مقالات

استمرار الاستغفال الاريتري .. والتآمر المكشوف! : خاص ( سودان سفاري)

17-Apr-2006

سفاؤس

تحليل سياسي
عقدت القيادة العسكرية الاريترية – نهاية الاسبوع الماضي – اجتماعا مع قادة الفصائل السودانية المعارضة في شرق السودان ، والمكونة من مؤتمر البجا، الاسود الحرة ، حركات التمرد بدارفور،

وكان محور النقاش في الاجتماع هو كيفية العمل على تنشيط العمليات العسكرية الساخنة على طول الحدود الشرقية للسودان في الفترة القادمة ، وبحسب مصادر دبلوماسية مطلعة ،فان الجانب الاريتري حرص على توفير دعم عسكري كبير لهذه الفصائل والتزم بمدهم بالأسلحة الثقيلة والخفيفة والذخائر وعربات اللاندكروزر المحمل عليها الدوشكات ، وبعض المدافع الحديثة الاخرى. وفي الواقع فان النظام الارتيري – للاسف الشديد – يلعب لعبة مكشوفة وفي غاية السذاجة في تعامله مع السودان ، والمؤلم حقا، أن النظام الاريتري يعتقد اعتقادا جازما ، أن السودان غافل تماما عن هذه الألاعيب القديمة الموغلة في القدم. فقد عقدت الحكومة الاريترية – وعبر مسئولين رفيعين فيها العشرات من الاجتماعات مع قادة الفصائل المعارضة في شرق السودان تدعوهم فيها لتسخين الحدود والمنطقة ، وتعرض عليهم الخطط المختلفة ، وتدفعهم دفعا للقيام بأعمال تخريب ، وفي ذات الوقت تمد يدها إلى الحكومة السودانية طالبة الصفح والغفران ، وراجية إعادة العلاقات بين البلدين الى طبيعتها بل ان الحكومة الاريترية لا تزال تلح – ووفودها تجئ وتذهب من اسمرا الى الخرطوم لتسمية السفراء بين اسمرا والخرطوم ، وتتعجل الأمر للدرجة التي بادرت بتسمية سفيرها ، وأرسلته الى الخرطوم ، حتى قبل ان يسمي السودان سفيره أو يصدر إعلانا رسميا بإعادة العلاقات الدبلوماسية. لقد كان موقفا لافتا بحق ، وكان العديد من المراقبين – من كان منهم مع الحكومة السودانية أو ضدها – محتارين كل الحيرة ، في هذه التصرفات المتناقضة تماما ، ولعل ثالثة الأثافي ، هو أن النظام الاريتري ، أبدى دهشته المدهشة من الهجوم الحديث الذي وقع قبل أيام من الآن على ولاية كسلا!! ومضى في اتجاه تطبيع علاقاته وبراءة الأطفال الصغار في عينيه! والانكى من ذلك أيضا ، أن النظام الاريتري قام بعمل تسهيلات في العاصمة الاريترية اسمرا جمعت يبن نائبة القنصل الأمريكي هناك، وقادة الأسود الحرة ، جرى فيها تقديم النصح بان تشن هجمات على أهداف في السودان ، بل ان هناك حشدا الآن حول مدينة همشكوريب التي تجرى الترتيبات لانسحاب الحركة الشعبية منها ، هذا الحشد تم الترتيب له من مجموعات مؤتمر البجا ، والأسود الحرة ، وحركة العدل والمساواة في ذات الاجتماع التآمري سالف الذكر ، داخل الأراضي الاريترية وبمساعدة ومعاونة كاملة من النظام الاريتري والمخالب الدولية الأخرى التي تستخدمه . هذه كلها مجرد شذرات ، بكل ما تعنيه الكلمة من مسلسل طويل من المؤامرات التي صارت ديدنا ثابتا لقادة النظام الاريتري يستغلون فيها ظروف الراهن السوداني لتحقيق أهداف في غاية الدناءة السياسية وذلك لأن الحكومة القائمة الآن في السودان حكومة وحدة وطنية ، لها مهام وطنية انتقالية بالغة الأهمية والحساسية ، ومن شأن المساس بأمن واستقرار السودان في ظروف كهذي الإضرار بالأمن والاستقرار الاريتري نفسه ، ولولا الحلم والانضباط السوداني المأثور عنه ، لما استحق النظام الاريتري بسلوكه السياسي السيء ، واتجاهه المستمر نحو التآمر أن يتنفس مجرد التنفس في هذه البسيطة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى