فأنضم باكرا الاتحاد العام لعمال اريتريا .. وعضوا في جبهة التحرير الاريترية ( المجلس الثوري ) عضوا فاعلا في فرع كسلا . شاب كثير الحركة ويتمتع بحضور كبير في أواسط مجتمعات كرة القدم في كسلا لم يستفيد التنظيم الذي انتمى اليه من قدراته تلك … في السنوات الأخيرة وبعد انقسام التنظيم آثر الابتعاد قليلا وهو يلوك حسراته . يبدو ان درب الآلام لا يزال طويلا .اللهم ألهمنا ببعض قدرات الانبياء حتى نتجاوز النفق ونتحمل وزر الرفاق وجرائم الرجرجة وعوادي الزمن .اللهم ارحمه جميعاواسكنهم فسيح جنانك .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى