أخبار

الإرترية :ماليليا بخيت لمجلة ( التضامن ) النمساوية :الاستبداد قضى على الكثير من المكتسبات التي حققتها المرأة الإرترية

16-Mar-2013

المركز

16 مارس 2013م
أكدت الأستاذة ماليليا بخيت – أديبة وناشطة إريترية تقيم في باريس -على دور المرأة الإريترية في النضال الذي خاضه الشعب الإريتري خلال العقود الثلاثة والذي توج بتحرير التراب الإريتري من الإحتلال الإثيوبي وقالت (أن المرأة الارترية تعتبر رائدة في هذا المجال حيث كانت مقاتلة شرسة وصنديدة،

شاركت في كافة العمليات الحربية والنضالية تماما كالمقاتل الرجل، وأزاحت جانباً كل اشكال التمييز المفترضة بين الجنسين بنضالها وتضحياتها، حيث بلغ حجم مشاركتها في “الجيش الشعبي لتحرير إريتريا “ــ الذراع العسكري للجبهة الشعبية لتحرير إريتريا ــ إلى ما فوق الـ 30 % وهذه نسبة لا تتوفر حتى في أكثر الجيوش حداثة وتطوراً) كما تحدثت عن رؤيتها للمتغيرات التي تجتاح المنطقة العربية وانعكاس ذلك على المرأة العربية والإفريقية .جاء ذلك في حوار أجرته معها الكاتبة والأدبية السودانية الاصل النمساوية الجنسية إشرافة حامد بمناسبة عيد المرأة العالمي .ويسعدنا ان ننقل للقاريء الكريم نص الحوار مترجما للعربية .1. كيف ترين التغييرات الثورية فى المنطقة العربية؟بدايةً التحولات الكبرى التي تحدث في العالم العربي، هي نتاج نضالات طويلة خاضتها الشعوب العربية ضد الأنظمة الاستبدادية التي جثمت على صدرها لأمد بعيد، منذ “الاستقلالات” الوطنية من الاستعمار الأجنبي، إلا ان حقبة “الإدارة الوطنية” للدولة لم تكن بحجم تلك الأحلام التي ضحت من أجلها الشعوب المستعمرة سابقا، حيث سرعان ما سقطت هذه الدولة تحت قبضة أنظمة مستبدة وديكتاتورية، وأن حلول ” الربيع العربي” إن جازت التسمية، نقل المنطقة بأسرها نحو مرحلة جديدة، “مرحلة الفعل الشعبي” بعد أن ظل كل الفعل محتكر من قبل الأنظمة بمختلف توجهاتها ومؤسساتها وأحزابها .الآن يبدو أن هناك دوراً فعَال للشعوب في قيادة مصيرها، وأن كانت “دول الربيع” حتى اللحظة تكابد مشقة بالغة من أجل ضمان ظروف التحول الديمقراطي غير المكتمل المعالم .. فهناك مصاعب كبيرة تعيشها هذه الشعوب المنتفضة نتيجة سيطرة تيارات بعينها بإدارة الدولة، ولسوء الحظ هذه التيارات التي وصلت للسلطة بعد الثورة لم تكن أيضا بمستوى الطموح فهي في الغالب سلطوية الطابع، وأحادية التفكير وهذا أمر يعقد مرحلة الانتقال نحو الديمقراطية، لكنني على العموم متفائلة جداً حيال هذه التحديات لأن الشعوب لم تعد تصمت أمام محاولات الإنفراد والإستحواذ فكما نجحت هذه الشعوب في اقتلاع واجتثاث الديكتاتورية السابقة ستتمكن، حتماً من عبور المرحلة الحالية، التي لا تقل صعوبة عن سابقاتها .2. هل بروز المرأة ومشاركتها بالشىء الجديد؟ كيف تقيمين مشاركات المرأة بكل قطاعاتها من خلال مشاهداتك؟كان من اللافت للملاحظ السياسي عبر مختلف وسائل الاتصال أن المرأة، قامت بأعمال بطولية في هذه الملاحم التي سطرتها الشعوب العربية، و من حسن حظ المرأة العربية المغيبة غالبا نتيجة الثقافة الذكورية ، وتفشي عوارض التخلف الاجتماعي، أنها أضحت الآن تحيا في عصر “الثورة المعلوماتية والاتصالية ” التي أتاحت الفرص كاملة أمامها، مناصفة مع الرجل، وبالتالي أضحت أكثر فاعلية في نشاطاتها ومشاركتها في مختلف مناحي الحياة العامة .وبما أن معظم دعوات الانتفاضات الشعبية العربية قد تمت عبر وسائط الاتصال الحديثة فالمرأة كان لها دوراً أساسيا وحاسماً في الفعل سواء عبر تلك الوسائط الافتراضية او عبر ميادين وساحات التظاهرات .وهنا لا ننسى أن الحراك الأكثر تنظيماً في مصر تم عبر دعوة قامت بها امرأة مصرية تسمى، إسراء عبد الفتاح في عام2008 و وجدت إقبالاً تجاوز الـ70 الف متظاهر. وهي التي أفرزت ما يعرف بـ “حركة السادس من ابريل”، والتي قادت مع حركات أخرى الثورة المصرية في عام 2011. وفي اليمن كان لتوكل كرمان بصمتها في مسار الثورة مما استحقت نيل جائزة نوبل للسلام .3. كيف يمكن للنساء الاستفادة من ثورات سابقة على سبيل المثال دور النساء في الثورات القرن افريقية خاصة ثورة ارتريا ؟ للمرأة الإرترية دور بارز في النضال التحرري سواء في شقه السياسي أو المسلح الذي دام لثلاثة عقود كاملة، من اجل نيل الاستقلال، و أدعي أن المرأة الارترية تعتبر رائدة في هذا المجال حيث كانت مقاتلة شرسة وصنديدة، شاركت في كافة العمليات الحربية والنضالية تماما كالمقاتل الرجل، وأزاحت جانباً كل أشكال التمييز المفترضة بين الجنسين بنضالها وتضحياتها، حيث بلغ حجم مشاركتها في “جيش التحرير الشعبي” الى ما فوق الـ 30 % وهذه نسبة لا تتوفر حتى في أكثر الجيوش حداثة وتطوراً .. بعد الاستقلال أيضا لها إسهاماتها في مختلف مناحي الحياة العامة، إلا أن سقوط البلاد في حكم استبدادي ديكتاتوري فريد، لم يتح للمرأة كما للرجل الفرص المناسبة للنهوض ولقيادة مستقبلها، ولا تزال هناك قيود على حركة المرأة الشابة خاصة، سواء فيما يتعلق بالتجنيد الإجباري الذي لا مدى زمني له، أو من حيث إقامة مشاريعها الخاصة، والمشاركة في الحياة السياسية بحرية تامة، لذلك اعتقد أن الاستبداد في حده الأدنى في قضى على الكثير من المكتسبات التي حققتها المرأة الإرترية بنضالاتها وتضحياتها الجسام .4. هل تعتقدين ان ثورات الربيع العربى يمكن ان تغير من وضع المرأة إيجابا خاصة إذا شاهدنا ما حدث فى مصر على سبيل المثال من تراجع وتقهقر فيما يخص المرأة؟لست متفائلة بالشكل الكافي بخصوص وضع المرأة، في دول الربيع العربي، ذلك أن التيارات السياسية التي وصلت لسدة الحكم في غالب هذه الدول هي من القوى المحافظة جداً، وبالتالي لا يمكن تصور أنها ستكون منفتحة ومنصفة لحقوق المرأة العربية، و المثال المصري المذكور خير دليل على ما أقول، لكني في الآن نفسه، واثقة أن النساء العربيات سيناضلن من اجل حقوقهن، كما ناضلنا من اجل إسقاط الديكتاتوريات، فلا يمكن تصور أن يتحول “الممنوع” الى “محرم” بيسر، و دون وقوف فعلي للمرأة ضده .. وعلى القوى الليبرالية و قوى اليسار أن يعيدوا تشكيل تحالف “مدني” في مواجهة القوى المحافظة التي تحمل أجندات ظلامية تعود للعصور الوسطى، وأن يكونوا نصيرين لحقوق المرأة، ليس لضعفها، بل انتصاراً لقيم الحرية والديمقراطية التي سالت من أجلها الدماء في ميادين الثورة . بالتالي فذلك واجب نضالي وأخلاقي و وفاء لأرواح الشهداء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى