أسمرا .. إحكام أنشوطة العقوبات حول العنق
2-Jul-2011
المركز
على غير العادة ، نشطت جهات متعددة في الحكومة الإرترية في إصدار بيانات وتصريحات حول قضايا مختلفة خلال الأسبوعين بخلاف السياسة السابقة للحكومة الإرترية التي تحجم عن إصدار البيانات والتصريحات عدا تلك التي تصدر ممهورة باسم وزارة الخارجية أو التي يعلنها الرئيس الإرتري في حواراته الصحفية المطولة أو خطاباته الخاصة بالمناسبات.
القاسم المشترك بين جميع هذه التصريحات هو الحديث المباشر عن قرار العقوبات الصادر من مجلس الأمن في ديسمبر 2009م والذي قضى بحظر السلاح وتجميد أرصدة مسئولين ومؤسسات حكومية وتقييد تحركات عدد من المسئولين ، كما أن بعضها الآخر يحوم حول حمى العقوبات بالرد على اتهامات إثيوبية أو أمريكية تتعلق بالدور الإرتري في الإقليم .قرابة العشر تصريحات خلال الأسبوعين الماضيين بعضها صادر رسمياً من وزارة الخارجية وممهور باسمها ، وبعضها الآخر منسوب لمسئول رفيع بوزارة الخارجية ( دون ذكر اسمه) وبعضها بإسم المتحدث باسم وزارة الخارجية (دون ذكر إسمه أيضاً).فإذا استعرضنا التصريحات الصحفية نجدها كالتالي :•15 يونيو :بيان باسم وزارة الخارجية للرد على الاتهامات الإثيوبية التي تحدثت عن محاولة تخريبية ارترية إبان انعقاد الاتحاد الإفريقي .•16 يونيو :بيان صادر عن وزارة الخارجية بمناسبة مرور 19 شهراً على قرار العقوبات تضمن هجوماً على مجموعة المراقبة. •18 يونيو : إعلان من وزارة الإعلام بشأن حجب الفضائية الإرترية عن الولايات المتحدة .•21 يونيو :بيان من وزارة الخارجية بشأن الرفض الأمريكي لمشاركة إرتريا في جلسات مجلس الأمن والمحافل الأخرى ،والإصرار على مشاركة اثيوبيا في الجلسة المغلقة لمجلس الأمن التي طالبت بها إرتريا.•23 يونيو :بيان باسم وزارة الخارجية يتحدث عن قرار العقوبات ومجموعة المراقبة .•25 يونيو : بيان باسم وزارة الخارجية رداً على اتهامات إثيوبية بإرسال أسمرا لمساعدات عسكرية لمجموعات مسلحة في جنوب السودان•27 يونيو :تصريحات منسوبة الى مسؤول رفيع في وزارة الخارجية عن ضغوط أمريكية على شركات تأجير الطائرات.•27 يونيو: تصريحات منسوبة إلى مسؤول رفيع بوزارة الخارجية حول السياسة الإرترية في الصومال .•28يونيو: تصريحات باسم وزارة الخارجية عن سياسات الحكومة الإرترية إزاء المعارضة الإثيوبية•29 يونيو: تصريحات منسوبة للمتحدث باسم وزارة الخارجية عن مجموعة المراقبة المكلفة بجمع الأدلة والبراهين التي تؤكد تورط الحكومة الإرترية في دعم المسلحين الصوماليين.•29 يونيو : استطلاع صحفي رداً على تصريحات منسوبها إلى القائم بالأعمال الأمريكي في أسمرا بشأن حملة لتجنيد الشباب والطلاب وتمويل مؤسسات المجتمع المدني والجهات الدينية.لقد حرصت الحكومة الإرترية خلال هذه البيانات على الظهور بمظهر الضحية متهمة الولايات المتحدة باستهدافها مستخدمة في ذلك دول مثل إثيوبيا في حملتها العدائية ، ونفي الإتهامات التي تتردد بشأن دورها في دعم المسلحين الصوماليين والمعارضة الإثيوبية والمجموعات المناوئة لحكومة جنوب السودان .كما خصت مجموعة المراقبة المكلفة بالتحقيق في الإتهامات الموجهة ضد إرتريا المتعلقة بدعهما للمسلحين الصوماليين بنصيب وافر من الهجوم واتهمتها بأنها أداة سياسية .. وأسئلتها تعد تدخلاً سافراً في شئون الدول ).كما خصصت أحد تصريحاتها لجوي هود الذي وصفته بأنه ابرز المشاركين في (مؤامرة العقوبات ضد إرتريا) وقالت إنه يشغل منصب المستشار الأعلى للشئون الخارجية الأمريكية في قضايا ارتريا وافغانستان .سيل البيانات المنهمر من نوافذ مختلفة في الحكومة الإرترية يدل دلالة قاطعة على حالة الهلع الهستيري الذي تعيشه الحكومة الإرترية فزعاً من دخول قرار العقوبات حيز التنفيذ الذي قطعاً سيضعف قبضتها الأمنية والعسكرية ولن يضار منه الشعب الإرتري ، فما الذي يضر الشعب الإرتري من حظر السلاح المصوب نحو عنقه ؟ وما الذي يضير الشعب الإرتري من تجميد أرصدة مسئولين ومؤسسات أذاقته الويلات سجناً وسخرة وتشريدا ؟ وما الذي يضير الشعب الإريتري من حظر سفر مسئولين غاية همهم التسول وسط الجاليات الإرترية في الخارج ؟.وعلى الجهات التي ترفض قرار العقوبات بزعمها بأنه لا يصب في مصلحة الشعب الإرتري مراجعة موقفها لأنه في يعتبر مساندةً واضحة للنظام الإرتري المنتهك لحقوق الشعب والوطن . * نشر في صفحة نافذة على القرن الإفريقي – صحيفة الوطن السودانية -1يوليو2011م